تحقيق جديد يكشف تورط إسرائيل بالتجسس على المحكمة الجنائية الدولية
٢٥ مشاهدة
استمرارا للكشف الذي قامت به صحيفة ذا غارديان البريطانية حول تورط إسرائيل من خلال رئيس جهاز الموساد السابق يوسي كوهين في ابتزاز المدعية العامة السابقة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا كشفت الصحيفة في تحقيق آخر عن تورط إسرائيل في عمليات تجسس بحق المحكمة والمدعي العام الجديد كريم خان ويأتي هذا الكشف في أعقاب إعلان المدعي العام للمحكمة طلب إصدار أوامر اعتقال ضد قادة إسرائيليين وقادة من حماس وبعد أن أصدر تحذيرا غامضا قبل أكثر من أسبوع قال فيه أصر على أن جميع المحاولات لإعاقة أو تخويف أو التأثير بشكل غير صحيح على مسؤولي هذه المحكمة يجب أن تتوقف فورا ولم يقدم كريم خان تفاصيل محددة عن محاولات التدخل في عمل المحكمة الجنائية الدولية لكنه أشار إلى بند في معاهدة تأسيس المحكمة يجعل أي تدخل من هذا القبيل جريمة جنائية وأضاف قائلا إنه إذا استمر السلوك فلن يتردد مكتبي في التحرك كذلك لم يعط خان أي معلومات عن هوية الذين حاولوا التدخل في إدارة عمل المحكمة ولم يحدد أيضا كيفية التدخل إلا أن الكشوفات الجديدة عن تورط إسرائيل تعطي المزيد من التفسيرات ويكشف التحقيق الذي أجرته صحيفة ذا غارديان بالتعاون مع المجلة الإسرائيلية الفلسطينية 972 وموقع سيحاه موكوميت العبري اليساري كيف شنت إسرائيل حربا سرية دامت قرابة عقد من الزمان على المحكمة الجنائية الدولية من طريق وكالات الاستخبارات الخاصة بها لمراقبة وقرصنة وتشويه وتهديد كبار موظفي المحكمة الجنائية الدولية والضغط عليهم في محاولة لتعطيل تحقيقات المحكمة نتنياهو كان مهووسا بالتجسس على المحكمة الجنائية الدولية وبحسب التحقيق فإن الاستخبارات الإسرائيلية التقطت اتصالات العديد من مسؤولي المحكمة الجنائية الدولية بما في ذلك كريم خان وسلفه باعتباره مدعيا عاما فاتو بنسودا واعترضت المكالمات الهاتفية والرسائل والبريد الإلكتروني والوثائق وهو ما قد يفسر كيفية معرفة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مسبقا بنيات المحكمة في طلب إصدار مذكرات اعتقال بحق قادة إسرائيليين الأمر الذي تناقلته وسائل الإعلام الإسرائيلية قبل الإعلان الرسمي من قبل كريم خان وبحسب ما جاء في التحقيق فإن إسرائيل اعترضت أخيرا اتصالا أشار إلى أن كريم خان كان يريد إصدار أوامر اعتقال ضد إسرائيليين لكنه كان تحت ضغط هائل من الولايات المتحدة وفقا لمصدر مطلع وتقول الصحيفة إن نتنياهو كان مهتما جدا بعمليات الاستخبارات ضد المحكمة الجنائية الدولية ووصفه أحد مصادر الاستخبارات بأنه مهووس بالاعتراضات المتعلقة بالقضية ولم تقتصر عمليات التجسس على المحكمة الجنائية الدولية على جهة أمنية إسرائيلية واحدة بل شملت إشرافا من مستشارين للأمن القومي وجهودا لوكالة المخابرات الشاباك وكذلك مديرية الاستخبارات العسكرية أمان وقسم الاستخبارات السيبرانية وحدة 8200 وجرت مشاركة المعلومات الاستخباراتية المستخلصة من الاعتراضات مع وزارات الحكومة للعدل والشؤون الخارجية والشؤون الاستراتيجية ويقول معدو التحقيق المشترك إنهم اعتمدوا في تحقيقهم على مقابلات مع أكثر من عشرين من ضباط الاستخبارات الإسرائيلية والمسؤولين الحكوميين الحاليين والسابقين وكبار شخصيات المحكمة الجنائية الدولية والدبلوماسيين والمحامين المطلعين على قضية المحكمة الجنائية الدولية وجهود إسرائيل لتقويضها كذلك كشف عن عملية سرية ضد بنسودا يوم أمس الثلاثاء من قبل صحيفة ذا غارديان أديرت شخصيا من قبل حليف نتنياهو المقرب يوسي كوهين الذي كان في ذلك الوقت مدير وكالة الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية الموساد والذي استعان في إحدى مراحل التجسس حتى بمساعدة رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية آنذاك جوزيف كابيلا وقالت خمسة مصادر مطلعة على أنشطة الاستخبارات الإسرائيلية إنها كانت تتجسس بشكل روتيني على المكالمات الهاتفية التي أجرتها بنسودا وموظفوها مع الفلسطينيين خصوصا أن إسرائيل كانت تمنع المحكمة من الوصول إلى غزة والضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية لذلك كانت المحكمة مجبرة على إجراء معظم أبحاثها عبر الهاتف ما جعلها أكثر عرضة للمراقبة وبفضل وصولها الشامل إلى البنية التحتية للاتصالات الفلسطينية قال المصادر إن عملاء الاستخبارات كانوا قادرين على اعتراض المكالمات دون تثبيت برامج تجسس على أجهزة مسؤولي المحكمة الجنائية الدولية بدورها قالت المحكمة الجنائية الدولية إنها على علم بـأنشطة جمع المعلومات الاستخبارية النشطة التي تقوم بها عدد من الوكالات الوطنية المعادية للمحكمة وأضافت أن المحكمة الجنائية الدولية تنفذ باستمرار إجراءات مضادة لمثل هذه الأنشطة وأن أيا من الهجمات الأخيرة ضدها من قبل وكالات الاستخبارات الوطنية لم تخترق الأدلة الأساسية للمحكمة التي ظلت آمنة أما المتحدث باسم مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي فنفى ما أسماه الادعاءات الكاذبة التي لا أساس لها والموجهة لإيذاء دولة إسرائيل وبحسب الضباط الذين صدرت شهاداتهم بهوية مجهولة فإن حرب إسرائيل على المحكمة بدأت في يناير كانون الثاني 2015 عندما أكد أن فلسطين ستنضم إلى المحكمة بعد الاعتراف بها دولة من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة الأمر الذي أدانه المسؤولون الإسرائيليون معتبرين إياه إرهابا دبلوماسيا