تحريف الحج عن مقاصده التعبدية

٦٣ مشاهدة


في كل موسم حج هناك ضفتان واضحتان للتعامل مع الحج؛ الضفة السعودية التي تسخِّر كل الطاقات والجهود لرعاية الحجاج وتسهيل فريضتهم، فضلاً عن بناء وصيانة بنية تحتية بالغة التعقيد مع تكلفة ضخمة، وفي الوقت نفسه ضفة أخرى تريد معاقبة السعودية ليس على تقصيرها في خدمة الشعيرة المقدسة، بل لأنها متفانية في خدمة الحجيج، وهذه الضفة الأخرى هي نفسها من لا تريد للحج أن ينجح، وتريد اختطافه وحرفه عن مقاصده التعبّدية، وتحويله إلى منصة للنزاعات وتصفية الحسابات، ولخدمة أجنداتها السياسية، بل وتحويله إلى أداة ابتزاز وتفاوض مع إسرائيل وأمريكا.

هل نتخيل أن هناك من يريد استخدام الحج في مفاوضاته ونزاعاته السياسية والعسكرية، يريدون تسييس الحج، وأن تتحول العبادات إلى مجرد طقوس بلا قيمة، ومنصة للمزايدات ولتوسيع هامش الحركة السياسية التي يحتاجونها في خلافاتهم مع بعضهم أو مع خصومهم، أو حتى للمقايضة مع الدول العظمى كما هي طريقتهم.

للأسف هذا ما يريده البعض، وهذا ما ترفضه السعودية وحكامها منذ الملك المؤسس مروراً بأبنائه الملوك حتى اليوم.

مرات عدة تعرضت فيهما الديار المقدسة لنزاعات سياسية، ولأنه نزاع يخرج الديار المقدسة عن وظيفتها، فقد تحول من نزاع سياسي إلى تدمير للكعبة المشرفة، وتدنيس للمقدسات وحرف للحج والعمرة عن مقاصدهما التعبدية.

المرة الأولى عندما نشب خلاف سياسي بين عبدالله بن الزبير وحلفائه من جهة وبين الأمويين من جهة أخرى، عندما أعلن ابن الزبير من مكة المكرمة خلافة موازية لحكم بني أمية التي اتخذت من دمشق عاصمة لها، النزاع السياسي تحول عبر السنين إلى حرب دموية طويلة انتهت سنة 73هـ، بمقتل عبدالله بن الزبير، وبقصف الكعبة بالمنجنيق وهدمها على من فيها، خلاف راح ضحيته الآلاف من المسلمين الأبرياء، وتعرضت فيه الكعبة والحرم المكي الشريف أقدس مقدسات المسلمين للضرر.

المرة الثانية عندما قام القرامطة بنقل خلافهم المذهبي إلى الديار المقدسة وشنّوا هجوماً طائفياً دموياً سنة (317هـ) على مكة المكرمة وفي موسم الحج، وقتلوا بلا رحمة الحجيج والسكان المحليين، مستحلين حرمة البيت الحرام، ولم تنتهِ الأحداث المأساوية عند

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع المشهد اليمني لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح