بلومبيرغ السعودية حذرت مجموعة السبع من مصادرة الأصول الروسية
٩٢ مشاهدة
قالت وكالة بلومبيرغ الثلاثاء إن المملكة العربية السعودية حذرت مجموعة الدول السبع G7 في وقت سابق من هذا العام من مصادرة الأصول الروسية ملمحة إلى أنها قد تبيع بعض ما في حوزتها من الديون الأوروبية إذا قررت المجموعة المضي قدما في خطط الاستيلاء على ما يقرب من 300 مليار دولار من الأصول الروسية المجمدة وأبلغت وزارة المالية في المملكة بعض نظرائها في مجموعة السبع بمعارضتها الفكرة التي كانت تهدف إلى دعم أوكرانيا حيث وصفها أحد الأشخاص بأنها تهديد مستتر وقالت الوكالة إن السعوديين ذكروا على وجه التحديد الديون الصادرة عن الخزانة الفرنسية وفي مايو أيار ويونيو حزيران كانت مجموعة السبع تستكشف خيارات مختلفة فيما يتعلق بالأصول الروسية المجمدة ووافقت المجموعة في نهاية المطاف على الاستفادة من الأرباح الناتجة وترك الأصول نفسها على الرغم من الضغط الذي مارسته الولايات المتحدة والمملكة المتحدة على حلفائهم للنظر في خيارات أكثر جرأة بما في ذلك الاستيلاء المباشر وعارضت بعض الدول الأعضاء في منطقة اليورو هذه الفكرة خشية أن تؤدي إلى تقويض العملة وقالت بلومبيرغ إن موقف المملكة العربية السعودية ربما أثر على إحجام تلك الدول ولكن المملكة نفت كل ذلك وقالت في بيان أصدرته وزارة المالية السعودية لم يتم توجيه مثل هذه التهديدات علاقتنا مع مجموعة السبع وغيرها هي علاقة احترام متبادل ونحن نواصل مناقشة جميع القضايا التي تعزز النمو العالمي وتعزز مرونة النظام المالي الدولي وتقدر حيازات المملكة من اليورو والسندات الفرنسية بعشرات المليارات من اليوروهات لكنها ربما لا تكون كبيرة بما يكفي لإحداث تأثير في الأسواق في حالة بيعها ولا يزال المسؤولون الأوروبيون يشعرون بالقلق لأن دولا أخرى ربما تكون قد حذت حذو المملكة العربية السعودية وقال أحد المسؤولين السعوديين إنه ليس من أسلوب الحكومة إطلاق مثل هذه التهديدات لكنها ربما أوضحت لأعضاء مجموعة السبع العواقب النهائية لأي مصادرة للأموال ونقلت بلومبيرغ عن أحد الأشخاص قوله إن الموقف السعودي تغير بعد أن تقدمت دول مجموعة السبع باقتراح يستبعد مصادرة الأصول الروسية ولم يكن واضحا إذا ما كانت المملكة العربية السعودية قد تصرفت من منطلق المصلحة الذاتية خوفا من أن يشكل الاستيلاء سابقة يمكن استخدامها ضد دول أخرى في المستقبل أم كان الأمر نوعا من التضامن مع روسيا وحافظت الرياض وموسكو على علاقات وثيقة منذ غزو روسيا أوكرانيا وتقودان معا كارتل أوبك لمنتجي النفط وعلى الجانب الآخر أقامت الحكومة السعودية علاقات مع أوكرانيا وسافر الرئيس فولوديمير زيلينسكي إلى المملكة الشهر الماضي للقاء ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وأيا كان دافعها تقول بلومبيرغ يسلط تحرك المملكة العربية السعودية الضوء على نفوذها المتزايد على المسرح العالمي والصعوبة التي تواجهها مجموعة السبع في حشد الدعم مما يسمى بدول الجنوب العالمي لأوكرانيا في مواجهة العدوان الروسي وفي عهد بن سلمان ولي العهد والحاكم الفعلي للمملكة العربية السعودية وضعت الرياض نفسها بشكل متزايد قوة دبلوماسية وقالت إنها تريد التوسط بين كييف وموسكو وفقا لما ذكرته الوكالة وفي قمة انعقدت في إيطاليا في شهر يونيو حزيران وبعد أشهر من المناقشات اتفق زعماء مجموعة دول السبع على خطة يمكن من خلالها تزويد أوكرانيا بنحو 50 مليار دولار من المساعدات الجديدة واتفقت الدول الأعضاء السبع والاتحاد الأوروبي على منح المبالغ لأوكرانيا على أن يتم سدادها باستخدام الأرباح الناتجة عن استثمار الأموال الروسية المجمدة والتي تبلغ قيمتها حوالي 260 مليار يورو 280 مليار دولار والموجود معظمها في أوروبا ومن المتوقع أن تدر هذه الأموال ما بين 3 و5 مليارات يورو سنويا وتعكف مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي على وضع اللمسات الأخيرة على آليات الخطة التي يأمل بعض دول الاتحاد الأوروبي أن تكون خطوة نحو تحقيق المزيد من الاستفادة من الأصول الروسية ومن المرجح أن ترتفع مثل هذه الدعوات كلما طال أمد الحرب وتزايدت تكاليف إعادة الإعمار في أوكرانيا والمملكة العربية السعودية هي أكبر مصدر للنفط الخام في العالم ويمتلك بنكها المركزي احتياطيات أجنبية صافية تبلغ 445 مليار دولار ويمتلك صندوق الثروة السيادية أيضا ما يقرب من تريليون دولار من الأصول وفقا لبيانات بلومبيرغ ولا يقوم البنك المركزي السعودي ولا صندوق الثروة بتقسيم الأصول الأجنبية حسب العملة أو البلد لكن الجزء الأكبر من حيازاتهما مقوم بالدولار وفقا للبيانات الصادرة عن وزارة الخزانة الأميركية وبعض الجهات الحكومية في الولايات المتحدة وأوروبا وتمتلك المملكة العربية السعودية حاليا نحو 135 مليار دولار من سندات الخزانة الأميركية وفقا لأحدث البيانات وشكك اثنان من الأشخاص الذين تحدثت إليهم بلومبيرغ في مصداقية التهديد السعودي مشيرين إلى أنه لم يكن هناك تحرك يذكر بعيدا عن عملات مجموعة السبع عندما جرى تجميد الأصول الروسية لأول مرة بعد فترة وجيزة من الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير شباط 2022 وقالا إنه لا يوجد الكثير من البدائل الموثوقة أمام دولة الخليج للاستثمار خارج عملتي الدولار واليورو وتبيع المملكة العربية السعودية نفطها بالدولار مما يعزز مكانته كعملة احتياطية رئيسية في العالم وعلى الرغم من التكهنات واسعة النطاق بتحول بعض الدول خاصة مجموعة بريكس التي دعيت السعودية للانضمام إليها مؤخرا إلى عملات أخرى بما في ذلك اليوان الصيني فقد قلل المسؤولون السعوديون باستمرار من هذه الفكرة قائلين إن التمسك بالدولار هو أفضل شيء لاقتصاد المملكة وتربط السعودية عملتها بالدولار وأبقتها عند مستوى 3 75 ريالات مقابل كل دولار منذ عقود