تاريخ التحنيط أدلة تشير إلى شرق آسيا قبل مصر
تظهر السجلات الإثنوغرافية أن هذا التقليد لم ينقطع تماماً، إذ واصلته مجتمعات في مرتفعات غينيا الجديدة وأجزاء من جنوب أستراليا حتى الأزمنة الحديثة. لذلك، يمكن اعتبار هذه المحاولات هي الإرهاصات الأولى لعلم التحنيط الذي تطور لاحقاً وبلغ ذروته في مصر القديمة.
جمع الفريق البحثي بين مشاهدات ميدانية وفحوص مخبرية لعظام بشرية من مواقع عديدة تعود إلى الفترة بين 12 ألفاً وأربعة آلاف سنة. وعلى امتداد عشرات المواقع، ظهرت علامات متكررة: قبور بأوضاع مقرفصة أو جاثية بإحكام، وهياكل عظمية بقيت متماسكة من دون تفكك يذكر، وآثار احتراق خفيف في مناطق قليلة العضلات مثل اليدين والقدمين. عادةً، يؤدي تحلل جثة إلى ارتخاء المفاصل وتباعد العظام، أما هنا فبقيت العظام مصطفة ومضغوطة، كما لو أن الجسد جفف وفقد رطوبته قبل دفنه، تقول المؤلفة الرئيسية للدراسة، هسياو تشون هَنغ (Hsiao-Chun Hung).
توضح هَنغ في تصريحات لـالعربي الجديد أن هذه السمات تتعارض مع قبور العصر الحجري الحديث اللاحقة في المنطقة، إذ ساد الدفن بوضع الاستلقاء التام على الظهر. ويرجح الفريق أن هذا التحول يعكس تغيراً كبيراً في عادات الدفن مع انتشار الزراعة وأنماط العيش المستقرة. برزت الفكرة لأول مرة خلال استراحة ميدانية عام 2017 في موقع باو دو بوسط فيتنام، عندما ناقش الفريق قبوراً بدت فيها الجثث وكأنها وضعت جلوساً ومسندة إلى صخور كبيرة. وفي عام 2019، زار الباحثون وامينا في بابوا (إندونيسيا) لمعاينة مومياوات مدخنة ما تزال محفوظة لدى عائلات. بدت أوجه الشبه قوية، لكن معظم الهياكل الأثرية لا تحمل سواد
ارسال الخبر الى: