تحذيرات لأوروبا الضعيفة ودعوة أميركا لإنقاذها
أطلق الرئيس التنفيذي لبنك جيه بي مورغان، أكبر البنوك الاستثمارية الأميركية، جيمي ديمون، تحذيرات متكررة من أن ضعف أوروبا وتفتّتها لم يعد مشكلة أوروبية داخلية، بل تحوّل إلى خطر اقتصادي واستراتيجي مباشر على الولايات المتحدة. وقال إن أوروبا لديها مشكلة حقيقية، وإن واشنطن تحتاج إلى استراتيجية طويلة الأمد لمساعدتها على أن تصبح قوية من جديد.
وأكد ديمون، خلال مشاركته في منتدى ريغان الوطني للدفاع، في كاليفورنيا، يوم السبت الماضي، أن أوروبا، رغم قيامها بـأشياء رائعة في مجال الحماية الاجتماعية، دفعت ثمناً باهظاً لبيروقراطيتها الثقيلة. فالقارة طردت الشركات، وطردت الاستثمارات، وطردت الابتكار، وإن كان يقرّ بأن جزءاً من هذه الحيوية بدأ يعود قليلاً، لكنه شدد على أن المشكلة أعمق من مجرد دورة اقتصادية عابرة، فهي مرتبطة ببنية القرار والسياسات وهيكل الاقتصاد الأوروبي.
تراجع وزن أوروبا
الأرقام التي استشهد بها ديمون عكست حجم التحول داخل القارة العجوز. فخلال السنوات العشر إلى الخمس عشرة الماضية، تراجع وزن أوروبا الاقتصادي من نحو 90% من الناتج المحلي الإجمالي الأميركي إلى حوالي 65%. وبالنسبة إلى رئيس جيه بي مورغان، هذا الانحدار ليس مجرد تفصيل إحصائي، بل إشارة إنذار إلى أزمة نمو واستثمار وإنتاجية في قلب القارة العجوز، في وقت تتسارع فيه المنافسة العالمية على التكنولوجيا وسلاسل الإمداد والتمويل.
وتعود جذور الأزمة من زاوية ديمون إلى مستوى التجزئة في أوروبا. فعلى الرغم من قيام منطقة اليورو، ومعها سوق موحدة واسعة، لا تزال القارة مجزأة تنظيمياً وسياسياً على نحو يضعف جاذبيتها لرؤوس الأموال. وفي هذا الصدد قال ديمون إن بعض القادة الأوروبيين يدركون تماماً حجم التحدي، لكن السياق السياسي الصعب، فتصاعد الشعبوية يؤدي إلى الانقسامات داخل الاتحاد الأوروبي، ويعطّل الإصلاحات الهيكلية الضرورية، سواء في سوق العمل أو قوانين الاستثمار أو التنسيق المالي والضريبي.
ولا ينحصر قلق ديمون في الاقتصاد وحده، إذ يربط بين هذا التراجع وبين ضعف القدرات العسكرية الأوروبية، وصعوبة اتخاذ القرار المشترك داخل مؤسسات الاتحاد الأوروبي. وهذا المزيج في نظره، يجعل من أوروبا
ارسال الخبر الى: