بول مكارتني في وجه الذكاء الاصطناعي دقيقتان من الصمت

27 مشاهدة

لم يغب الموسيقيّ البريطاني بول مكارتني (1942)، العضو البارز في فرقة ذا بيتلز، عن المشهد لمدة خمس سنوات، في ما يشبه صمتًا طويلًا عن الغناء والأداء، إلّا ليعود بتراكٍ صامتٍ مدته دقيقتان، ليس فيه ألحانٌ ولا كلمات، سوى ضوضاء خافتة وهمهمات تنحسر على طريقة الـFade-out المتعارف عليها في إنتاج الأغاني.

الغاية من ذلك التراك الصامت ليست فنيةً مفاهيمية، كتلك التي حدت بمؤلف ما بعد الحداثة، الأميركي جون كيج (John Cage)، إلى تأليف مقطوعته الأكثر شهرةً وإثارةً للجدل، المعنونة (4:33)، وتنصّ على أن يجلس العازفون من دون عزف وفي صمتٍ تام لمدة أربع دقائق وثلاثٍ وثلاثين ثانية، مُتيحين لأجواء القاعة الصوتية ملءَ المكان.

ما أراده مكارتني بالفعل هو صرخةُ احتجاجٍ مكتومة، على نقاشاتٍ داخل الحكومة البريطانية حول قوننةٍ جديدة، تُتيحُ للشركات المطوِّرة للذكاء الاصطناعي استخدام المنتجات الموسيقية المحميّة بموجب قوانين الملكية، لأجل تدريب نماذجها، وذلك بهدف جعلها مستقبلًا قادرةً على توليد الموسيقى بأجناسها المختلفة، وربما الإتيان بأجناس جديدة لم تخطر بعدُ على أذن إنسان.