بحثا عن مصدر الخلل في الجامعات

95 مشاهدة

إذا افترضنا صحة الاستنتاج أن الجامعة في الوطن العربي لم تقم بالوظائف التي نشأت من أجل تحقيقها لجهة تأهيل الكادرات العليا لسوق العمل والقادرة على تحقيق التنمية البشرية، ونشر العقلانية والروح العلمية والنقدية في المجتمع وإطلاق طاقات الإبداع، فأين مصدر الخلل؟
هل هو في البنية السياسية والفكرية والاقتصادية الاجتماعية التي تدير شؤون وسياسات بلدان المنطقة فقط، أم أن الجامعات قدمت بدورها قسطاً لا يستهان به في الوصول إلى النتائج التي أسفرت عنها تجربة حوالي قرنين من الزمن؟
بالعودة قليلاً إلى الوراء، أي إلى العقود السبعة الأخيرة، يمكن القول إن الجامعات حصرت مهمتها بتخريج كادرات وظيفية لملء شواغر الإدارات العامة وبعض مجالات القطاع الخاص. حدث ذلك فيما كانت المنطقة والدوائر الحكومية منها على الأخص بأمس الحاجة إلى ذلك بعد نيل الدول استقلالاتها. وبناءً عليه، كانت شهادة الجامعة هي السبيل لشغل وظيفة عامة مرموقة. ولذلك انتمى إليها مئات ألوف الطلبة أملاً بمستقبل مستقر. قليلون هم الذين اندفعوا وراء أحلامهم بدراسة مواد واختصاصات محددة لا طلب واسعاً عليها. لذلك ندر الإبداع واستحال معه التعليم المستمر مدى الحياة.

/> موقف التحديثات الحية

وظائف التعليم العالي المفقودة

وضع من هذا النوع جعل من الجامعات فبارك- مصانع - لإنتاج خريجين لا يتمتعون بالكفاءات والمؤهلات النوعية التي تتلاءم مع أسواق العمل من جهة، ومع دفع مسيرة العلم خطوات إلى الأمام من جهة ثانية. تمكن ملاحظة قلة عدد المبدعين في مجالات اختصاصهم بالقياس إلى أعداد الخريجين من مراحل الدراسات العليا، وبين هيئات التعليم والباحثين على حد سواء. ففي كل جامعة نجد ما لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة في مجالات نشر الأبحاث والدراسات. والحصيلة أن التعليم الببغائي الذي ساهمت الجامعة في تعميمه حجب العقل عن اختراق آفاق جديدة في الكثير من المجالات. والواقع أن الجامعات وإن كانت تتحمل قسطها من هذه الحصيلة، فالفلسفة التربوية والنظام المعرفي والوظيفي القائم على التكرار يتحمل القسط الباقي.
لا بد من النظر إلى خطورة مثل هذا الوضع من زاوية مختلفة بعض الشيء. فالمعروف

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح