بابلو نيرودا في زمن آخر الشاعر بين حياته وكتاباته

٣٢ مشاهدة
كيف يقرأ بابلو نيرودا في القرن الحالي وما مدى تأثير إرثه الأدبي في تشيلي أولا وفي الأدب العالمي ثانيا وإلى أية درجة يستحضر الجيل الشاب في أميركا اللاتينية أعماله الشعرية هذه بعض الأسئلة التي طرحها ملحق Culto الأدبي في جريدة لا تيرسيرا التشيلية من خلال ملف خصصه لصاحب كتاب التساؤلات 1974 في ذكرى رحيله المئة والعشرين الموافقة للثاني عشر من تموز يوليو الجاري شاركت في الملف الذي حمل عنوان من كاتب كلاسيكي إلى تراجع شخصيته كيف نقرأ بابلو نيرودا اليوم مجموعة من الكتاب والصحافيين والمختصين بأعمال بابلو نيرودا 1904 1973 الذي كان ثاني شاعر تشيلي يفوز بجائزة نوبل للآداب عام 1971 بعد مواطنته الشاعرة غابرييلا ميسترال 1889 1957 التي حازت الجائزة عام 1945 تنوعت قراءات المشاركين في الملف استنادا إلى حضور نصوص نيرودا وتأثيرها في القرن الحالي إضافة إلى مجموعة من العوامل الاجتماعية والسياسية والشخصية المتعلقة بحياته والظروف التاريخية التي عاشها وإلى أي مدى يمكن فصل منجزه الإبداعي عن حياته وسلوكياته مجد لأسباب سياسية تتمثل في دعمه الأيديولوجية الاشتراكية البداية كانت مع الكاتب والصحافي داريو أوسيس الذي يصف نيرودا بأنه شاعر استثنائي لكنه مع ذلك يرى أن أعماله غير معروفة على الإطلاق ربما يعرف الجيل الجديد جزءا بسيطا منها حيث يختصرون عمله الضخم في كتاب واحد هو عشرون قصيدة حب وأغنية يائسة 1924 وبناء عليه يقولون إنه شاعر حب بامتياز ولذلك لا يقرأون أعماله الأخرى لا سيما في ظل تراجع الشعر عموما في العالم ويخلص أوسيس إلى القول بأن نيرودا شاعر موسوعي قال العالم كله في شعره ويوافق المؤرخ الإسباني ماريو آماروس صاحب كتاب سيرة حياة نيرودا زميله بخصوص تراجع قراءة الشعر حول العالم غير أنه يصر على أن نيرودا شاعر كلاسيكي ولا يمكن فهم القرن الحادي والعشرين شعريا من دونه أما الكاتبة والأكاديمية باتريسيا ثيردا فتحاول قراءة نيرودا في إطار العصر الذي عاش فيه بالنسبة إليها بدأت أهمية نيرودا تزداد في القارة اللاتينية مع الحرب الباردة لأنه وقف بشكل واضح مع ستالين والاتحاد السوفييتي وهكذا برز في تشيلي ومجد لأسباب سياسية لها علاقة بدعمه الأيديولوجية الاشتراكية وكان ذلك على حساب غابرييلا ميسترال التي جرى نسيانها لأسباب ذكورية أيضا تضيف ثيردا اليوم بالكاد يذكر أحد من الجيل الجديد من الكتاب في تشيلي خصوصا وفي القارة اللاتينية عموما بابلو نيرودا وإذا ما ذكر فمعظم قرائه يعودون إلى قصائده الأولى لا أكثر أثر في هذا الأمر بشكل كبير سلوك الشاعر وتصرفاته لكن مع ذلك يجب أن نميز بين أفكار الشاعر ونتاجه الأدبي وبين سلوكيات حياته تأخذ الأكاديمية والناشطة النسوية مونتسرات مارتوريل خيط هذه الفكرة لتنسج فكرة مخالفة حيث تقول ثمة بعض الأمور التي يمكن تقييمها باستخدام نماذج معينة دون غيرها لكن بالنسبة إلي وعندما يتعلق الأمر بشخصية أدبية مثل نيرودا أركز على الجانب المتعلق بشخصيته أكثر من عمله الأدبي وإنجازه بشكل عام النسوية هي طريقتي لفهم العالم الذي أتحرك فيه فكيف أستطيع أن أفهم كاتبا اعترف في مذكراته أعترف بأنني قد عشت أنه اغتصب فتاة ثم من هنا كان سؤالي أية قيمة أدبية أو أخلاقية يمكن أن يحمل عمل شاعر يقوم بفعلة كهذه تبقى صورة بابلو نيرودا إشكالية ولا شك أنها تدهورت في العقود الأخيرة في بلده وفي العالم بعد تأكيد حادثة الاغتصاب ومع ظهور الحركات النسوية والتغيرات الاجتماعية والسياسية لكن هل يلغي ذلك أنه شاعر كلاسيكي وإلى أي درجة يمكن التمييز بين الكاتب وسلوكياته أسئلة تركها الملحق الأدبي من دون إجابة في دعوة للقراء إلى اجتراح إجاباتهم الخاصة

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح