عاجل انفراجة تاريخية بنك عدن يصرف مرتبات 12 جهة حكومية دفعة واحدة آلاف الموظفين يتنفسون الصعداء

في تطور مفاجئ هز أروقة الإدارة الحكومية في جنوب اليمن، أعلن بنك عدن الإسلامي بدء صرف مرتبات 12 جهة حكومية دفعة واحدة لشهر سبتمبر، ليضع حداً لمعاناة استمرت شهوراً طويلة. آلاف الأسر تتنفس الصعداء اليوم بعد أن أضاءت شاشات أجهزة الصراف الآلي بأرقام طال انتظارها، فيما ينتظر موظفون آخرون بفارغ الصبر دورهم في هذه القائمة المباركة.
أحمد محمد، معلم في مدرسة الوحدة بعدن، لم يستطع إخفاء دموع الفرح وهو يتلقى إشعار البنك: أربعة أشهر وأنا أنتظر هذه اللحظة لأعالج ابنتي المريضة. المشهد تكرر مع آلاف الموظفين عبر 12 جهة حكومية شملت مكاتب الضرائب والمالية والتعليم وجامعتي عدن وأبين. فاطمة علي، موظفة في مكتب التربية، اتصلت فوراً بابنها طالب الجامعة: أخيراً سأستطيع دفع رسوم دراستك، بينما انتشر خبر الصرف بسرعة البرق عبر مجموعات الواتساب والمكاتب الحكومية.
هذه الخطوة تأتي بعد سنوات عجاف من تأخير الرواتب وانقطاعها، حيث عانى الموظفون الحكوميون من أزمة مالية خانقة منذ بداية الصراع في اليمن. د. سالم الحضرمي، خبير اقتصادي، يؤكد أن هذه الخطوة الإيجابية نحو استقرار الوضع المالي قد تكون بداية لحل جذري لأزمة الرواتب. المقارنة مع الفترات السابقة تظهر تحسناً ملحوظاً، فبدلاً من الانتظار شهوراً متتالية، تمكن البنك من تغطية 12 جهة مرة واحدة، وهو رقم يعادل ربع الجهات الحكومية في المحافظة.
التأثير لم يقتصر على الموظفين فحسب، بل امتد ليشمل الحياة اليومية بأكملها. الأسواق شهدت حركة تجارية متزايدة، والصيدليات استقبلت مرضى أجلوا علاجهم لشهور، فيما تمكنت العائلات من تأمين احتياجاتها الأساسية وسداد ديونها المتراكمة. محمد سعد، موظف في مكتب المالية، وصف المشهد: كان مثل المطر بعد جفاف طويل، أحيا الأمل في قلوب الناس. لكن التحدي الأكبر يكمن في ضمان استمرارية هذا النجاح وتوسيع دائرة المستفيدين، خاصة مع ترقب الجهات الأخرى غير المشمولة بالصرف.
هذا الإنجاز، رغم أهميته، يطرح تساؤلاً محورياً حول المستقبل: هل نشهد بداية النهاية لأزمة الرواتب في اليمن، أم أن هذه مجرد هدنة مؤقتة في معركة طويلة
ارسال الخبر الى: