تحذير من مغبة الانفصال في اليمن دروس مستفادة من التجربة الكردية في العراق

أكد الدكتور أيوب الحمادي في مقال مطول، أن تجربة إقليم كردستان العراق تقدم دروسًا بالغة الأهمية لليمنيين الذين يروجون لمشاريع انفصالية، مشيرًا إلى أن الأكراد امتلكوا “دولة ونصف” لكنهم فشلوا في تحقيق الانفصال.
وتمتع الأكراد في شمال العراق بمؤسسات شبه دولة كاملة، شملت حكومة وبرلمانًا ودستورًا خاصًا، إضافة إلى تمثيل دبلوماسي حول العالم.
كما أبرموا صفقات نفطية مستقلة، وامتلكوا مطارات دولية، وحققوا نموًا اقتصاديًا ملحوظًا.
لكن القيادة الكردية أخطأت عندما لجأت إلى الاستفتاء الانفصالي الأحادي الجانب عام 2017، متجاهلة تحذيرات المجتمع الدولي والدول المجاورة. ورغم الشعبية الداخلية للاستفتاء، واجهت حكومة الإقليم رفضًا قاطعًا من بغداد والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.
تصاعد الموقف إلى مواجهة عسكرية مع القوات العراقية، ما أجبر البيشمركة على الانسحاب من كركوك ومناطق متنازع عليها أخرى.
وأظهرت الأحداث أن بغداد – رغم ضعفها – كانت قادرة على حماية وحدة أراضيها عندما يتعلق الأمر بالسيادة الوطنية.
دروس لليمن
يشدد الحمادي على أن الانفصال يتطلب إجراءات دستورية وقانونية واضحة، وليس مجرد استفتاءات أو تحركات أحادية.
ويحذر من أن اليمن – كواحد من أفقر دول العالم – لا يتحمل تكلفة مشاريع انفصالية قد تزيده تمزقًا وتدهورًا.
ويختتم ناصحًا الشباب اليمني بعدم الانجرار وراء شعارات زائفة، مؤكدًا أن المستقبل يكمن في بناء دولة توافقية قائمة على الشراكة الوطنية، وليس في المشاريع الانفصالية التي تخدم أجندات خارجية.
ارسال الخبر الى: