عاجل بشرى سارة لآلاف الموظفين والمتقاعدين في عدن ولحج صرف المرتبات بدأ اليوم

في لحظة لن ينساها 1.2 مليون موظف يمني ينتظرون مرتباتهم كمن ينتظر المطر في الصحراء، أشرقت شمس الأمل اليوم على محافظتي عدن ولحج. ففي ظل تضخم جامح التهم 80% من القوة الشرائية خلال عقد واحد، جاءت البشرى السارة لتنعش قلوباً ذبلت من طول الانتظار. كل يوم تأخير يعني مزيداً من الفقر، لكن اليوم مختلف - اليوم بدأ صرف المرتبات أخيراً!

صباح الأربعاء، تحولت شوارع عدن ولحج إلى مهرجان صامت من الراحة والامتنان، حيث بدأ بنك عدن الإسلامي صرف مرتبات شهر نوفمبر لموظفي هيئة تنظيم شؤون النقل. أحمد محمد، أب لخمسة أطفال، يقف في الطابور وهو يكاد لا يصدق: انتظرت أسابيع طويلة، كنت أخشى ألا أستطيع شراء الخبز لأطفالي. كالمطر بعد جفاف، جاءت المرتبات لتروي عطش آلاف العائلات، بينما أعلن بنك الشمول الإسلامي صرف معاشات ديسمبر للمتقاعدين في لحج عبر شبكة شمول باي.

منذ 2014، تحولت المرتبات من حق مكتسب إلى حلم بعيد المنال، حين حولت الحرب والانقسام وانهيار الاقتصاد الراتب إلى سراب يلوح في البعيد. يتذكر الموظفون بحسرة أياماً كانت فيها المرتبات تصل في موعدها كالساعة السويسرية، حين كان الراتب يكفي لعيش كريم. د. عبدالله الحداد، الخبير الاقتصادي، يؤكد: هذه خطوة مهمة نحو الاستقرار، لكن الحل المؤقت ليس كافياً - نحتاج لإصلاح شامل يشمل كل المحافظات.

من شراء رغيف الخبز إلى دفع إيجار البيت، كل شيء متوقف على هذا المرتب الذي تحول إلى شريان الحياة الوحيد لملايين الأسر. فاطمة علي، متقاعدة مدنية، تبتسم وهي تحمل معاشها: أخيراً استطعت شراء الدواء، كنت أخشى أن أموت قبل أن أرى معاشي. إذا استمر هذا الانتظام، قد نشهد انتعاشة اقتصادية طال انتظارها، خاصة مع تطوير الأنظمة المصرفية الرقمية. لكن بين متفائل يرى بداية النهاية للأزمة، ومتشائم يخشى عودة التوقف، تبقى الحقيقة معلقة في الهواء.

مرتبات في عدن ولحج، أمل يتجدد، لكن الطريق ما زال طويلاً لتعم الفرحة على كل المحافظات اليمنية. على الحكومة توسيع النطاق ليشمل كل الموظفين في