انحياز الإعلام الفرنسي لإسرائيل فتش عن السيدة رافوفيتش
٥٩ مشاهدة
في الشهر الثاني من حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة تحديدا في 15 نوفمبر تشرين الثاني 2023 طرح الإعلامي في قناة تي في 5 موند الفرنسية محمد قاسي سؤالا بسيطا على المتحدث الرسمي باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي باللغة الفرنسية أوليفييه رافوفيتش ضمن الحلقة اليومية لبرنامج 64 Le Monde en Français السؤال كان واضحا هل ترى أن اقتحام المستشفيات في غزة جريمة حرب لكن بدل تقديم إجابة واضحة تتناسب مع وضوح السؤال تهرب رافوفيتش من الجواب رافضا إدانة اقتحام الاحتلال للمستشفيات في غزة وقائلا من خارج السياق إن حركة حماس قتلت الأطفال والنساء واقتحمت بيوتا وسرقتها فرد عليه قاسي هل تقول إذا إنكم تتصرفون مثل حركة حماس سؤال الإعلامي الفرنسي الأخير أخرج المتحدث الإسرائيلي عن طوره فقال منفعلا إن قاسي لا يقوم بدوره الصحافي بل يتصرف انطلاقا من موقفه السياسي كان يمكن لهذه المواجهة أن تنتهي هنا لكن غضب رافوفيتش توسع وكانت نتيجته إصدار قناة تي في 5 موند بيانا في 20 نوفمبر وقعته إدارة الأخبار ممثلة بأربعة مديرين تنفيذيين جاء فيه أن المقابلة لم تحترم القواعد الصحافية المطبقة على أي مقابلة وقد أدى ذلك إلى إعطاء انطباع في السؤال الأخير بأن أساليب عمل الجيش الإسرائيلي تعادل استراتيجيات حركة حماس وهي منظمة تعتبرها العديد من الدول إرهابية علاوة على ذلك لم تنته المقابلة وفقا لمعايير التحكم في الهواء بل انتهت بشكل مفاجئ جدا وهو ما يأسف له قسم الأخبار في TV5 Monde بشدة وسنتخذ جميع التدابير اللازمة لضمان استمرار تغطيتنا المتوازنة في سياق التوتر الكبير روكسان رواس رافوفيتش ملايين في الإعلام قد يبدو بيان القناة الفرنسية مفهوما في ظل انحياز الإعلام الغربي للاحتلال منذ اللحظة الأولى التي تلت السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 لكن في حالة أوليفييه رافوفيتش هناك بعد آخر لم يسلط الضوء عليه بالشكل الكافي لفهم تأثير رافوفيتش على الإعلام الفرنسي لا بد من البحث في السيرة المهنية لزوجته روكسان رواس رافوفيتش أسست هذه الأخيرة عام 2021 شركة استوديو فاكت الفرنسية بالشراكة مع جاك أراغون تعمل شركتها بشكل مباشر مع مجموعة فرانس تلفزيون الحكومية التي تضم القنوات الحكومية فرنسية ومع قناة LCP وشبكة الإذاعة والتلفزيون البلجيكية الخاصة بالجالية الفرنسية RTBF وهي الشركة نفسها التي أنتجت في 26 أكتوبر الماضي بعد أقل من 20 يوما على عملية طوفان الأقصى الفيلم الوثائقي حماس الدم والسلاح لصالح برنامج Complément d enquête الذي تعرضه قناة فرانس 2 الحكومية بحسب ما كتب مؤسس ومدير موقع Orient XXI الصحافي الفرنسي ألان غريش في مقال نشره في لوموند ديبلوماتيك تأثير الشركة التي تملكها السيدة رافوفيتش متشابك ومتداخل بالإعلام الفرنسي في عام 2022 اشترت مجموعة ليزيكو ــ لو باريزيان 30 في المائة من أسهم شركة استوديو فاكت وبحسب موقع أكريميد الفرنسي الخاص برصد أداء الإعلام فإن تغيطة صحيفة لو باريزيان للعداون على غزة لم تكن متوازنة بالمطلق بل منحازة بشكل كامل للسردية الإسرائيلية نقلت الصحيفة وجهة نظر واحدة فقط نظرة الحكومة الإسرائيلية لغزة والنظرة التي تريد تصديرها لبقية العالم خلال أكثر من شهرين لم ينشر وجه مدني فلسطيني واحد على الصفحة الأولى من صحيفة لو باريزيان ولا واحد نشر موقع أكريميد تحليلا آخر للخطاب الإعلامي بين فيه الحصانة الإعلامية الذي يتمتع بها المتحدث الفرنكوفوني باسم جيش الاحتلال أوليفييه رافوفيتش فقارن بشكل بسيط بين مقابلتين بثتهما قناة BFM الفرنسية بفارق دقائق قليلة على الهواء في 10 أكتوبر الماضي الأولى كانت مع رافوفيتش الذي تحدث من دون أي مقاطعة أو استفسار حتى عندما قال اليوم نحن نضرب قطاع غزة بقوة يمكنهم البكاء يمكنهم طلب المساعدة لن يساعدهم أحد بعده بدقائق قليلة استقبلت القناة مدرس اللغة الفرنسية الأستاذ الغزي زياد مدوخ الذي أشار إلى وحشية المجازر الإسرائيلية وقتل المدنيين فقطاعه بشكل متكرر الصحافيون الموجودون في الاستديو في باريس مكررين الرواية الإسرائيلية التي تقول إنها لا تستهدف المدنيين في غزة ضيف مدلل تتغلغل روكسان رافوفيتش في الإعلام وتغطيته إذا وهو ما يجعل زوجها ضيفا مدللا ممنوع إحراجه على القنوات الفرنسية لكن سلطة زوجة المتحدث الفرانكوفوني باسم جيش الاحتلال تتجاوز شركتها استوديو فاكت بحسب تدوينة للصحافي الفرنسي جاك ــ ماري بورجيه في موقع ميديابار بعنوان الزوج يبرئ إسرائيل وزوجته تشوه حماس فإن روكسان رافوفيتش اشترت تلفزيون Infolive أول تلفزيون دولي يبث من القدس المحتلة وهو تلفزيون كان يملكه زوجها كما حصلت على عقد بقيمة 35 مليون دولار لتوجيه وإنتاج العروض والتقارير والبرامج الترفيهية للتلفزيون الفرنسي كذلك توصلت السيدة رافوفيتش إلى عقد شراكة مع صحيفة ليبراسيون اليومية التي يدير تحريرها منذ عام 2020 الصحافي الفرنسي ــ الإسرائيلي دوف ألفون مراسل صحيفة هآرتس السابق في باريس وضابط المخابرات الإسرائيلي السابق في الوحدة 8200 في جيش الاحتلال سيرة روكسان رافوفيتش تضم أيضا إدارة شركة FreemantleMedia العملاقة التي أنتجت أبرز البرامج الترفيهية في العالم ومنذ بدء العدوان على غزة كانت مواقف رافوفيتش واضحة خصوصا لجهة الترويج لادعاءات كاذبة حول السابع من أكتوبر على سبيل المثال أعادت نشر تدوينة عن اغتصاب إرهابيي حماس ونزع أحشاء وقتل النساء على وجه الخصوص وبطريقة مخططة خلال مذبحة 7 أكتوبر وهو ما تبين أنه كذب بطبيعة الحال في تقارير عدة نشرتها وسائل إعلام غربية آخرها وكالة أسوشييتد برس بالعودة إلى مقال ألان غريش ودور المتحدث الرسمي باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي باللغة الفرنسية أوليفييه رافوفيتش في الترويج لسردية الاحتلال بأريحية يشير إلى نقطة مهمة جدا وهي أن إسرائيل تتمتع بميزة لا تتمتع بها الدول الأخرى المسؤولون ووسائل الإعلام الغربية يعتقدون بداهة أن إسرائيل تقول الحقيقة ينطق السيد رافوفيتش بالأكاذيب بطريقة وقحة مع ضمان أنه نادرا ما سيجد من يناقضها لقد كرر الخرافات حول المرأة الحامل منزوعة الأحشاء أو تلك المتعلقة بالأطفال الإسرائيليين الموضوعين في أقفاص ونفى خلافا للأدلة أن يكون الجيش الإسرائيلي وراء سقوط قتلى خلال مذبحة الطحين في 29 فبراير شباط الماضي والتي قتل خلالها أكثر من مائة مدني بالرصاص ومع ذلك وعلى الرغم من أكاذيبه المثبتة فإنه لا يزال يلقى الترحيب والرضا في عدد من وسائل الإعلام الفرنسية التي لا تطعن في تصريحاته إلا بشكل استثنائي ما يقوله غريش يظهر بشكل فاقع لمن يتابع الإعلام الفرنسي فالرواية الإسرائيلية نادرا من تجد من يكذبها حتى قبل السابع من أكتوبر لنأخذ على سبيل المثال الحروب الأخيرة على غزة تلك التي سبقت طوفان الأقصى أو اغتيال الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة في هذه الجريمة تحديدا كانت الرواية الأولى في الإعلام الفرنسي هي بيان جيش الاحتلال الذي نفى أن يكون هو من قتل أبو عاقلة ثم بعد أيام عاد وتراجع لكن هذا التراجع لم يجد طريقه للصفحات الأولى