باتيلي المستقيل ثامن مبعوث أممي إلى ليبيا تعاقب بلا حل

٣٣ مشاهدة
انضم الدبلوماسي السنغالي عبد الله باتيلي إلى قائمة المبعوثين الأمميين إلى ليبيا الذين استقالوا بعد سلسلة من المبعوثين السابقين مثل اللبناني غسان سلامة والسلوفاكي يان كوبتيش ولم يحقق أي من باتيلي أو من سبقه نتائج أو اختراقات مهمة خلال ترؤسهم البعثة الأممية التي تأسست لتقديم الدعم السياسي للبلد في عام 2011 ومنذ عام 2011 أرسلت بعثة للدعم السياسي من قبل الأمم المتحدة وكان أول مبعوث هو الأردني عبد الإله الخطيب ثم جرى تعيين سلسلة من المبعوثين الآخرين بينهم الإنكليزي أيان مارتن واللبناني طارق متري والإسباني برناردينو ليون والألماني مارتن كوبلر والذي سلم منصبه لسلامة قبل أن يستقيل ويحل محله يان كوبتيش الذي استقال بدوره وسلم مهامه للأميركية ستيفاني وليامز التي شغلت فترة شغور البعثة بصفتها مستشارة خاصة للأمين العام للأمم المتحدة قبل أن يعين باتيلي وخلال السنوات الأولى لم تحقق البعثة أي تقدم يذكر في مهمتها لكنها أصبحت لاحقا قائدة لعملية حوار سياسي في عهد ليون نهاية عام 2014 الذي انتهى بتوقيع اتفاق الصخيرات في ديسمبر كانون الأول 2015 ومع ذلك فإن هذا الاتفاق لم ينفذ رغم محاولات خلفه كوبلر تعديل البنود وذلك بسبب تصاعد القتال وتدخل مليشيات اللواء المتقاعد خليفة حفتر واستمرار توتر الوضع السياسي والأمني في البلاد هذه العقبات التي واجهها المبعوثون السابقون صعبت مهمة سلامة أيضا الذي بذل جهودا انطلقت من اجتماع برلين في يناير كانون الثاني 2020 في ثلاثة مسارات سياسية وعسكرية واقتصادية وشارف خلالها على الاقتراب من عقد المؤتمر الجامع في غدامس بين جميع الأطراف الليبية قبل أن يقوضه هجوم حفتر على طرابلس في إبريل نيسان 2019 وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس قد أعلن تعيين عبد الله باتيلي مبعوثا جديدا للأمم المتحدة في سبتمبر أيلول 2022 بعد فترة شغور استمرت تسعة أشهر بعد استقالة كوبيتش وجاء هذا بسبب عدم توافق الدول الأعضاء في مجلس الأمن على مرشح محدد وقد تولت الدبلوماسية الأميركية ستيفاني وليامز قيادة المهام خلال تلك الفترة آنذاك تمكنت وليامز من تمرير مشروع يهدف إلى توحيد السلطة التنفيذية في ليبيا وذلك من خلال ملتقى سياسي جمع 75 شخصية ليبية وقد اختار هذا الملتقى المجلس الرئاسي الحالي بقيادة محمد المنفي وحكومة الوحدة الوطنية بقيادة عبد الحميد الدبيبة وعندما تولى باتيلي مهامه نسبت خلافات سياسية بين الدبيبة ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح حيث أعلن صالح إقالة الدبيبة وحكومته وشكل حكومة بديلة منحها الثقة إلا أنها ظلت تتخذ من بنغازي شرق البلاد مقرا لها حكومة موازية بعد فشلها في إزاحة الدبيبة فيما جعل باتيلي عنوان مرحلته الدفع بالعملية السياسية نحو إجراء الانتخابات وتذليل الصعوبات التي تعترض طريقها وبعد ستة أشهر من توليه مهامه أعلن عبد الله باتيلي في مارس آذار 2023 نيته إطلاق مبادرة لتشكيل لجنة رفيعة المستوى تضم مختلف الأطياف الليبية بالإضافة إلى مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة لوضع قاعدة دستورية للانتخابات ولكن هذه المبادرة تعثرت بسبب تعنت جميع الأطراف المشاركة خاصة مجلسي النواب والدولة اللذين وافقا في الشهر ذاته على تشكيل لجنة مشتركة لصياغة قوانين انتخابية المعروفة بـلجنة 6 6 وعلى الرغم من مشاركته في مباحثات اللجنة المشتركة اعترض باتيلي في وقت لاحق على نتائج اللجنة التي أعلنت في يونيو تموز 2023 وطالب بضرورة إنهاء الانقسام الحكومي قبل اعتماد القوانين الانتخابية كما أكد ضرورة وجود مشاركة أوسع من الفئات السياسية والمجتمعية في معالجة القضايا الخلافية بين مجلسي النواب والدولة بهدف تجاوز تأثيرهما على مصير الانتخابات وقوانينها وبعد أن أصدر مجلس النواب نسخة معدلة من القوانين الانتخابية في أكتوبر تشرين الأول الماضي وبينما اعترض مجلس الدولة وأطراف أخرى على هذه النسخة أعلن باتيلي مبادرته الثانية في 22 نوفمبر تشرين الثاني الماضي وتتضمن المبادرة دعوة القادة الأساسيين وهم رئيس مجلس النواب عقيلة صالح ورئيس المجلس الأعلى للدولة محمد تكالة ورئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي ورئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة بالإضافة إلى قائد مليشيات شرق ليبيا خليفة حفتر للتوصل إلى تسوية سياسية بشأن القضايا ذات الخلاف السياسي المرتبطة بتنفيذ العملية الانتخابية رغم ترحيب القادة الخمس بالمبادرة فإنها واجهت شروطا صعبة كما وصف باتيلي خلال إحاطته لمجلس الأمن في ديسمبر كانون الأول الماضي فقد أصر عقيلة صالح على ضرورة عدم مشاركة الدبيبة في اللقاء نظرا لكونه مقالا من مجلس النواب لكنه لاحقا تراجع عن هذا الشرط وطلب مشاركة رئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب أسامة حماد جنبا إلى جنب مع الدبيبة واقترح حفتر الأمر ذاته أيضا في المقابل طالب الدبيبة وتكالة بأن تكون معالجة القوانين الانتخابية من بين بنود طاولة الحوار الأساسية ولكن صالح رفض هذا الطلب وأصر على أن يكون التركيز الأساسي على تشكيل حكومة بديلة لحكومتي الدبيبة وحماد باتيلي عبر في العديد من إحاطاته أمام مجلس الأمن عن إحباطه إزاء استعصاء مواقف القادة الخمس مطالبا في الوقت ذاته المجتمع الدولي بمزيد من الضغط على الأطراف الليبية لتنفيذ مبادرته الخماسية وعلى الرغم من ذلك لم يلق سوى دعم محدود من مندوبي الدول الأعضاء في مجلس الأمن بعد كل إحاطة يقدمها وتشبه الظروف التي أعلن فيها باتيلي عن استقالته ظروف استقالة سلامة وكوبتيش فجميعهم أعلنوا فشلهم في تجاوز العقبات السياسية المتتالية التي تعترض مسار السلام في ليبيا ومع ذلك يبدو الشبه أكبر مع استقالة كوبتيش حيث تولت الأميركية وليامز مهامه وقادت بصرامة عملية سياسية أنهت الانقسام السياسي الذي نشأ في ظروف مشابهة لظروف الانقسام الحالي في آخر اجتماع له مع مسؤولين ليبيين الذي عقد ليلة أمس الاثنين برفقة المندوب الليبي لدى الأمم المتحدة الطاهر السني ونائبته الجديدة ستيفاني خوري ظهر باتيلي لأول مرة منذ تعيينها في منصبها مطلع مارس آذار الماضي وفي هذا السياق برز النشاط الدبلوماسي الأميركي في المشهد الليبي مجددا مع تداول حديث عن خطة أميركية لتنظيم المجموعات المسلحة في غرب البلاد وإنشاء حكومة تصريف أعمال موحدة منزوعة الصلاحيات لإنهاء الانقسام السياسي وأعلن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا عبد الله باتيلي اليوم الثلاثاء رسميا استقالته من منصبه مشيرا إلى أنه قدم رسالة الاستقالة ليلة أمس إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس وجاء إعلان الاستقالة خلال مؤتمر صحافي عقده في نيويورك بعد تقديمه إحاطته الشهرية لمجلس الأمن الدولي حول الملف الليبي وفي تصريحاته حذر باتيلي من أن ليبيا على وشك أن تخسر سيادتها مشيرا إلى التدهور الذي تشهده البلاد في الأشهر الأخيرة وأرجع ذلك إلى افتقار الأطراف الليبية الرئيسية إلى الإرادة السياسية والانخراط بمباحثات بحسن نية وقال إن تلك القيادات الليبية تشعر بالارتياح تجاه الجمود الحالي الذي تشهده ليبيا منذ عام 2011 والعامل الثاني لتدهور الأوضاع هو الآليات الدولية والإقليمية الناشئة والتي تستخدم ليبيا ساحة معركة ومواجهات عسكرية بين أطراف أجنبية مختلفة

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح