لو تبلعني الأرض

١١٦ مشاهدة

الوطن العدنية/كتب/أحمد سيف حاشد


تناقض جم ينهش وعيي.. مشاعر محتدمة كأمواج بحر يتلاطم لُجُّهُ، وفي الوجه الآخر يعترك مع جبال شواطئه الصلبة، والطقس مضطرب منفلت مجنون.. أوهامي دوامة بحر تركض بعدي، تلاحقني وتدور ولا تتعب.. حالي حال رجل تلبّسه شيطان في نوبة غليان. وأحايين أخرى أشعر بالضيق، كمعتقل في زنزانة أضيق من قبضة يد، ليس فيها فسحة، أو منفس أجمع فيه أشتاتي وشوارد أفكاري من أرجاء التيه.
مضطرب متناقض بين الفعل وضده.. بين أن آتيها لطلب اليد، وتردد أكبر منه.. زحام من حزن، وفرج يشق طريق الضيق.. حصار يسد الطرقات، وأمل في وجه جدار من يأس يحاول أن يحفر منفذ نور.. أحياناً تضيق الجدران وتطبق فكيها على صدري ككماشة.. جدران ونتوءات تنشب أنياباً وأظفاراً في جسدي المنهك، فأبدو مصعوقاً ومصاباً بنوبة ضيق.
ألمحها فأحس بقلبي يقفز من بين ضلوعي كعصفور يخرج من قفص حديد، أو إنسان حر يتحرر من زنزانة التصق فيها الجسد العاري بنتوءات الجدران الحجرية، وعيون عاشقة للضوء تسملها العتمة.. تتحرر من أبواب صدئة، وأقدام وآذان تتحرر من رسف قيود وصليل حديد.
أبتهج بمقدمها كل صباح، وأرقص على إيقاع خطوات الحلم الراقص، وتشتد لحظات إرباكي، وتظهر جلية في السطح العاري، وأنا أحاول بكل قواي أداريها عن الأعين، وقد صارت أكبر منّي.. تتضاعف أضعافاً وأنا أحاول بمشقة أن أخنقها وأقمعها كدكتاتور.
عندما تعرض عنّي، ولا ترنو بطرف، أشعر ببعثرتي وتشظي روحي، وتناثر أشلائي ورجائي، وبحزن يضرب في بالغ أعماقي والوعي، وأرى قلبي مذبوحاً كعصفور، أو إبريق صار شظايا، أو كأسة أنيقة كانت تطربني، وقعت من سطح عالٍ، وارتطمت بقاع صلد.
كنت أريد أصارحها بحبي الجم، ورغبة تعصف بي، وطلبي لعقد قران، وزواج يدوم العمر، ولكن كنتُ أتأنِّي لألتقط منها إشارة قبول أو إيجاب، تساعدني على لملمة شجاعة خائف.. ألملمها من أطرف الأرض؛ وأحدث نفسي أن أكون جريئاً بعد الآن، وعندما لا أجد رداً أو بُداً أتردد خجلاً، والخوف يقمعني من أن ترفضني، وهذا الرفض كنتُ أراه سحقا للعمر الباقي..

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع الوطن العدنية لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح