عاجل انطلاق صرف معاشات ديسمبر للمتقاعدين في 4 محافظات يمنية وصنعاء تصرف معاش 2021

في تطور صادم ينهي 4.5 سنة من المعاناة والانتظار المرير، بدأت الهيئة العامة للتأمينات والمعاشات صرف معاشات ديسمبر 2025 في خمس محافظات يمنية، بينما يحصل المتقاعدون في صنعاء أخيراً على معاش مايو 2021 - في الوقت الذي يستغرق فيه تخرج طالب جامعي كاملاً! الصرف بدأ ولن ينتظر، وآلاف المتقاعدين يتدافعون للحصول على حقوقهم المؤجلة قبل أن تتوقف العجلة مرة أخرى.

يقف أحمد سالم، متقاعد مدني عمره 67 عاماً، أمام البنك في صنعاء وعيناه تملؤهما الدموع: انتظرت هذا المعاش 4.5 سنة لأشتري دواء الضغط، كنت أتخيل أنني سأموت قبل أن أراه. وفي لحج، أعلن مدير عام الهيئة ناصر محمد أحمد الفقيه بدء صرف معاشات ديسمبر في مشهد تاريخي شهدته المحافظة صباح 26 نوفمبر، بينما تعمل فاطمة محمد، موظفة الهيئة، ليل نهار لضمان وصول كل ريال لمستحقه دون تأخير إضافي.

خلف هذا الإنجاز المتأخر قصة مؤلمة تمتد لسنوات من تراكم المتأخرات وضعف السيولة والانقسام الإداري. يؤكد د. عبدالله الحكيمي، خبير الشؤون المالية، أن تأخير المعاشات 4.5 سنة يُعتبر انتهاكاً صارخاً لحقوق المتقاعدين، كانتظار المطر في الصحراء - مؤلم وطويل لكن ضروري للحياة. الآلية الاستثنائية المؤقتة التي تطبقها الهيئة وفقاً للقانون رقم (2) لسنة 1446 هـ جاءت كحل أخير لأزمة متفاقمة منذ سنوات.

اليوم، تتغير حياة آلاف الأسر بشكل فوري - القدرة على شراء الأدوية والطعام، دفع الديون المتراكمة، وتخفيف العبء الثقيل عن الأبناء. محمد علي، ابن متقاعد، يروي بصوت مرتجف: والدي كان ينتظر أمام البنك كل صباح منذ شهور، اليوم سيعود للبيت بكرامته. النظام الجديد يسمح بالسحب من أي محافظة، مما يكسر القيود الجغرافية التي عذبت المتقاعدين لسنوات. لكن السؤال الذي يؤرق الجميع: المعاشات تتحرك بسرعة السلحفاة بينما غلاء المعيشة يسير بسرعة الصاروخ.

بينما تحتفل خمس محافظات بهذا النفس الإيجابي، تبقى التحديات الهيكلية قائمة والمخاوف من العودة لدوامة التأخير واردة. على المتقاعدين الاستفادة من هذه الفرصة الذهبية والتوجه فوراً للبنوك مع الاحتفاظ بكافة الوثائق المطلوبة. هل سيستمر هذا الأمل أم سنعود لسنوات