انهيارات القيم وانكسار الارادات العربية

129 مشاهدة

بقلم/ القاضي الدكتور حسن حسين ال
لا ثوابت في المنطقة العربية ولا وضوح .. الضبابية هي سيدة الموقف والاضطراب السياسي سيظل قائماً وخاصة بعد عواصف البيت الأبيض التي يقودها ترامب وفريقه العجيب وكل يتحرك حسب اهوائه وحسب اطماعه وحسب حساباته والمواطن العربي هو الجاني وهو المجني عليه هو الظالم وهو المظلوم ..
هو الجاني لأنه ابتلي بأنظمة حكم غريبة لا لون ولا طعم ولا رائحة لها هي مجرد هلاميات تتشكل حسب الضغوط وحسب المتغيرات وهو المجني عليه لأنه هو الوحيد الذي يدفع الثمن باهظاً من امنه ومن استقراره ومن ارتعاش ثوابته ..
في فترات سابقة كانت منظومات الحكم هي مصدر الضعف وهي ملتقى التناقضات وهي التي تعيش الضعف وتعتاش منه وتستمر منه وقود استمرارها ورضى القوى الدولية الراعية لمثل ذلك الضعف .. فيما كانت الشعوب أكثر عنفواناً وأكثر دينامية وأكثر تماسكاً وثباتاً في مواقفها ..
لكن انهارت هذه المعادلة وصارت شعوب المنطقة العربية بدأت تسير في رحلة الانهيارات والضعف والخنوع الكامل وبدأت مشاعر الاضطراب المجتمعي تتوالى وتنذر بحالات من السيولة السياسية ومن الانزلاقات القيمية التي ضربت جذورها في النفوس وفي القناعات واصيبت الشعوب العربية والاسلامية بأمراض مجتمعية عديدة وظلت حتى الساعة تعيش الفوضى الداخلية وحالات اللامبالاة والانكسارات حتى فقدت الأمل في ان تخرج مماهي فيه من حالات السيولة والميوعة والانكماش على الداخل .. وهذا يفسر ما نراه من تبلد واضح وضمور في المواقف إزاء ما جرى وما يجري في المنطقة العربية كان ابرز تجلياته التنكيل الصهيوني لإخواننا واهالينا في ارض الرباط في غزة وفي الضفة الغربية ..
ولك أن تتخيل ان حرباً ابادية وتطهير عرقي يجري للفلسطينيين فيما الجيش المغربي يجري مناورة عسكرية مع قوات صهيونية في المغرب ..
أو تشهد حقارة غريبة من اعراب الإمارات بزيارة أفواج سياحية من الكيان الصهيوني .. أو نرى تدفق المليارات من الدولارات لشراء غاز إسرائيلي لإضاءة الكهرباء في مصر والأردن ..
لم تكن الأمة العربية في مستوى هذا الهوان ولم تمر في حالة

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع سام برس لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح