بيان القوى الجنوبية مرحلة مفصلية على طريق الاستقلال
في لحظة سياسية حساسة يعيشها الجنوب، تواصل الأحزاب والمكوّنات السياسية الجنوبية مراقبة التطورات المتسارعة على الساحتين السياسية والعسكرية، وهي تطورات وصفت بأنها الأهم منذ عقود، بعدما أسفرت عن تحرير ما تبقى من مناطق شبوة، ووادي وصحراء حضرموت، ومحافظة المهرة. هذا التحول الحاسم أنهى فعليًا ثلاثة عقود من السيطرة القسرية والانتهاكات التي طالت الجنوبيين، ووُصفت بأنها شكلت أحد أكثر فصول المعاناة قسوة في تاريخ الجنوب الحديث.
ومع هذه المرحلة التي أعادت رسم خارطة النفوذ، برزت الحاجة إلى موقف سياسي موحد، يعكس التوافق الجنوبي حول مشروع الدولة واستعادة الهوية الوطنية. من هنا جاء البيان المشترك للأحزاب والمكوّنات الجنوبية، ليقدّم رؤية سياسية واضحة، وتقييمًا دقيقًا لطبيعة المرحلة، وإعلانًا جماعيًا لثوابت المشروع الوطني الجنوبي.
استعادة الدولة
اقرأ المزيد...البيان حمل في مستهلّه تأكيدًا صريحًا على أن استعادة دولة الجنوب المستقلة يمثل خيارًا إستراتيجيًا للجنوبيين، لا يخضع للمساومة أو التراجع. وهو تأكيد يأتي امتدادًا لمسيرة نضالية ممتدة منذ عقود، وترتكز على الاتفاق الوطني المتمثل في “الميثاق الوطني الجنوبي” الذي أسّس لأول إجماع سياسي جنوبي حول مستقبل الدولة المنشودة.
ويعكس هذا التوجه رغبة واضحة من القوى الجنوبية في تحويل التحولات العسكرية الأخيرة إلى مكاسب سياسية ملموسة، عبر المطالبة بالإعلان الرسمي عن دولة الجنوب العربي الفيدرالية باعتبارها التعبير القانوني والسيادي عن الإرادة الجمعية لشعب الجنوب.
*القوات المسلحة الجنوبية
في قراءة للمشهد الأمني، تقدم الأحزاب والمكونات موقفًا واضحًا في دعم القوات المسلحة الجنوبية، بوصفها القوة الضامنة لحماية الأرض والهوية والمشروع الوطني. وأكد البيان أنها تمثل صمام أمان ليس للجنوب فحسب، بل وللإقليم عمومًا، في ظل دورها المحوري في مكافحة الإرهاب وتأمين طرق الملاحة وحماية حدود المنطقة.
ويأتي التركيز على استكمال التحرير خصوصًا في مكيراس باعتباره خطوة ضرورية لبسط السيادة الكاملة على كامل أراضي دولة الجنوب العربي، وطي صفحة النفوذ العسكري الخارجي.
الالتفاف حول القيادة
لم يغفل البيان عن الدور القيادي للرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، إذ أكد الموقعون وقوفهم الكامل خلف قيادته باعتبارها قيادة تحظى بالتفويض الشعبي، وتمثل
ارسال الخبر الى: