انسحاب بايدن يفتح المعركة من جديد ويعزز وضع الحزب الديمقراطي

٤١ مشاهدة
في النهاية أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن انسحابه مضطرا من معركة الرئاسة مغادرته المعركة كان لا فرار منها بعد انفضاح عجزه في مناظرة الشهر الماضي التي كتبت نهاية محاولته لتجديد رئاسته وترسخ ذلك بعدم قدرته على تعويم وضعه الذي شهد منذئذ هبوطا بدا أنه من النوع الذي لا رجعة فيه بحكم العمر والذي حرك المؤسسة الحزبية لمطالبته بالتنحي ولم تقو معاندته طوال أسابيع على التغلب على ما أصبح موجة عارمة في هذا الاتجاه وعلى هذه الخلفية حظي رضوخه بالترحيب ما عدا في صفوف الجمهوري الذي كان يحبذ بقاءه باعتباره خطوة برغماتية ولو إجبارية وفر بها على حزبه هزيمة شبه محققة والبعض يضيف أنه أعفى أميركا من عودة ترامب إلى البيت الأبيض الآن ماذا بعد هذا الانقلاب غير المسبوق في تاريخ الرئاسة السؤال تتفرع عنه أسئلة كثيرة تتطلب أجوبة ومعالجات في فترة زمنية ضاغطة حيث لم يبق سوى 107 أيام لموعد الانتخابات بايدن المدرك للتعقيدات والحساسيات حاول استباقها بإعلان دعمه لنائبته كامالا هاريس مرشحة بديلة وهي بحكم منصبها مرشح طبيعي حسب عرف انتخابي معمول به حيث يحظى نائب الرئيس بالأولوية في الترشيح الحزبي بعد نهاية ولاية الرئيس لكن الترشيح شيء والفوز بالتسمية مرشح الحزب شيء آخر وعادة ورغم العرف يدخل آخرون في منافسة لنائب الرئيس لكن هذا يحصل في انتخابات التصفية الحزبية الانتخابات الأولية التي جرت في الأشهر الستة الأولى من الشهر الجاري والتي حسمها بايدن لمصلحته ومن دون منافس تقريبا الآن تغيرت اللعبة تجيير المندوبين 3800 لمصلحة مرشح جديد يعتمده المؤتمر العام للحزب الديمقراطي في منتصف أغسطس آب القادم يتطلب التوافق بين الديمقراطيين على مرشح واحد يحظى بالأكثرية إن لم يكن بالإجماع وهنا يبرز تحدي مرحلة ما بعد بايدن إذ بدأت التلميحات تتردد حول ترتيبات تنطوي على توجه يدفع بوجوه جديدة لتدخل على خط الترشيح عبر ما يسمى بـ انتخابات أولية مصغرة وسريعة لاختيار بديل ليس بالضرورة هاريس وثمة همس بأن مثل هذه الصيغة تستهدف في العمق استبدال هاريس بمرشح آخر وفي حيثيات هذا التوجه أن رصيد هاريس الانتخابي فقير مثل بايدن وهذا صحيح لاسيما وأنها لم تلمع خلال السنوات الثلاث الماضية في المهمات التي أوكلت إليها ومنها قضية الحدود الفالتة مع المكسيك إذ انتهت إلى الأسوأ وهناك تحفظات ضمنية لا تخل من الغمز العنصري وتتراوح بين الكلام عن أنها السيدة الأولى من بين الملونين التي يمكن أن تخوض معركة الرئاسة وأن المناخ السياسي الاجتماعي السائد قد يعمل ضدها فقط لأنها من الأقليات أمها هندية ووالدها من جامايكا وزوجها يهودي رصيد هاريس الانتخابي فقير مثل بايدن يضاف إلى ذلك أن أميركا غير مستعدة بعد لانتخاب امرأة كما كشفت انتخابات 2016 التي خسرتها هيلاري كلينتون يضاف إلى هذا وذاك أن هناك فرصة للطامحين إذ يجري طرح أسمائهم لجس النبض مثل السناتور الديمقراطي سابقا والمستقل حاليا جو مينشن كتسوية بين المتنافسين لو استفحلت الخلافات في ما بينهم أو غاب الإجماع عن هاريس السيناريوهات حول البديل كثيرة ولو أن هاريس تتصدر المرجحين والمتحفزين وهم على ازدياد بعدما تحسنت فرص المرشح الديمقراطي بعد بايدن وبعد الأداء المتخبط للرئيس ترامب في خطاب قبول الترشيح الذي ألقاه ليلة الخميس الماضي أمام المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري وقد انعكس ذلك في تراجع رصيده إلى حد أن الفارق بينه وبين هاريس بات في حدود 2 إلى 3 نقاط وفي ذلك حافز آخر للديمقراطيين المتطلعين إلى الرئاسة في هذه الانتخابات والحوافز أكثر بالنسبة لاختيار نائب جديد للرئيس بازار جديد انفتح وعامل الوقت يلعب ضد المتعاملين فيه إلا إذا حسموا الخيار بسرعة وتحاشوا الخلافات والحساسيات بانسحابه حفظ بايدن تركته وابتعد عن نهاية درامية لحياته السياسية لكنه تأخر وخلط الأوراق في لحظة حرجة ومحتقنة خاصة بعد محاولة اغتيال ترامب قبل أسبوع والتمادي في التأخير رفع منسوب المجازفة هاريس مرشحة الأمر الواقع إلا إذا تغيرت المعادلة المفتوحة على شتى الاحتمالات فهي ليست بالضرورة مرشحة إجماع والاختبار للديمقراطيين أن يعبروا هذا الممر بسرعة وبأقل ما يمكن من التجاذبات ولو أن ذلك عملة نادرة في صفوفهم هذه الأيام

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح