بعد انكشاف أوراق السعودية الأخيرة هل بات السلام خيار الرياض الوحيد مع صنعاء
خاص _ المساء برس|
تُظهر التطورات الأخيرة أن تباطؤ السعودية في التوقيع على “خارطة الطريق” مع صنعاء وتنفيذ بنودها المتعلقة بإنهاء الحرب وتداعياتها على اليمن، لم يكن مرتبطًا فقط بالضغوط الأمريكية كما كان روج له، بل يعود إلى رهان سعودي على سقوط حكومة صنعاء قبل الدخول في اتفاق سلام نهائي، وفقاً لمصادر مطلعة.
وتشير المصادر إلى أن الرياض استغلت العامين الماضيين، خلال انشغال صنعاء بمعركة إسناد غزة، بتفعيل أدواتها غير العسكرية في محاولة لإضعاف صنعاء أو إسقاطها، عبر ثلاثة مسارات رئيسية،
ففي الجانب الاقتصادي، صعّدت السعودية من إجراءات الحصار، بالتزامن مع حملات إعلامية مكثفة عبر قنواتها ومنصاتها مثل “الحدث” و”العربية”، إضافة إلى نشاط مؤثرين موالين لها عملوا على تحريض الشارع اليمني ضد حكومة صنعاء، من خلال تحميلها مسؤولية تدهور الأوضاع المعيشية.
أما على الصعيد الأمني، فقد كثّفت السعودية أنشطتها الاستخباراتية عبر تجنيد شبكات تجسس وتبادل المعلومات مع الولايات المتحدة وإسرائيل خلال فترة العدوان على اليمن.
وفي هذا السياق، أعلنت وزارة الداخلية في حكومة صنعاء، اليوم، عن تنفيذ عملية استخباراتية نوعية أطلقت عليها اسم “ومكر أولئك هو يبور”، قالت إنها أسفرت عن تفكيك شبكة تجسس واسعة مرتبطة بغرفة عمليات مشتركة بين وكالة الاستخبارات الأمريكية (CIA) والموساد الإسرائيلي والمخابرات السعودية، تتخذ من الأراضي السعودية مقرًا لها.
ووفق البيان، فقد أشرفت الغرفة على إدارة خلايا متعددة داخل اليمن، تعمل بشكل منفصل لضمان السرية، لكنها جميعًا كانت ترتبط بقيادة مركزية في الرياض.
ويرى مراقبون أن خيارات السعودية أصبحت محدودة أكثر من أي وقت مضى، فالتطورات الأخيرة التي كشفت عدم قدرة أدواتها الاقتصادية والإعلامية والاستخباراتية في التأثير على الجبهة الداخلية لصنعاء، قد تدفعها إلى مراجعة حساباتها والتعامل بواقعية مع صنعاء، كما أنه لا يُستبعد أن تلجأ إلى تصعيد عسكري جديد في حال فشل رهاناتها السياسية والاستخباراتية.
ارسال الخبر الى: