تجارب التاريخ ومستقبل الشعوب محمد صالح بن عديو
76 مشاهدة
مستقبل الشعوب يبنى على استيعاب صادق لتجارب التاريخ ودروسه وأما تكرار الماضي بكل إخفاقاته بدون رؤية فليس له معنى الا السير نحو المجهول في الماضي القريب عندما غابت الرؤية لبناء دولة طغت الشعارات وحشدت الجماهير الطامحة للمستقبل لتكون سلاح هدم بلا وعي ثم أصبحت هي الضحية لدوامات من الصراع الداخلي والعداء مع الجوار والعزلة عن المحيط واليوم وكأن دروس هذه السنوات لم تكن كافية ليكون هناك تفكير بروح منفصلة عن عقد الماضي ومآسيه وإذا كان الماضي الأبعد نسبيا قد محي من الذاكرة أفلا يكون في الماضي القريب الذي نكتوي بنيرانه منذ عشر سنوات شي من العبرة يوم أسقطت الدولة ومؤسساتها فكان الثمن الكبير الذي دفع من أرواح أبناء اليمن ومقدراتهم ومستقبل أجيالهم فبدلا من السعي لبناء ما دمر وتوحيد المواقف لاستعادة ما ضاع يتم هدم ما بقي من مؤسسات الدولة وإغراق المناطق التي بقيت بعيدا عن الصراعات بالتوتر والأزمات والعنف كما حدث مؤخرا في محافظتي حضرموت والمهرة وحرف البوصلة عن المعركة الأهم باستعادة الدولة اليمنية التي ضحى في سبيلها عشرات الآلاف من الصادقين الأوفياء من أبناء اليمن وفتح معارك خاسرة بكل المقاييس إننا اليوم أمام منعطف تاريخي هام يتطلب مواقف وطنية تعيد الأمور إلى نصابها مواقف تسهم في تدارك ما فات وإصلاح الخلل بعيدا عن التفرد والاستناد إلى قوة السلاح وفرض الخيارات فهذا يعمق الجراح ويصنع أزمات تستعصي على الحلول بحاجة إلى موقف وطني بالدرجة الأولى يعززه ويرعاه كل حريص على استقرار اليمن
ارسال الخبر الى: