بشار الأسد هرب وصار للسوريين وطن

٢٦ مشاهدة
لأن الأنظمة تسقط من العواصم ها هم ثوار سورية يعلنون من دمشق الثامن من ديسمبر كانون الأول 2024 عيدهم الوطني لاستقلالهم الثاني من الاحتلال بعد أن هرب صبيحة اليوم بشار الأسد وأسرته وأمواله ككل مستبد أثيم أعلنوها من ساحة الأمويين سورية الدولة الحرة المحررة من دون عصابة السرقة والتجويع أعلنوها سورية الجديدة المتطلعة الحالمة كما محرروها الذين سطروا الإعجاز خلال عشرة أيام زارعين الأمل من الأقصى إلى الأقصى إدلب فحلب وحماة وحمص حتى وصلوا إلى دمشق بعد أن كسا الإحباط السوريين وأوصلهم اليأس وانسداد الآفق للموت غرقا بالبحر وجوعا وتجمدا على الحدود ما بين الدول خلال مجازفات البحث عن وطن بديل ولو بمراتب مواطنة دنيا الأمل يبدأ منذ اليوم باسترداد السوريين سوريتهم والبحث بما يلزم اليوم التالي يوم ما بعد السقوط وإعلان التحرير يوم لن ينساه السوريون ولا العالم بعد أن واظبوا بطريق حريتهم للوصول إلى الدولة رغم قتل واعتقال وتهجير نصف السكان البحث عن صيغة تعايش وعقد جديد يقوده مجلس مشترك أو حكومة طوارئ أو أي نمط حكم عاجل يحفظ مكاسب التحرير من دون أن يفرط بالمؤسسات والمقدرات والكوادر أو حتى يشوش على أمل المنتظرين وطنا ليعودوا من منافيهم وبلدان لجوئهم قصارى القول عانى السوريون خلال حقبة الأسدين ومنذ 55 عاما كل أشكال الاضطهاد ومصادرة الحقوق وإلغاء المواطنة لتأتي السنين العجاف خلال انتفاضة السوريين منذ عام 2011 بأشكال جديدة من القصاص إن عبر القتل والاعتقال لكل من اقترف جرم المطالبة بحقوقه والعدالة باقتسام الثروة أو التهجير بهدف العبث بالبنية السكانية والتغيير الديمغرافي لمن حالفه الحظ ونجا من الموت والسجون وليبقى ما بينهما سواد السوريين الأعظم يكابدون أسوأ ظروف العيش وأقسى المعاناة لتحصيل الحد الأدنى من شروط العيش الآدمي ولئلا نقع فريسة الفرحة الغامرة بخلع الأسد وتحقيق حلم السوريين وتأخذنا الإنشائية هاكم بعضا من واقع السوريين حتى يوم أمس ليعرف العالم كل العالم أن هذه العصابة التي سرقت سورية وأسرت شعبها يلزمها ألف ثورة وثورة ومن مثال المعيشة ربما اختزال ودليل إذ لا يزيد متوسط دخل السوري على 300 ألف ليرة الدولار 15 ألف ليرة على الأقل فيما تزيد نفقات الأسرة شهريا على 13 مليون ليرة ولعل في هذا المثال وحده دليلا وتأكيدا لسياسة التفقير والتجويع التي اعتمدتها عصابة المخلوع ليبقى السوريون أسرى لقمة عيشهم بعيدين عن المطالبة بحقوقهم أو التطلع إلى الحرية وحتى يجسر السوريون هاتيك الفجوة الهائلة بين الدخل والإنفاق تاهوا بإيجاد عمل ثان أو دخل إضافي بواقع تلاشي فرص العمل وزيادة نسبة البطالة على 85 وهاموا على وجوههم ساعين للخلاص ولو على مركب مطاطي قد يحيلهم غذاء لسمك البحار بعد أن فقدوا الأمل بوطن مسروق ليأتي الخلاص عبر أحداث متسارعة كسرت جميع قوانين الصيرورة وبدلت من طرائق سقوط المستبدين معلنة نهاية كابوس وبداية حلم مشرعة السؤال الأصعب كيف ومن أين ستكون البداية قد يمكن الانطلاق من بيان رئيس حكومة النظام البائد بشار الأسد محمد غازي الجلالي الذي تلاه من منزله فجر اليوم الأحد ليؤكد هروب الأسد وانتهاء عصر العصابة المافيوية ويدعو بالآن نفسه إلى الحفاظ على مؤسسات الدولة مبديا استعداده للقيام بمهمة الإدارة المؤقتة ريثما يحصل التسليم خلال فترة التحول من دون المساس أو تبديد أي وثيقة أو حقوق ملكية بمؤسسات الدولة ولأن المحررين يسعون للبناء والحرص على كل الموجودات والمقدرات جاء الرد فورا من القائد العام لإدارة العمليات للمعارضة المسلحة أحمد الشرع الجولاني مخاطبا القوات كافة في مدينة دمشق يمنع منعا باتا الاقتراب من المؤسسات العامة والتي ستظل تحت إشراف رئيس الوزراء السابق حتى يتم تسليمها رسميا الأمر الذي يعزز الأمل لدى السوريين بالحفاظ على مؤسساتهم رغم الذي لحقها من تخريب واستنزاف خلال فترة التجميد وسياسة التهديم الممنهج التي كانت ضمن أولويات بشار الأسد والدور الوظيفي الذي قام به منذ تطلع السوريون إلى الحرية مطلع عام 2011 ويمنح الطمأنة لجميع العاملين في المؤسسات السورية اقتصادية كانت أو خدمية أنهم شركاء خلال الفترة المقبلة الثقيلة بحملها وأمانيها وليسوا أعداء أو مفصولين من عملهم وفق ما حاول نظام الأسد البائد تكريسه ضمن حملات التخويف وشيطنة المعارضة ليبقى فقط على كرسي أبيه نهاية القول كثيرة هي الأفكار والأماني وأكثر منها ربما ما يجب فعله على الأرض لتبقى عجلة المؤسسات تدور ولو بأقل من سرعة الأمل واستعادة سورية ما قبل حكم البعث وعصابة الأسد لتتم خلال مرحلة الأمل والتحول جدولة الأولويات ولزوم ما يلزم التي تبدأ من تصحيح النظرة الكئيبة عن سورية والسوريين التي التصقت بهم خصوصا من بلدان لجوئهم لا تنتهي عند ملاحقة الأسد لمحاكمته على جرائمه واسترداد الأموال المنهوبة وما بين حدي هذا التطلع يأتي البناء والإعمار والاستثمار وتكريس المواطنة إذ بظل ما نرى من إعلان المحررين للتشاركية والمؤسسية وتحريم الثأرية والانتقام كل شيء ممكن وهين ومعقول

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح