هل يكون بيان حماس الصفعة التي توقظ الحوثي من أوهامه

دعوني ألقي هذه المرة يمينًا، فوالله أن حماس تعلم علم اليقين، كما أعلم وتعلمون أنتم في قرارة أنفسكم، أن الحوثي لم يوجه صاروخًا ولا مسيرة، من أجل نصرة غزة ولا القضية الفلسطينية كما يدعي، بقدر ما كان هدفه خدمة نفسه وتوسيع دائرة شعبيته على حساب القضية الفلسطينية وغزة نفسها.
2a05:d012:12a:b100:1ed9:c56e:8112:ff58
وإذا كان العالم كله اليوم متفائل، بانتهاء الحرب في غزة وتوقف العدوان الإسرائيلي المتوحش على الشعب الفلسطيني، وما لحق به من إبادة جماعة على يد قوات الاحتلال، فإن هناك طرف واحد لا يريد لهذه الحرب وما خلفته من مجازر بشعة بحق الفلسطينيين أن تنتهي وهذا الطرف هو الحوثي ومليشياته الإرهابية.
الحوثي استغل القضية الفلسطينية بطريقة مشينة، ولكنه تلقى اليوم صفعة مدوّية وجاءت من غزة التي كان يدعي نصرتها، ففي بيانها الذي أعلنت فيه اليوم موافقتها على خطة ترامب للسلام وإنهاء الحرب، وجّهت حركة حماس شكرًا علنيًا للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي قصف الحوثي، متجاهلةً تمامًا ذكر الحوثي، الذي ظلّ يتغنى بشعارات المقاومة ونصرة فلسطين منذ تمرده الأول على الدولة اليمنية في 2004.
صاغت بيان حماسها بدقة وعناية بالغة، ويمكن للمواطن العادي قبل السياسي أن يكتشف بسهولة ذلك التجاهل الذي لم يكن سهوًا سياسيًا ولا تفصيلًا بروتوكوليًا، بل كان موقفًا فاضحًا كشف ما وراء ستار الممانعة الحوثية، فحماس تدرك أن الحوثي لم يكن حليفًا في المعركة، بل مجرد راكبٍ على موجة القضية الفلسطينية لتلميع مشروعٍ فارسيٍّ غريب عن روح العروبة والمقاومة.
البيان الذي شكر ترامب وأغفل الحوثي، كان كافيًا لنسف كل ما بنته ماكينة الدعاية الحوثية خلال أشهر الحرب، وأظهر للعالم أن تلك الصواريخ التي زعمت الجماعة أنها باتجاه تل أبيب لم تكن سوى صواريخ كلامية تُطلق نحو الشاشات، فيما تُدار المعارك الحقيقية خدمةً لإيران لا لفلسطين.
اليوم، يقف الحوثي وحيدًا وسط ركام أكاذيبه، يتحدث عن الانتصارات الإلهية بينما أقرب حلفائه العقائديين يطوون صفحة الحرب ويصافحون من كان يصفهم الحوثي بـأعداء الأمة، فهذا ترامب قد صرح اليوم أيضًا أن
ارسال الخبر الى: