تحركات عسكرية حوثية في إب استخدام مراكز دينية في أغراض قتالية يثير القلق

قالت مصادر محلية، إن مليشيا الحوثي، اقتحمت، الجمعة 19 ديسمبر 202، بعشرات المسلحين مسجد ومركز الفرقان للقرآن الكريم في منطقة محطب بمديرية السياني بمحافظة إب، وطردت الطلاب والطالبات من مبنى المركز، وحولته إلى معسكر تدريب تابع لها.

وتأتي هذه الخطوة في سياق تصعيد عسكري متواصل تشهده مديرية السياني على الحدود مع محافظة تعز، حيث تشهد المنطقة منذ أسابيع أعمال استحداثات عسكرية مكثفة تقوم بها المليشيا، تشمل تعزيزات، وحفر تحصينات، ونشر مواقع قتالية.

ويرى محللون سياسيون، أن تحويل مسجد ومركز قرآني إلى موقع عسكري يمثل تصعيدًا جديدًا في سياسات الحوثيين التي تستهدف إضعاف المجتمع المدني وإخضاع المؤسسات التعليمية والدينية لسيطرتهم المباشرة، ما يعكس رغبة الجماعة في توسيع نفوذها العسكري إلى المشهد المدني في إب وأريافها.

ويؤكد المحللون، أن مثل هذه الإجراءات تزيد من مخاطر تجنيد الشباب والطلاب لصالح مساعي الجماعة العسكرية، وتخلق بيئة من الخوف والتهجير داخل المجتمع المحلي.

ويشير خبراء إلى أن هذه التطورات تأتي في وقت تشهد فيه مديرية السياني توترًا داخل المنظمة للشرعية اليمنية، ما يعكس سعي الحوثيين لتعزيز مواقعهم على الأرض في مناطق استراتيجية تمتد من إب نحو تعز، وقد تكون هذه الخطوة جزءًا من خطة أوسع لاحتواء أية مقاومة محتملة وفرض واقع عسكري جديد.

ويربط مختصون أيضًا هذا السلوك بتقارير حقوقية سابقة وثقت انتهاكات واسعة طالت المساجد ومراكز تحفيظ القرآن في مناطق تحت سيطرة الحوثيين، من اقتحامات واعتقالات للعلماء وإغلاق للمراكز القرآنية، ما يشير إلى سياسة ممنهجة في استخدام المواقع الدينية لأغراض عسكرية وتثبيت هيمنة الجماعة على المجتمع.

تقارير حقوق الإنسان السابقة، وثقت انتهاكات واسعة للمليشيا الحوثية ضد المساجد والمراكز الدينية في اليمن، تشمل اقتحام أكثر من مئات من المساجد واعتقال أئمة ومدرسي قرآن، وإغلاق مراكز تحفيظ القرآن ضمن حملات تهدف إلى فرض السيطرة الأيديولوجية والعسكرية على السكان.

وتشير المنظمات الحقوقية إلى مئات الانتهاكات وتوثيق حالات قتل واختفاء قسري لموظفين دينيين في مناطق الحوثي.