بيدرو سانشيز الرجل الذي يسقط واقفا

40 مشاهدة

يشبه رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز تلك الشخصيات التي تتكرّر محاولاتها للنهوض من تحت الركام، كل مرة بطريقة مختلفة، ليس لأنه شجاع بالضرورة، بل ربما لأنه عرف كيف يستمر، مهما كانت الخسائر. كل هزيمة سياسية في مسيرته تبدو فصلاً إضافياً في قصة أطول، يعود إليها ليعيد ترتيب الأحداث، مرة بصياغة جديدة، ومرة بإجراءات واقعية تحرّكه إلى الأمام. هكذا وصل إلى رئاسة الحكومة الإسبانية: متعثّراً، لكنه واقف على قدميه.

وُلد سانشيز في مدريد عام 1972، وهو ابن لموظفة في الخدمة المدنية ورجل أعمال صغير في قطاع النقل. لم ينحدر من بيت حزبي أو سلالة سياسية، لكنه وجد في السياسة مجالاً لتوظيف طموحه طويل النفس وذكائه التحليلي. درس الاقتصاد في جامعة كومبلوتنسيه، ونال الماجستير من جامعة بروكسل الحرة، والدكتوراه في الاقتصاد من جامعة كاميلو خوسيه ثيلا.

منذ دخوله الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، بدا سانشيز كمن يلعب الشطرنج مع واقعه السياسي: يسقط الملك، يعيد ترتيب القطع، ويبدأ من جديد لعبة جديدة. في عام 2014، ارتقى من الصفوف الخلفية إلى قيادة الحزب، شاباً وسيماً يملك هدوءاً وثقةً لفتت الأنظار. الثقة نفسها التي أغضبت رجالات الاشتراكية المخضرمين في الحزب. ثم جاء خريف 2016 ليذكّره أنّ السياسة الإسبانية لا ترحم، وأن تاريخ الأشخاص له ثقله في السياسة أيضاً. رفض منح اليمين الإسباني فرصة لتشكيل الحكومة، فثار عليه قادة حزبه وأجبروه على الرحيل. شوهد وهو يغادر مقر الحزب حاملاً صندوق كرتون فيه أوراقه الخاصة، في صورة تلخص معنى الخسارة حين تكون علنية، صورة ستبقى في ذاكرة الإسبان أحدَ أكثر المشاهد إنسانية في السياسة الإسبانية الحديثة.

لكن الرجل عاد من الباب نفسه. وأسرع مما توقّع كثيرون: في 2017، انتصر في الانتخابات الداخلية للحزب على خصومه المدعومين من النخبة التقليدية، معيداً ترتيب المشهد الداخلي. كانت عودته درساً في المعاندة السياسية وانتصاراً في الصفوف الداخلية للحزب. لقد فهم جيداً تحولات المجتمع الإسباني، ولا سيما التحولات داخل القادة الشعبية للحزب الذي ينتمي إليه. القاعدة التي تقوم على مبدأ: القوة في السياسة

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح