بينالي البندقية للعمارة دولة الاحتلال لن تشارك في الدورة المقبلة
٣١ مشاهدة
لن تشارك دولة الاحتلال الإسرائيلي في بينالي البندقية للعمارة Biennale Architettura في دورته التاسعة عشرة التي ستقام العام المقبل بحسب تصريحات لمسؤولين في وزارة الثقافة الإسرائيلية أوردتها صحيفة هآرتس يقام بينالي البندقية للعمارة بالتبادل مع بينالي الفنون ويشغل مساحات العرض والأجنحة الوطنية نفسها التي تعرض فيها الأعمال الفنية وبرر المسؤولون الإسرائيليون قرار عدم المشاركة في بينالي العمارة بحاجة مبنى الجناح الإسرائيلي في البندقية إلى التجديد وفشلهم في العثور على مساحة عرض بديلة في المدينة يمكنها أن تستضيف المشاركة الإسرائيلية وذكرت صحيفة هآرتس على لسان أحد المتخصصين أن الجناح الذي أنشئ عام 1952 ليس بحاجة ملحة إلى التجديد وكان يمكن القيام بهذه الخطوة بعد انتهاء البينالي ما يشير إلى أن هناك أسبابا أخرى غير معلنة وراء هذا القرار المفاجئ قوبل قرار الابتعاد عن هذا الحدث العالمي البارز بالصدمة في الأوساط الثقافية الإسرائيلية خصوصا أنها المرة الأولى التي تغيب فيها دولة الاحتلال عن هذا المحفل الدولي منذ خمسين عاما رأى بعضهم أن إعلان إسرائيل عدم مشاركتها في هذا التوقيت تحديدا جاء نتيجة طبيعية لحملات المقاطعة الثقافية والأكاديمية المتنامية حول العالم للمؤسسات والأنشطة الإسرائيلية وقد ارتفعت الأصوات المطالبة بالتراجع عن هذا القرار داخل دولة الاحتلال ووصف بأنه يمثل هزيمة غير مسبوقة ومؤشرا مثيرا للقلق على نجاح دعوات المقاطعة يأتي إعلان هذا القرار في أعقاب إغلاق الجناح الإسرائيلي في منتصف إبريل نيسان الماضي على يد الممثلين لإسرائيل في بينالي البندقية للفنون بعد تثبيت عمل الفنانة الإسرائيلية داخل الجناح أغلقه المنظمون قبل ساعات من افتتاحه الرسمي وعلقت لافتة على الواجهة الزجاجية تشير إلى أن إغلاق الجناح مرهون بوقف إطلاق النار وتحرير الرهائن غير أن الجناح ظل مغلقا أمام الجمهور حتى بعد التفاهمات الأخيرة القاضية بوقف إطلاق النار في قطاع غزة يرى بعضهم أن مبررات إغلاق الجناح الإسرائيلي في بينالي البندقية للفنون تبدو استعراضية وأن السبب الرئيسي لهذا الإغلاق هو التخوف من الاحتجاجات التي تستهدف الأنشطة الإسرائيلية في البينالي ويأتي إعلان دولة الاحتلال عن عدم مشاركتها في بينالي العمارة تأكيدا لهذا الرأي إذ يتجنب المسؤولون الإسرائيليون حاليا الدخول في مواجهات مباشرة مع الناشطين الرافضين للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ويأتي تعليق الأنشطة الإسرائيلية في بينالي البندقية كإجراء استباقي كي لا تتحول مساحات العرض إلى منصات دولية للتنديد بالانتهاكات والجرائم الإسرائيلية أمام المجتمع الدولي تدرك دولة الاحتلال جيدا أن المزاج الشعبي الدولي ليس في صالحها وأنها ليس بمقدورها التصدي أو التعتيم على الأصوات الرافضة لسياستها في محفل دولي بارز كبينالي البندقية للعمارة أثارت مشاركة إسرائيل في بينالي البندقية للفنون هذا العام السجال والاحتجاجات فقبل انطلاق البينالي أصدرت مجموعة تدعى تحالف الفن وليس الإبادة الجماعية بيانا للتوقيع يطالب باستبعاد دولة الاحتلال من المشاركة حظي هذا البيان حينها بتوقيع أكثر من 24 ألف شخصية من الأوساط الفنية الدولية ومنذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة جرت احتجاجات ومقاطعات وإلغاءات وانسحابات في العديد من المؤسسات الفنية الكبرى كذلك واجهت أحداث ثقافية بارزة أخرى احتجاجات ضد مشاركة إسرائيل كمهرجان الأغنية الأوروبية يوروفيجن الذي نظم الشهر الماضي وهذه هي المرة الأولى التي تختار فيها دولة الاحتلال الانسحاب من حدث دولي كبير منذ بدء عدوانها على قطاع غزة في أكتوبر تشرين الأول الماضي يرى المتابعون أن ما أقدمت عليه إسرائيل بعدم مشاركتها في بينالي العمارة شكل من أشكال المقاطعة لكنها مقاطعة مفروضة ذاتيا تجنبا لفتح جبهات متعددة للسجال حول السياسة الإسرائيلية ما يعد نجاحا كبيرا لحملات المقاطعة الدولية إلى جانب هذه التخوفات ثمة تخوفات أخرى أمنية ليست خافية على أحد في ظل تنامي الانتقادات الموجهة لدولة الاحتلال خلال الأشهر الماضية ويؤكد هذه التخوفات زيادة إسرائيل للميزانية المخصصة لتأمين وفدها المشارك في دورة الألعاب الأولمبية التي ستنطلق الشهر المقبل في باريس يمثل بينالي البندقية للعمارة منصة دولية لتبادل الأفكار والحوار حول الإشكاليات الطارئة في العمارة المعاصرة خصوصا في ظل التغير المناخي العالمي والحاجة الملحة إلى أفكار وأطروحات معمارية جديدة لمواجهة هذا التحدي العالمي تنظم النسخة التاسعة عشرة من بينالي البندقية للعمارة تحت عنوان ذكاء طبيعي صناعي جماعي ومن المقرر انطلاقها في العاشر من مايو أيار المقبل ويشرف عليها المهندس المعماري والأكاديمي الإيطالي كارلو راتي يدعو هذا الأخير الممارسين المعماريين كافة إلى تقديم مشاريع توظف الذكاء الطبيعي والاصطناعي والجماعي لمكافحة أزمة المناخ في ظل عالم يحترق كما يقول