بيتر كارلسون رمز فشل مشروع البطاريات الأوروبية

١٧ مشاهدة
قبل أشهر قليلة كان مراقبون يبدون الكثير من الإعجاب ببتر كارلسون Peter Carlsson الرئيس السابق لمجموعة نورثفولت السويدية للبطاريات الكهربائية فقد رأوا أنه تمكن من التموقع في قلب معركة استراتيجية للقارة العجوز عبر صناعة البطاريات الكهربائية فوق أرضها ولم تكف وسائل الإعلام الأوروبية عن الاحتفاء بتلك المجموعة التي أسسها في 2016 السويدي بيتر كارلسون والإيطالي باولو شيروتي اللذان راكما خبرة كبيرة في صناعة السيارات الكهربائية عندما كان يعملان في تيسلا غير أن الآمال العريضة التي بنيت في أوروبا على الحلم الذي رعاه كارلسون خابت فجأة بعد أشهر من المساعي لإعادة هيكلة المجموعة عبر توفير التمويلات الضرورية ورغم تسريح 1600 من العاملين فيها أعلنت نورثفولت في الأسبوع الماضي رسميا عن التقدم بطلب لدى محكمة أميركية من أجل حمايتها من الإفلاس حيث يتيح لها ذلك مواصلة عملياتها والبحث عن تمويلات دون التقيد بالسداد الفوري لديونها وأوضحت نورثفولت في الطلب الذي قدمته الخميس الماضي أن خطوة الإعلان طوعيا عن الإفلاس سوف تسمح لها بإعادة هيكلة ديونها وأعمالها وتأسيس قاعدة مستدامة لاستمرار عملياتها مديونية كبيرة على مشروع البطاريات لقد وصلت مديونية المجموعة إلى 5 84 مليارات دولار ولم تعد تتوفر سوى على سيولة في حدود 30 مليون دولار غير أنها كي تتفادى التوقف عن الوجود حصلت على تمويل بـ100 مليون دولار من مصنع السيارات سكانيا وعلى قرض بقيمة 145 مليون دولار بضمان أصولها وصرح كارلسون في آخر مؤتمر صحافي كرئيس للمجموعة التمويل الحالي سيتيح الصمود إلى غاية بداية العام المقبل ونحتاج إلى إعادة رسملة معبرا عن اقتناعه بإمكانية بلوغ ذلك الهدف إذ أكد الحاجة إلى تمويل بحوالي 1 2 مليار دولار من أجل إعادة بعث نشاط المجموعة على المدى الطويل غير أن المجموعة أعلنت بعد ذلك عن استقالة المساهم في تأسيسها ورئيسها التنفيذي بيتر كارلسون الذي بنيت عليه الكثير من الآمال في أوروبا بهدف التخلص من الارتهان للصين وهو الذي ساهم في بناء مصنع تيسلا بين 2011 و2015 وثق المراقبون وفاعلون في صناعة السيارات ومستثمرون بخبرة كارلسون من أجل تحقيق حلم توفير بطاريات تحمل علامة صنع في أوروبا فقد أدرك أهمية مصانع البطاريات عندما عمل في تيسلا التي كان قد التحق بها بعد تجربة دامت 13 عاما في سوني إريكسون كارلسون وتراكم الخبرة راكم كارلسون خبرة كبيرة بعدما حصل على تدريب في الريادة الصناعية والمالية من معهد استوكهولم للاقتصاد ودبلوم في الاقتصاد والإنتاج ومراقبة الجودة من جامعة التكنولوجيا بلوليا بالسويد كان كارلسون يطمح إلى أن تصبح مجموعة نورثفولت بديلا للبطاريات الكهربائية الصينية ومنافسة لتيسلا غير أن الإعلان عن إفلاس المجموعة بالولايات المتحدة كبح ذلك الحلم ما دامت المجموعة لم تعد تتوفر سوى على عشرات الملايين من الدولارات من أجل الاستمرار لفترة قصيرة استطاعت المجموعة التي جذبت مساهمين مثل فولكسفاغن وغولدمان ساكس وبي إم دبليو ونورديك فاندز ومؤسس سبوتيفاي الملياردير السويدي دانيال إك الحصول على أكثر من 15 مليار دولار من الأموال العمومية والخاصة هي التي أعلنت في 2021 عن افتتاح أول مصنع ضخم لإنتاج البطاريات الأوروبية وتمكنت الشركة من الحصول على طلبيات تجاوزت 55 مليار دولار من فولكسفاغن وبي إم دبليو وفولفو وسكانيا تلك عقود اعتبرت كبيرة جدا بالنسبة لشركة كان تصنف إلى عهد قريب ضمن الشركات الناشئة إلا أن العديدين توقعوا تحقيق أرقاما قياسية في سوق واعدة غير أن التوقعات حول المجموعة خابت فقد اعتبر كارلسون عندما قدم استقالته أن المجموعة سعت إلى أن تصبح فاعلا كبيرا بسرعة في صناعة البطاريات الكهربائية هكذا لم يتمكن مصنعها الوحيد الذي فتح بالسويد من استيعاب الطلبيات الكبيرة التي توصل بها ويرى مراقبون أن صعوبات مجموعة نورثفولت السويدية لا تختص بها وحدها فهي تعكس وضعية قطاع يعاني من وفرة في الإنتاج المتدفق من الصين بأسعار منخفضة كما أن ذلك القطاع يواجه تأخر تجديد حظيرة السيارات في أوروبا عين بول أودونيل الخبير في إعادة هيكلة الشركات خلفا لكارلسون على رأس نورثفولت غير أن الرئيس المستقيل سيبقى مستشارا رئيسيا في المجموعة وعضوا في مجلس إدارتها خلال المرحلة الانتقالية التي يفترض فيها تصحيح المسار في سياق متسم بتوسيع عمالقة صناعة البطاريات في الصين

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح