يطرح ما نقلته القناة 12 الإسرائيلية عن آدم بوهلر مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب لشؤون الرهائن مساء أول من أمس الأربعاء أنه يعتقد أن على مصر والأردن تقديم بديل بعد رفضهما فكرة ترامب استقبال الفلسطينيين من قطاع غزة تساؤلا عن البدائل التي يمكن لمصر أن تقدمها بما يتوافق مع القانون الدولي وحماية الحق الفلسطيني وتمثلت خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة بالدعوة خلال تصريحات للصحافيين السبت الماضي إلى نقل جزء من سكان القطاع إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن من باب إعادة الإعمار وهو حل برأيه قد يكون مؤقتا أو طويل الأمد لـتطهير القطاع بالمقابل اعتبر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مؤتمر صحافي أول من أمس أن ترحيل أو تهجير الشعب الفلسطيني هو ظلم لا يمكن أن نشارك فيه مشددا على أن ثوابت الموقف المصري التاريخي تجاه القضية الفلسطينية لا يمكن التنازل عنها بأي شكل من الأشكال وذكر أن التساهل أو السماح بأي مخطط لتهجير الفلسطينيين أمر غير وارد مشيرا إلى أن التهجير يعني عدم الاستقرار ويمثل خطرا على الأمن القومي المصري والعربي وفي الوقت نفسه قال إن مصر عازمة على العمل مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب للوصول إلى السلام المنشود القائم على حل الدولتين مضيفا أن هذا هو السبيل الوحيد لتحقيق تسوية عادلة ودائمة للقضية الفلسطينية خيارات مقابل خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين بحسب دبلوماسيين وسياسيين تحدثوا لـالعربي الجديد فإن الالتزام بالمقررات الدولية وإعادة الحق الفلسطيني يعد أحد أهم البدائل التي يمكن لمصر أن تتمسك بها مقابل خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة وذلك عن طريق تعزيز الجهود الدبلوماسية والسياسية نحو تنفيذ المقررات الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية والتي تؤكد حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية يمكن لمصر أن تكثف جهودها في الأمم المتحدة ومجلس الأمن لفرض تنفيذ القرارات الدولية كما يمكن لمصر أن تكثف جهودها في الأمم المتحدة ومجلس الأمن لفرض تنفيذ القرارات الدولية مثل القرار 242 عام 1967 والقرار 338 عام 1973 والقرار 2334 عام 2016 والتي تدين الاحتلال الإسرائيلي وتطالب بانسحابه من الأراضي المحتلة بعد عام 1967 وبوقف إقامة المستوطنات كذلك يمكن أن تنفذ مصر نيتها بالانضمام إلى دعوى جنوب أفريقيا ضد دولة الاحتلال في محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة والتي اتهمتها بخرق اتفاقية منع الإبادة الجماعية الموقعة عام 1948 في ظل حرب الإبادة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 تستطيع القاهرة وفق هؤلاء الدبلوماسيين أن تعمل على تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية من خلال استكمال جهود المصالحة بين الفصائل الفلسطينية ودعم بناء مؤسسات فلسطينية قوية قادرة على إدارة دولة فلسطينية مستقلة ويمكن أيضا أن تساهم في توفير بيئة حوار مستدامة تضمن توحيد الجهود الفلسطينية ما يعزز الموقف التفاوضي الفلسطيني في أي محادثات مستقبلية شدد الدبلوماسيون من جهة أخرى على أن تسريع إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة يأتي على رأس الحلول التي يمكن لمصر تبنيها إذ يعاني القطاع من حصار طويل الأمد أدى إلى تدهور الأوضاع الإنسانية ويمكنها أن تلعب دورا محوريا في إعادة إعمار غزة من خلال تحفيز الدول المانحة والإشراف على مشاريع إعادة الإعمار بما يساعد الفلسطينيين على التمسك بأرضهم ويمنع مخططات تهجيرهم أحد البدائل هو الضغط لوقف الاستيطان الإسرائيلي وانتهاكات الاحتلال الضغط لوقف الاستيطان الإسرائيلي وانتهاكات الاحتلال من الوسائل التي يمكن استخدامها بدلا عن خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين من القطاع إذ إن النشاط الاستيطاني الإسرائيلي يمثل عقبة كبرى أمام أي حل عادل للقضية الفلسطينية ويمكن لمصر أن تواصل دورها الفاعل في الضغط على إسرائيل عبر القنوات الدبلوماسية والهيئات الدولية لوقف التوسع الاستيطاني الذي ينتهك القوانين الدولية ويقوض أي فرص لإقامة دولة فلسطينية متصلة جغرافيا وقابلة للحياة برأي الدبلوماسيين يمكن لمصر أيضا أن تطرح رؤى جديدة لتعزيز المبادرة العربية للسلام التي تقوم على انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة مقابل التطبيع العربي معها كما يمكن تحديث المبادرة لتشمل آليات تنفيذية تجبر إسرائيل على الالتزام بمبادئ الحل العادل والشامل وأمام مصر أيضا خيار العمل على تعزيز التحالفات الدولية الداعمة للقضية الفلسطينية من خلال التعاون مع الاتحاد الأوروبي والصين وروسيا ودفع هذه القوى للضغط على إسرائيل لتطبيق القرارات الدولية وأيضا العمل على إعادة القضية الفلسطينية إلى صدارة الاهتمام الدولي عبر القمم والمؤتمرات الدولية الرفض ليس كافيا بينما ترفض مصر تماما فكرة توطين الفلسطينيين أو استيعابهم بدلا عن حقهم المشروع في إقامة دولتهم المستقلة إلا أن هذا الرفض ليس كافيا بحسب مراقبين إذ تبقى هناك واجبات قانونية وقومية تضمن إعادة الحق الفلسطيني وإقامة دولتهم المستقلة من هذه الواجبات تسريع إعادة إعمار غزة ووقف الاستيطان وهي الحلول الواقعية التي يمكن لمصر تبنيها لمواجهة أي محاولات لطمس القضية الفلسطينية أو تصفيتها وهو أحد أهم المخاطر التي قد تنتج من خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين من غزة في السياق قال الدكتور أيمن سلامة عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية وأستاذ القانون الدولي في تصريح لـالعربي الجديد إن تصريح السيسي التاريخي الرافض لتهجير وترحيل الفلسطينيين من أرضهم يعكس إصرار مصر على الحفاظ على الثوابت العربية وأوضح سلامة أن هذا التصريح يحمل رسالة قوية إلى المجتمع الدولي بأن أي محاولة لتصفية القضية الفلسطينية ستواجه بمقاومة قانونية ودبلوماسية جمال زحالقة موقف ترامب يعكس تبنيا كاملا للمطالب الإسرائيلية بدوره وصف السياسي الفلسطيني والنائب السابق في الكنيست البرلمان الإسرائيلي جمال زحالقة تصريحات إدارة ترامب حول بدائل ترحيل سكان غزة بأنها غاية في الخطورة مشيرا إلى أن ترامب كان يحاول تغليف خطته بطابع إنساني من خلال الحديث عن إعادة إعمار غزة بهدف تهيئة الظروف لمستقبل يعيش فيه السكان هناك سواء على المدى القريب أو البعيد أما عن ترامب فقد لفت زحالقة إلى أنه بدأ بطرح مقترحات جديدة مثل ألبانيا وإندونيسيا بوصفها وجهات محتملة للتهجير معتبرا أن موقفه هذا يعكس تبنيا كاملا للمطالب الإسرائيلية بل يبدو أنه تم زرعه في ذهنه من قبل مساعديه في اليمين المتطرف الأميركي الذين يتناغمون تماما مع اليمين الإسرائيلي وأوضح أن هناك فرحة كبيرة في أوساط اليمين المتطرف في إسرائيل وإن هناك ضغوطا داخل الحكومة لتبني هذا المشروع التهجير