بيسوا كما لم يقرأ من قبل سيرة تكشف شاعرا بلا حدود

24 مشاهدة

يعد سيرة بيسوا (أكانتيلادو، برشلونة، 2025) أكثر من مجرد سرد حياة شاعر، فهو محاولة متعمقة لفهم الوجود الشعري كما عاشه بيسوا، وتحليل الطرق التي صنع بها ذاته المتعددة في عالم محدود. فبيسوا ليس شخصية يمكن استيعابها في صورة واحدة؛ إنه كيان شعري متشظٍّ، يعيش في نصوصه أكثر مما يعيش في العالم الملموس، ويبدو أن مؤلف العمل ريتشارد زنيث، فهم هذه الحقيقة منذ اللحظة الأولى لرحلته البحثية، فكانت سيرة بيسوا عنده دراسة للحياة واللغة والخيال والهوية في آن واحد.

تُعالج السيرة، التي ترجمها إلى الإسبانية إغناسيو فيدال فولش، حياة بيسوا على شكل مراحل زمنية متتابعة، تبدأ بالطفولة المبكرة (1888-1905)، حيث تظهر البذور الأولى للوعي الشعري. هنا يوضح زنيث كيف أن بيسوا كان منذ صغره مختلفاً عن أقرانه؛ هادئاً متأملاً، يراقب التفاصيل الدقيقة للعالم، ويخزن الملاحظات التي ستصبح لاحقاً مادة لكتاباته.

ثم تنتقل السيرة إلى مرحلة النضج الأولى (1905-1914)، حيث يظهر بيسوا ذاك الشاعر المحول، شخص يحاول تكوين ذاته عبر اللغة ويخلق عوالم موازية لما يعيشه. هذه المرحلة تكشف اهتمامه بالمجتمع والثقافة، ولكنه يبقى في الوقت نفسه غريباً عن محيطه، يراقب ولا يندمج، كما لو أن العالم الواقعي لا يستطيع احتواء قدرته على التخيّل.

يركّز على علاقة بيسوا ومحيطه الاجتماعي من خلال كتاباته

يزيد زنيث من عمق السيرة عبر تصوير بيسوا في مراحل لاحقة (1914-1925) بوصفه الحالم والمتأمل في الحضارة، أي شاعراً يرى في الخيال أداة لتغيير العالم الداخلي والخارجي. يبين المؤلف كيف أن بيسوا، رغم عزلته الظاهرية، كان يتفاعل مع التراث الثقافي البرتغالي والأدب العالمي، ويستوعب فلسفات متباينة من بينها الفلسفة الألمانية والشعر الإنكليزي. هذه الطبقات المتعددة من التأثيرات لم تُظهر بيسوا بوصفه تابعاً، بل مبتكراً وشاعراً يحاول أن يخلق عالماً داخلياً يعادل تعقيد العالم الخارجي.

كذلك يركّز زنيث على العلاقة بين بيسوا ومحيطه الاجتماعي من خلال الصور التي رسمها في رسائله ومذكراته، ويُظهر كيف كانت حياته اليومية في لشبونة، في المقاهي والشوارع، جزءاً من سياق شعري وفلسفي، واصفاً

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح