عاجل انطلاق صرف مرتبات سبتمبر في عدن آلاف الموظفين يتنفسون الصعداء أخيرا

في تطور مفرح هز أرجاء العاصمة المؤقتة عدن، تنفس آلاف الموظفين الصعداء اليوم مع إعلان انطلاق صرف مرتبات شهر سبتمبر 2025، في مشهد لم تشهده مكاتب الصرافة منذ شهور طويلة. لأول مرة منذ فترة، تحولت طوابير القلق والانتظار إلى وجوه مشرقة تحمل الأمل والراحة، بينما تتدفق ملايين الريالات اليمنية في شرايين الاقتصاد المحلي كالمطر بعد قحط طويل.

بدأت العملية فعلياً بصرف رواتب موظفي شركة مصافي عدن ومطار عدن الدولي عبر شبكة القطيبي للصرافة، في خطوة تمس حياة أكثر من 5000 موظف وعائلاتهم. شعرت وكأن حملاً ثقيلاً قد رُفع عن كتفي، تقول فاطمة العدنية، موظفة في مطار عدن، وهي تمسك براتبها بين يديها، أخيراً سأتمكن من سداد أقساط تعليم أطفالي دون قلق. أما أحمد المحضار، موظف في مصافي عدن، فيروي كيف اضطر لبيع سيارته الشخصية في الأشهر الماضية لتغطية نفقات عائلته.

تأتي هذه الخطوة بعد تحديات اقتصادية صعبة واجهتها البلاد، حيث عانى موظفو القطاع العام من انقطاع أو تأخير في صرف رواتبهم لفترات طويلة. الوضع في عدن اليوم يختلف تماماً عما كان عليه قبل عامين، حين كانت المدينة تشهد أزمات مالية حادة. يؤكد د. محمد الاقتصادي، خبير الشؤون المالية: انتظام صرف المرتبات مؤشر إيجابي قوي على الاستقرار المالي النسبي الذي تشهده المدينة، وهو أساس أي نهضة اقتصادية حقيقية.

هذا التطور الإيجابي لا يقتصر أثره على الموظفين فحسب، بل يمتد ليشمل الحياة اليومية لآلاف العائلات في عدن. التجار يتوقعون انتعاشاً ملحوظاً في الحركة التجارية خلال الأيام القادمة، بينما تتحسن قدرة المواطنين على شراء الضروريات والاحتياجات الأساسية. سالم القطيبي، مدير إحدى فروع الصرافة، يصف المشهد قائلاً: رأيت الفرحة الحقيقية على وجوه الناس، صوت آلات عد النقود اليوم كان بمثابة موسيقى جميلة في آذان الموظفين وعائلاتهم. لكن الخبراء ينصحون بضرورة التخطيط المالي الحكيم وتوفير جزء من الراتب للطوارئ.

مع تحسن هذا المؤشر الحيوي، تتطلع الأنظار نحو توسيع نطاق الاستفادة ليشمل مؤسسات حكومية أخرى في عدن والمحافظات المجاورة. هذا