بدأت الحكاية في دمشق سقوط جدار عمره نصف قرن

29 مشاهدة

من صفحاته الأولى، يبدو كتاب بدأتِ الحكاية في دمشق: كيف أعادت الثورة السورية الطويلة تشكيل عالمنا (منشورات هيرست، 2025) للباحثة السورية ريم علاف، أقرب إلى رحلة شخصية بقدر ما هو تأريخ سياسي واجتماعي لبلد مثل سورية. تسجّل الكاتبة الوقائع ملتقِطة ارتجاجات مجتمع عاش تحت طبقات من الحُكم الأمني الذي بدأ مع الأسد الأب عام 1970.

تروي علاف أن الكتاب كان على وشك أن يأخذ اتجاهاً مختلفاً تماماً؛ فقد كان شبه مكتمل عندما فرّ بشار الأسد من دمشق في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول 2024. لكن انهيار النظام قلَب الفصول الأخيرة منه، فاضطرت إلى إعادة كتابتها من جديد، محاولة الإمساك بلحظة لا تتكرر: لحظة سقوط جدار ظلّ قائماً أكثر من خمسة عقود. تصف ارتباك السوريين في تلك الأيام، مزيجٌ من الدهشة والفرح والقلق، وإحساسٌ عامّ بأن صفحة طويلة طُويت أخيراً، ولو من دون أن يعرف أحد ما الذي ينتظرهم بعدها.

وفي معرض تتبّعها المسار الطويل الذي سبق السقوط، تعود الكاتبة إلى عام 2000، عندما ورث بشار الأسد السلطة، وسط موجة من التفاؤل سادت حينها. تشرح كيف تبدّد ذلك تدريجياً مع عودة الأجهزة الأمنية إلى سابق عهدها، وعودة الاقتصاد إلى الانكماش، وتمدد النفوذ العائلي في مفاصل الدولة. تتوقف علاف عند الأعوام التي سبقت ثورة 2011 لفهم اللحظة التي خرج فيها السوريون إلى الشارع: ما الذي أشعل الشرارة؟ ولماذا بدا الاحتقان أكبر من قدرة النظام على احتوائه؟

وفي الفصول التي تتناول ربيع 2011 وما بعده، تكشف الكاتبة كيف قُمعت الاحتجاجات السلمية، ثم كيف تحولت إلى حرب واسعة لم تترك زاوية في سورية إلا وخلّفت فيها ندبة. ترسم صورة لانتقال البلاد من دولة متماسكة ظاهرياً إلى مساحة تتقاطع فيها قرارات اللاعبين الدوليين، وتفسير دور تلك القوى في اتساع رقعة الدمار والنزوح، في أزمة إنسانية لم يشهد العالم مثيلاً لها منذ الحرب العالمية الثانية.

لحظةٌ عاد فيها السوريون إلى الإيمان بأن التاريخ يمكن أن يتغيّر

يعمّق الكتاب فهم القارئ مسار سورية، عبر تقسيمه إلى

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح