تأثير فوز خالد العناني على أزمات يونسكو
منذ إعلان ترشحه لمنصب مدير عام منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، في ربيع 2023، خاض الوزير المصري السابق للسياحة والآثار خالد العناني حملة دولية نشطة، زار خلالها أكثر من خمس وستين دولة والتقى نحو 400 مسؤول ثقافي وتعليمي. وهو ما يعكس، وفق مراقبين، دأبه في بناء التحالفات والتفاوض بهدوء، على غرار أسلوبه الإداري حين تولى وزارة الآثار في بلاده قبل دمجها مع السياحة عام 2019.
وخلال جولاته تلك، ركّز على الملفات الثقافية والتعليمية المشتركة، مقدّماً نفسه بوصفه خبيراً فنياً أكثر منه ممثلاً سياسياً لدولة، وهو ما ساعده في كسب ثقة عدد من الكتل داخل المنظمة. ويرى مراقبون أن فوزه جاء أيضاً في إطار رغبة بعض الكتل داخل المنظمة في اختيار شخصية من القارة الأفريقية، والتي مثلّها السنغالي أمادو مختار مبو قبل نحو أربعة قرون.
ورغم إشادة كثيرين بإنجازاته، لم تخلُ تجربة العناني من الانتقادات؛ فخلال توليه وزارة السياحة والآثار، دافع عن قرار نقل تماثيل الكباش من معبد الكرنك إلى ميدان التحرير، رغم تحذيرات من تأثير التلوث على سلامتها، كما دعم سياسة الدولة في إزالة بعض المقابر التاريخية بالقاهرة ضمن مشروعات التوسعة المرورية. ومع ذلك، احتفظ بصورة المسؤول الهادئ الملتزم، وهو ما منحه قبولاً في الأوساط الدولية.
وتجدر الإشارة إلى أن فوز العناني يمثل تعويضاً رمزياً عن فشل محاولات عربية سابقة في الوصول إلى هذا المنصب، من بينها محاولات المصريين فاروق حسني وإسماعيل سراج الدين، والقطري عبد العزيز الكواري والسعودي غازي القصيبي. دون إغفال أن حملة العناني اتسمت بدينامكية عالية، وخطاب مغاير ركّز خلاله على الكفاءة المؤسسية لا على الخطاب السياسي أو البعد الإقليمي لبلده.
هل يعوّض فوز العناني رمزياً فشل محاولات عربية سابقة؟
من جهة أخرى، يأتي انتخاب العناني في وقت تواجه فيه يونسكو تحديات مالية وسياسية حادة بعد إعلان الولايات المتحدة انسحابها من المنظمة اعتباراً من نهاية 2026، ما يعني فقدان نحو 8% من ميزانيتها.
وقد أكد العناني بعد فوزه عزمه على العمل لإعادة واشنطن
ارسال الخبر الى: