موقع بريطاني اليمن أصبحت مدرسة عالمية في الحرب البحرية
في اعترافٍ غير مسبوق يعكس التحوّل العميق في معادلات القوة البحرية، كشف موقع “سيتريد ماريتايم” البريطاني أن أوكرانيا بدأت بتبني التكتيكات القتالية اليمنية في حربها البحرية ضد روسيا، بعد إعلان أجهزتها الأمنية مسؤوليتها عن استهداف ناقلتي النفط الروسيتين “كايروس” و”فيرات” قرب السواحل التركية أواخر نوفمبر الماضي، باستخدام أساليب تشبه هجمات القوات المسلحة اليمنية على السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي في البحر الأحمر وباب المندب.
وأوضح التقرير أن الضربات الأوكرانية ضد الأسطول الروسي جاءت بذات “العقلية العملياتية” التي رسّختها صنعاء خلال العامين الأخيرين، حيث تحوّلت اليمن إلى “مدرسة عسكرية عالمية في الحرب البحرية” تعتمد على المسيّرات والزوارق المفخخة والصواريخ البحرية بعيدة المدى، لتقديم نموذج قتالي منخفض الكلفة، عالي التأثير، صعب الإحباط حتى أمام أقوى المنظومات الدفاعية الغربية.
وأشار الموقع إلى أن نموذج الحرب غير المتكافئة الذي طوّرته صنعاء تجاوز جغرافيتها المحلية ليتحوّل إلى أسلوب عالمي معتمد في المواجهات الحديثة، خصوصاً في الساحات التي لا تتكافأ فيها القدرات التسليحية التقليدية، مضيفاً أن اعتماد كييف هذا النمط “اليمني” يؤكد فعالية هذه الاستراتيجية في تقويض هيمنة القوى البحرية الكبرى عبر ضرب خطوط الإمداد وشرايين الطاقة في الممرات الحيوية.
ووفق التقرير، فإن اليمن غيّرت موازين التفكير العسكري الدولي، إذ لم تعد التفوّق التكنولوجي أو حجم الأسطول ضمانة للسيطرة، بعدما أثبتت المسيّرات البحرية اليمنية أن “الذكاء العملياتي” يفوق الكلفة المادية للسلاح، وهو ما جعل القوى الكبرى تعيد النظر في عقيدتها البحرية الدفاعية والهجومية.
ويرى التقرير أن تبني أوكرانيا لهذا النهج اليمني يفتح الباب أمام حقبة جديدة في الصراع البحري العالمي، عنوانها تفكك احتكار القوى التقليدية للبحار الدولية، وصعود مفهوم “القوة الموجّهة منخفضة الكلفة” القادرة على إرباك وتحدي الأساطيل العملاقة، في تحولٍ يشبه ما أحدثته حرب العصابات في البر قبل عقود.
ارسال الخبر الى: