انقلاب عسكري في مدغشقر يطيح برئيس البلاد وسقوط جديد لنفوذ فرنسا في إفريقيا
متابعات خاصة – المساء برس|
أعلن الجيش في مدغشقر، الثلاثاء، تولّيه السلطة رسمياً، بعد تصويت الجمعية الوطنية على عزل الرئيس أندريه راجولينا بتهمة التخلي عن واجبه الدستوري، في خطوة تُعمّق حالة الانهيار السياسي وتُظهر مجدداً تهاوي النفوذ الفرنسي في القارة الإفريقية.
وقال العقيد مايكل راندريانيرينا، قائد وحدة كابسات في الجيش، عبر الإذاعة الوطنية: «لقد تولّينا السلطة»، موضحاً أن الجيش قرر حلّ جميع مؤسسات الدولة باستثناء مجلس النواب، الذي صوّت للتو على عزل راجولينا.
وجاء هذا التطور بعد أن أصدر راجولينا مرسوماً بحل البرلمان في محاولة فاشلة لتجنّب تصويت العزل، وسط تصاعد الاحتجاجات الشعبية في العاصمة أنتاناناريفو، والتي توسعت خلال الأيام الماضية بدعم من وحدات عسكرية انشقت عن السلطة، بينها وحدة كابسات التي كانت أحد الأعمدة التي أوصلت راجولينا إلى الحكم عام 2009.
ووفق تقارير إعلامية، غادر راجولينا البلاد بطائرة عسكرية فرنسية، بعد ساعات من بث خطاب متلفز أعلن فيه تمسكه بالدستور ورفضه التنحي، في مشهد أثار غضب المتظاهرين الذين اعتبروا خروجه “هروباً بإشراف فرنسي”، ورفعوا لافتات منددة بباريس كتب عليها: «اخرجي يا فرنسا» و«يا راجولينا وماكرون، اخرجا».
ويرى مراقبون أنّ مشهد الشارع في مدغشقر يضاف إلى سلسلة انتكاساتٍ متتالية لنفوذ فرنسا في إفريقيا، من مالي والنيجر وبوركينا فاسو إلى تشاد وأفريقيا الوسطى، حيث تتراجع الهيمنة الفرنسية أمام موجة رفضٍ شعبي عارم للوجود الاستعماري القديم، وصعود قوى إفريقية تطالب باستقلال القرار الوطني.
وفي ظل الفراغ السياسي الراهن، تبقى البلاد أمام مرحلة غامضة، إذ يشترط الدستور إجراء انتخابات تشريعية خلال مهلة أقصاها 90 يوماً، غير أن سيطرة الجيش وتدهور الأوضاع المعيشية – حيث يعيش أكثر من 80% من السكان تحت خط الفقر – ينذران بمرحلة انتقالية مضطربة قد تُعيد رسم خريطة النفوذ في الجزيرة الواقعة على الساحل الشرقي للقارة.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن الاحتجاجات التي رافقت عزل راجولينا أسفرت عن 22 قتيلاً ونحو 100 جريح، فيما يزداد الغضب الشعبي ضد النخبة السياسية المتحالفة مع باريس، ما يجعل الانقلاب الحالي جزءاً
ارسال الخبر الى: