بدر دحلان الغزي الذي صرخ وقال كابوس

٧٠ مشاهدة
ما من كلمات تصف حال بدر دحلان الشاب الغزي الذي أسره جيش الاحتلال الإسرائيلي ثم أطلق سراحه بعد شهر من التعذيب إذ يمكن اختصار التجربة بما قاله دحلان نفسه ولخصه بكلمة واحدة كابوس لا نعلم ماذا يدور في سجون الاحتلال الإسرائيلي خصوصا في ظل منع المحامين ومنظمات حقوق الإنسان من زيارة الأسرى والتعديلات القانونية التي تتيح لإسرائيل احتجاز الأسرى لفترات أطول إضافة إلى التعرية والإذلال وضروب القمع والقهر التي لا نقرأ عنها سوى في شهادات من نجوا وأفرج عنهم الحال الذي ظهر فيه بدر دحلان يكشف أن السجون نفسها امتداد للاحتلال بوصفها مساحات تعذيب ممنوعة عن الخارج السابع من أكتوبر تشرين الأول كشف أن كل مؤسسات دولة إسرائيل في لحظة الحرب تتحول إلى مؤسسات حربية الجيش والصحيفة والسجن والمشفى كلها تلعب دورا في ترسيخ إبادة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بدر دحلان ونظراته وذلك الذهول والرعب الباديان على وجهه وكلماته المتقطعة كلها إشارات تكشف أننا أمام جريمة صارخة وانتهاك شديد لحقوق الإنسان لكن ألم يتكرر هذا الكلام منذ السابع من أكتوبر بل منذ أكثر من 70 عاما دحلان دخل المعتقل الإسرائيلي وخرج فاقدا لكلماته حتى وهذا بالضبط هدف الإبادة القضاء على الذاكرة والكلمات التي توثق ما جرى مقدار الصدمة مهول مع ذلك يتحدث دحلان وإن كان متلعثما ثم يتأمل بعيدا لا يمكن تجاهل الضغط النفسي الذي يخضع له حتى بعد الإفراج عنه ونحن أمام سؤال أخلاقي أنمهله بعض الوقت ليتعافى أم نوجه الكاميرات تجاه عينيه الجاحظتين تخون اللغة صاحبها عند الحديث عن الألم الشديد أو الصدمة الشديدة بل اللغة نفسها تقف عاجزة إذ نقرأ في الأخبار المتداولة عنه وصف فقد عقله الكلمة هنا تحيل إلى الشخص نفسه بدر دحلان وكأنه هو ذاته صاحب العقل وهو من أضاعه خيانة اللغة هذه تتكشف أمام العنف الشديد فبسبب قسوة عبارة فقد عقله وعدم صوابيتها لا بد من الإشارة إلى الفاعل أي ماكينة القتل والاحتلال الإسرائيلي هي التي تضرب العقل مجازا وحقيقة في الوقت نفسه اللغة تختزل معاني أبلغ حتى في أقصى أشكالها قسوة ككلمة تعذيب التي نؤكد مضارعتها لا ماضيها فالمضارع يدل أيضا على الاستمرار في الزمن وهذا بالضبط حال بدر دحلان والآلاف غيره تعذيب مستمر في الزمن لكسر العزيمة وفك عقال الوعي مع ذلك تحدث بدر حدق في الكاميرا وقال لنا كابوس كشف موقع مسبار للتحقق من المعلومات الصحافية أن صورة بدر دحلان المتداولة قبل الأسر ليست له بل للصحافي قصي سالم لكن قصي استشهد ضحية قصف جيش الاحتلال نحن أمام صورتين إذن قتيل وناج من القتل النزاهة الصحافية تتطلب منا أن نشير إلى الحقيقة لكن وضع الصورتين إحداها بجانب الأخرى يدفع إلى التأمل وكأننا أمام مصائر موحدة للغزيين إما قتلى وإما ناجون من القتل الصورة تعود إلى الشاب الصحفي قصي سالم الذي راح ضحية قصف إسرائيلي في يناير كانون الثاني الفائت برفقة الصحفيين حمزة الدحدوح ومصطفى ثريا هنا التفاصيل https t co XNa1ML5OhT معا لنشر الحقيقة تمت المسبرة pic twitter com DdSoNh8xuJ Misbar مسبار misbarfc June 21 2024 لا يعلم بدر أين أهله ولا إن كانوا أحياء أم هجروا يتأمل بعيدا في مصيره بينما يحملق في الكاميرا والأطباء يطهرون جروحه السؤال الأهم كيف يبحث عن أهله هل هم أحياء في المشفى قتلى تحت الركام مهجرون لا نعلم لكن اليقين أن لدى بدر المزيد مما سيقوله ليس لأجل القانون الدولي أو المحاسبة وغيرها بل لأجلنا نحن كي لا ننسى لا نعلم ما هي الصور والشهادات التي يجب بثها حتى يتغير الوضع صور الدمار والقتل وصلت إلى المحاكم الدولية وإلى الآن القتل ما يزال مستمرا وكذلك التعذيب في السجون الواضح أن الآلية القانونية والدولية التقليدية لا تجدي نفعا ربما لهذا السبب تضطرب نظرات بدر ويتأمل في الفراغ ما الذي يمكن القيام به هل من صورة أو شهادة كافية لوضع حد للمقتلة ما العمل أمام الكابوس الذي يعيشه الغزيون

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح