انخفاض عدد الأضاحي في سورية يعكس الحالة الاقتصادية المتردية
٢٥ مشاهدة
انخفض عدد الأضاحي هذا العام في سورية بشكل كبير وهو ما يعكس الحالة الاقتصادية المتردية في البلاد وتلاشي القدرة الشرائية لدى المواطنين الساعين وراء تأمين الحاجات الرئيسية للمعيشة وخاصة الطعام وتأجيل ما عداها ونقلت صحيفة الوطن شبه الرسمية الاثنين عن رئيس جمعية اللحامين بدمشق محمد يحيى الخن قوله إن نسبة ذبح الأضاحي لهذا العام انخفضت بشكل كبير عنها في العام الماضي موضحا أنها لم تتجاوز 20 مما ذبح العام الماضي وقدر عدد الأضاحي هذا العام بنحو 100 ألف أضحية فقط في حين بلغ في العام الماضي 500 ألف أضحية موضحا أن قلة عدد الأضاحي أدت إلى الحفاظ على سعر ثابت تراوح بين 82 ألف ليرة سورية إلى 85 ألفا وسطيا نحو خمسة دولارات للكيلو غرام للخراف التي تزن من 55 إلى 65 كيلوغراما كذلك نقلت الصحيفة عن الخن تأكيده انخفاض عدد الرخص التي أصدرتها محافظة دمشق بنحو 50 رخصة ذبح عن العام الماضي موضحا أن عدد رخص الذبح لم يتجاوز 200 رخصة هذا العام وتعكس الأرقام التي ذكرها الخن الحالة الاقتصادية المتردية في سورية عموما وفي مناطق النظام على وجه الخصوص والتي تقع تحت وطأة أزمات اقتصادية ومعيشية خانقة ورأى الخبير الاقتصادي ياسر الحسين في حديث مع العربي الجديد أن هناك عدة عوامل وراء انخفاض نسبة الأضاحي في مناطق النظام منها زيادة أسعار الأضاحي مضيفا نتيجة تدهور في الأوضاع الاقتصادية فإن الأسر قد لا تكون قادرة على تحمل تكاليف شراء أضاحي بالإضافة إلى النفقات الأخرى وتابع تأثير الأزمات الاقتصادية العامة يؤدي إلى تقليل الإنفاق الاستهلاكي بشكل عام مما يؤثر على سوق الأضاحي أيضا وعن الدلالات الاقتصادية لانخفاض نسبة الأضاحي في سورية رأى الحسين أنه يمكن أن يشير إلى ضعف القدرة الشرائية للأسر وفي الشمال الشرقي من سورية الخارج عن سيطرة النظام أكدت مصادر محلية لـ العربي الجديد انخفاض عدد الاضاحي هذا العام إلى حد بعيد مشيرة إلى أن الأولوية باتت لتأمين الطعام في الوقت الحالي وبينت أن سعر الأضحية ارتفع كثيرا وهو ما حال دون قيام الكثير بذبح الأضاحي في عيد الأضحى الماضي وأوضحت المصادر أنه رغم كون الشمال الشرقي من سورية يضم أغلب الثروة الحيوانية في البلاد إلا أن الأزمات الاقتصادية المتلاحقة وارتفاع تكاليف التربية خلال السنوات الماضية أديا إلى تقليل أعدادها إلى حد بعيد وأشارت المصادر إلى أن السعر الذي وضعته الإدارة الذاتية في شمال شرقي سورية لشراء القمح والذي لا يتعدى 30 سنتا دفع الكثير من الناس للتخلي عن شراء الأضاحي في العيد مضيفا أن أسعار الكباش وصلت إلى نحو 500 دولار أميركي وهي أسعار تفوق قدرة أغلب السكان في شمال شرقي سورية في الوقت الحالي وارتفعت نسبة التحويلات إلى سورية قبل عيد الأضحى وخلاله بين 30 و40 عن تحويلات عيد الفطر السابق الأمر الذي قلص الفجوة بين الدخل والإنفاق ومكن بعض الأسر السورية من شراء بعض مستلزمات العيد من حلوى ولحوم وألبسة رغم الارتفاع الكبير بالأسعار قياسا إلى الدخول المحدودة التي لا تتجاوز وسطيا 300 ألف ليرة سورية ويرى الاقتصادي السوري محمود حسين أن تردي واقع معيشة السوريين وارتفاع أسعار مستلزمات العيد زادا شعور ذويهم بالخارج بمسؤولية المؤازرة بما فيها القرابة من الدرجتين الثانية والثالثة لأن مائة دولار أو يورو قد لا تؤثر على المغترب السوري لكنها تحدث فارقا بمعيشة السوريين في الداخل بعدما وصل سعر صرف الدولار إلى 14 800 ليرة سورية واليورو إلى نحو 16 ألف ليرة وفقا لقوله