متابعات..|

تناولت وسائل إعلام “إسرائيلية” في الأيّام الأخيرة ما قالت إنه تحوّل ملحوظ في مواقف إندونيسيا –أكبر دولة إسلامية من حَيثُ عدد السكان- تجاه كَيان الاحتلال الصهيوني، مستندة إلى معطيات وخطوات سياسية لافتة صدرت عن جاكرتا خلال الأشهر الماضية، بحسب تحليل نشره .

وبحسب تلك التقديرات، فقد أثار خطابُ الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو في الجمعية العامة للأمم المتحدة، حين اختتم حديثَه بكلمة “شالوم“، اهتمامًا واسعًا داخل الأوساط “الإسرائيلية”؛ باعتبَاره مؤشرًا على رغبة جاكرتا في فتح الباب أمام علاقة أكثرَ علنيةً مع الاحتلال.

ويشير أكاديميون “إسرائيليون” إلى أن التواصل بين الجانبين ليس وليد المرحلة الراهنة، حَيثُ سبق لجاكرتا أن استقبلت مسؤولين “إسرائيليين” منذ التسعينيات، رَغم غياب العلاقات الرسمية، مع حديث متكرّر عن زيارة محتملة للرئيس الإندونيسي لـ(إسرائيل) في حال توافرت الظروف السياسية المناسبة.

وفي تحليل (زمان إسرائيل)، أوضح الباحث ران شاؤولي أن التطورات الأخيرة، ومنها التقارير التي تتحدث عن إمْكَانية مشاركة قوات إندونيسية ضمن آليات تنفيذ اتّفاق وقف إطلاق النار في غزة، تعكس رغبة جاكرتا في لعب دور أكبر في الملفات الإقليمية، مستفيدةً من مكانتها كأكبر دولة إسلامية لا تنحاز بشكل مباشر لأي من محاور الشرق الأوسط.

ويرى التحليل أن الرئيس برابوو يسعى إلى تثبيت موقع بلاده كقوة دولية محايدة قادرة على التواصُل مع جميع الأطراف، في ظل تناقض مواقف دول إسلامية محورية تجاه حماس وغزة.

ويُعتقد أن هذا الحياد يمنح جاكرتا فرصة لبناء علاقة تدريجية مع تل أبيب دون إثارة صدام داخلي كبير.

كما لم يستبعد التقريرُ وجودَ اعتبارات شخصية وسياسية لدى الرئيس الإندونيسي، خَاصَّة مع توثيق تواصله الأخير مع شخصيات نافذة في واشنطن؛ ما قد يشجّع على خطوات تطبيع مشروطة، أبرزها -وفق الرؤية الإسرائيلية- أن يقدم كَيان الاحتلال اعترافًا رسميًّا بالدولة الفلسطينية، وهو المطلب الذي تعتبره جاكرتا أَسَاسيًّا لأي تغيير في سياستها تجاه (إسرائيل).

وتخلص التقديرات العبرية إلى أن الأسابيع المقبلة قد تشهدُ حراكًا دبلوماسيًّا أكثر وضوحًا بين الطرفين، مدفوعًا بالمصالح الإندونيسية في تعزيز دورها الدولي