بنوك الدم في دمشق حياة معلقة بين المعاناة والانتظار

12 مشاهدة

على أبواب بنوك الدم في دمشق وريفها تتكدّس الحكايات بوجوه متعبة تبحث عن حبل نجاة. يتنقّل الأهالي بين المشافي محمّلين بأوراق التحاليل، وهم يدورون حول السؤال ذاته: كيف يمكن تأمين المتبرعين ضمن الآلية الرسمية التي تفرض على كل مريض تقديم عدد مماثل من المتبرعين لما يحتاجه من أكياس الدم؟ ستة أكياس تعني ستة متبرعين، وثلاثة أكياس تحتاج ثلاثة، وهي قاعدة يعرفها الجميع، بالرغم من أن المدن الكبيرة مثل دمشق تُمنح فيها استثناءات محدودة لا تخفف كثيراً من الضغط عن عائلات تخوض سباقاً مع الوقت.

تزداد المعاناة مع نقص الكوادر وتهالك الأجهزة في المراكز الحكومية، ما يجعل كل خطوة أبطأ، وكل دقيقة أكثر قسوة، بينما ترتفع أصوات خافتة تتحدث عن لجوء البعض إلى الدفع مقابل متبرعين في سوق غير معلنة لكنها معروفة للجميع.

كان جابر شدود أبو وائل واحداً من الذين خاضوا ذلك السباق في ممرات مشفى المواساة حين بحث عن زمرة O- النادرة لابنه الذي دخل غرفة العمليات على عجل. وجد متبرعاً بمساعدة صديق، وأمسك بالكيس وكأنه فرصة حياة. سلّمه للمشفى وظل ينتظر أن يخرج ابنه بسلام. في اليوم التالي كان يقف في المكان نفسه، لكن تسلم ورقة الوفاة. يقول لـالعربي الجديد بصوت متهدّج إنه دفع كل ما استطاع، وركض خلف كل احتمال، لكن الدم الذي وصل أخيراً لم يمنع القضاء والقدر. بقيت قصته تتردد بين الأهالي كمرارة مضاعفة: حتى حين يُؤمَّن الدم، لا تكون النتيجة بالضرورة حياة.

على طريق حرستا، كان حسن الباشا يتنقّل بين المستشفيات بحثاً عن ثلاثة متبرعين لزوجته التي نزفت بشدة بعد ولادتها. كانت زمرة A+ شائعة، لكن الشرط الأساسي هو تأمين ثلاثة متبرعين، وهو أمر بدا مستحيلاً لرجل يعمل بالأجر اليومي. حاول يومين كاملين بلا جدوى، قبل أن يتصل به وسيط يعرض حلاً سريعاً مقابل مبلغ يعادل راتب شهر. اضطر حسن إلى بيع هاتفه وهاتف زوجته لتأمين المبلغ، ويقول لـالعربي الجديد إنه شعر يومها بأنه يشتري حياة زوجته، لا دماً. خرجت زوجته بصعوبة من مرحلة

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح