تحديات أمام توسع الاستثمارات الجريئة في السعودية

٣٨ مشاهدة
في حي الملز بمدينة الرياض في السعودية تستيقظ سارة كل صباح لتبدأ يومها في شركتها الناشئة للتكنولوجيا المالية والتي كانت فكرة إنشائها تبدو بعيدة المنال قبل خمس سنوات لتقف على رأس فريق من 20 موظفا وتخطط لتوسيع أعمالها بفضل استثمار جريء بقيمة خمسة ملايين ريال حصلت عليه مؤخرا غير أن قصة سارة التي اطلعت العربي الجديد على تفاصيلها من رائدتها ليست فريدة بل تعكس تحولا كبيرا في المشهد الاستثماري السعودي إذ تكشف إحصائيات نشرتها وزارة الاستثمار السعودية في يناير كانون الثاني الماضي عن ارتفاع قيمة الاستثمارات الجريئة في المملكة إلى 1 4 مليار ريال في عام 2023 مسجلة زيادة بمقدار 21 ضعفا مقارنة بعام 2018 ومع ذلك تواجه المملكة كغيرها من الدول العربية تحديات أمام هذا النوع من الاستثمار أبرزها ما يتعلق بمناخ البحث العلمي وحرية التعبير بحسب إفادة خبيرين لـالعربي الجديد كما يورد تقرير نشرته منظمة اليونسكو في نوفمبر تشرين الثاني 2023 أن نسبة الإنفاق على البحث والتطوير في المنطقة العربية بما فيها السعودية لا تزال أقل من المتوسط العالمي والاستثمار الجريء هو شكل من أشكال التمويل الذي يوفر الأموال للشركات الناشئة التي لديها إمكانات نمو عالية في المراحل المبكرة مزايا وتحديات الاستثمارات الجريئة في السعودية وفي هذا الإطار يرى الخبير الاقتصادي مصطفى يوسف في تصريحات لـ العربي الجديد أن السعودية تشهد تحولا ملحوظا في بيئة الأعمال حيث أصبحت وجهة جاذبة للاستثمارات الجريئة والأفكار المبتكرة مشيرا إلى أن الضرائب في المملكة تقترب من الصفر ما يعزز جاذبيتها للمستثمرين وتتميز السوق السعودية بكونها كبيرة وواعدة مع نمو مستمر تدعمه تركيبة سكانية شابة إذ إن أكثر من نصف سكان المملكة تقل أعمارهم عن 30 عاما وتجعل هذه العوامل من المملكة بيئة حاضنة للاستثمار على عكس بعض الدول الأخرى في المنطقة التي قد تكون طاردة للاستثمار وفقا لتحليل يوسف كما تساهم التشريعات والتسهيلات الكثيرة التي تقدمها المملكة في جذب الاستثمارات إذ تتفوق السعودية على الإمارات من حيث جاذبية الاستثمار في المنطقة حاليا وذلك بعدما كانت الإمارات تحتل هذه المكانة لفترة طويلة حسبما أشار الخبير الاقتصادي غير أن ضعف الجامعات ومحدودية مناخ الحرية بما في ذلك حرية الابتكار لا تزال عوامل تؤثر سلبا على البيئة الاستثمارية في المنطقة حسب تقدير يوسف فالدول العربية بما فيها السعودية لا تزال مصنفة باعتبارها دولا مستهلكة أكثر منها منتجة على عكس الدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة الأميركية والتي تسمح طريقة الحياة والعمل والتفكير فيها بظهور أفكار جديدة ومبتكرة فضلا عن نوعية التعليم وتركيبة المجتمع بحسب يوسف ولتحسين مناخ الاستثمار في المنطقة العربية يشدد يوسف على ضرورة تشجيع البحث العلمي وتعزيز حرية التعبير وزيادة الإنفاق على القطاعات الحيوية مثل التكنولوجيا والصناعة والزراعة لافتا إلى أهمية دعم الأفكار الجديدة في مختلف المجالات بما في ذلك التعليم عن بعد والابتكارات التكنولوجية ولا مجال لتحقيق ذلك إلا بوجود رغبة حكومية حقيقية لدعم الابتكار والاستثمار مع مراعاة التوازن بين التطلعات التنموية والحفاظ على القيم التقليدية في المجتمع السعودي وفقا ليوسف الرؤية والتمويل في السياق يشير الخبير الاقتصادي والمستشار المالي علي أحمد درويش في تصريحات لـ العربي الجديد إلى أن الاستثمارات الجريئة في المملكة العربية السعودية تشهد نموا ملحوظا إذ يعكس تضاعف قيمتها 21 مرة منذ عام 2018 تقدما كبيرا للمملكة التي كانت تحتل مراتب متأخرة في هذا المجال قبل خمس سنوات وتتركز هذه الاستثمارات في مجالات التكنولوجيا والعمليات المصرفية والتسويق المعتمد على المعلومات وتأتي زيادتها الملحوظة نتيجة لعدة عوامل أبرزها تبني المملكة رؤية 2030 وإصدار قوانين داعمة لهذا النوع من الاستثمارات بحسب درويش الذي أكد دور المصارف الخاصة والحكومية في تهيئة البنية التحتية القانونية والاستثمارية وتقديم التسهيلات والتمويل اللازم غير أن التمويل لا يقتصر على الدعم النقدي فحسب بل يشمل أيضا توفير الخبرات والطاقات البشرية التي تساعد في رفع مستوى هذه الاستثمارات وزيادة فرص نجاحها ولذا يشدد درويش على أهمية التركيز على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي تتراوح أعداد موظفيها بين 5 و40 موظفا باعتبارها ركيزة أساسية للاستقرار الاقتصادي على المدى الطويل ويوضح درويش أن هذه المؤسسات تتميز بقدرتها على تحقيق الاستقرار والاستدامة بشكل أكبر مقارنة بالمؤسسات الكبرى وتساهم في تأمين فرص العمل وتحقيق الاستقرار على المستويين الاجتماعي والمالي ما يعزز أمان المجتمع السعودي ككل وفي هذا الإطار ساهمت مجموعة من العوامل القانونية والمالية إضافة إلى الرؤية الاستراتيجية واستثمار الخبرات في بناء البنية التحتية التي مكنت المملكة من تصدر هذا النوع من الاستثمارات بحسب درويش مشيرا إلى أن السعودية تعد حاليا من أكثر الدول نموا في منطقة الخليج العربي التي تتميز بالاستقرار على المستويات الأمنية والسياسية والمالية ويتوقع درويش استمرار هذا النمو على المدى المتوسط طالما استمرت الظروف الحالية على نفس المنوال ما يبشر بمستقبل واعد للاستثمارات الجريئة في المملكة

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح