كيف تجاوز السرد الليبي سنوات الانغلاق

25 مشاهدة

يكتسب فوز الروائية الليبية عائشة الأصفر بـ جائزة القدس للمرأة العربية للإبداع الأدبي 2025 عن روايتها إيشي، أهمية خاصة بوصفه لحظة تعيد إبراز ما يُكتب في ليبيا اليوم، ويكشف عن موجة جديدة راحت تتبلور خلال العقدين الأخيرين، كما أنه يكسر العزلة التي فُرضت على الأدب الليبي بفعل الانغلاق السياسي وغياب منصات النشر العابرة للحدود. وإذا كان خبر الجائزة يصلح مدخلاً لتقديم الأصفر صوتاً نسويّاً واثقاً في السرد الليبي الحديث، فإن قيمته الأوسع تكمن في كونه نافذة تتيح رؤية مشهد أدبي اشتغل طويلاً بصمت، قبل أن يقتنص فرصته في الظهور.

لا يحتاج المتابع إلى جهد كبير ليرى أنّ الرواية الليبية كانت تعاني، إلى وقت قريب، من ضعف التمثيل على خريطة الأدب العربي، ليس لقلة الكتّاب، بل لغياب القنوات الثقافية، وندرة دور النشر ذات الامتداد العربي، وانحسار النقد المحلي الذي يتيح للأصوات الجديدة فرصة الظهور. ومع اندلاع الأزمات السياسية في ليبيا بعد 2011، بدا أنَّ الثقافة الليبية على وشك مزيد من التراجع، لكن المفارقة أن السنوات نفسها شهدت بروز موجة من الكتّاب الذين وجدوا في الكتابة مساحة للنجاة وإعادة بناء العلاقات بين الداخل والخارج.

تحررت عائشة الأصفر من أفق المحلية الضيق، وقدّمت سرداً يمزج بين التجربة الليبية الخاصة وأسئلة الإنسان العربي عامة، مثل الهوية والعنف والتاريخ والمرأة والمدينة. لكن الأصفر ليست وحدها التي قامت بهذا التحوّل؛ فالمشهد الروائي الليبي يضم اليوم مجموعة من الأسماء التي باتت تُقرأ خارج ليبيا، وتُترجم أحياناً، وتستقطب الجوائز العربية.

من بين هؤلاء، يبرز سالم العوكلي، وهو شاعر وروائي وصوت ثقافي ظل يعمل لسنوات طويلة داخل ظروف صعبة. إنّ ما يميز العوكلي أنه لا يكتب من موقع الكاتب المنعزل داخل مشروع فني مغلق، بل من موقع الفاعل الثقافي الذي يعيش داخل التفاصيل اليومية للمجتمع، ويشهد تحوّلاته مباشرة. فهو يقدّم السرد بوصفه امتداداً للتجربة ومعايشة الواقع، لا منطلقاً نظرياً أو ممارسة منفصلة عن الحياة.

سرد يمزج بين التجربة الليبية الخاصة وأسئلة الإنسان العربي

تكمن قيمة رواياته في قدرته على

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح