هل انتهت أوقات الازدهار في الدنمارك بسبب نوفو وأوستد
في ذروة نجاحهما، بدا أن أبطال الشركات في الدنمارك لا يمكن المساس بهم. فقد كانت شركة نوفو نورديسك A/S، المعروفة منذ فترة طويلة بصناعة الأنسولين، الشركة الأكثر قيمة في أوروبا العام الماضي، بعد أن استفادت من الطفرة في الطلب على عقارَي أوزمبيك وويغوفي. وجاء ذلك عقب نجاح شركة أوستد A/S، أكبر مطور لطاقة الرياح البحرية في العالم، التي كانت في عام 2021 تحتفل بتقييمات قياسية وتوسع عالمي، في وقت ضخت فيه الحكومات الأموال في الطاقة الخضراء، بحسب بلومبيرغ.
أعلنت نوفو، يوم الأربعاء، عن تسريح 9,000 موظف، أكثر من نصفهم في الدنمارك، بعد أن فقدت صدارتها في سوق السمنة الأميركية لصالح منافستها إيلي ليلي، أما أوستد فقد اضطرت إلى إلغاء مشروعات بمليارات الدولارات، وتكبدت خسائر كبيرة، وجمعت أموالاً جديدة وسط ارتفاع التكاليف، وتعثر سلاسل الإمداد، وحرب دونالد ترامب على طاقة الرياح البحرية. وقد تكبدت الشركتان خسائر حادة في التقييمات، واختفت حالة النشوة الاستثمارية التي كانت تحيط بهما.
ارتدادات اقتصادية واجتماعية
لم تقتصر الاضطرابات على المستثمرين والمديرين التنفيذيين فحسب، بل هزّت وزارات الحكومة وصناديق التقاعد والأسر في الدنمارك. فقد أرسلت انتكاسات نوفو ارتدادات عبر الاقتصاد المحلي، إذ تدهورت ثقة المستهلك، وبرزت مخاوف من تراجع الإنفاق وثقافة الاستثمار، وحذّر اقتصاديون من تباطؤ النمو واحتمال مواجهة الدنمارك ما يسمى بـ مخاطر نوكيا.
في السياق، قال لاس أولسن، كبير الاقتصاديين في بنك دانسكي بحسب بلومبيرغ: A/S تأتي الأخبار السيئة من الشركتَين في وقت تشهد فيه ثقة المستهلك انخفاضاً بالفعل، والعديد من الدنماركيين قلقون بشدة بشأن الاقتصاد. هذا الشعور القاتم قد يزداد سوءاً ويضعف الاستهلاك.
ولا مكان يعكس أوضاع نوفو أكثر من كالوندبورغ، البلدة الصناعية التي تضمّ موقع الإنتاج الرئيسي للشركة. فالسكان يعملون في مصانعها ويستثمرون في أسهمها. وقال مايكل راسموسن، مدير سوبرماركت ميني القريب لـبلومبيرغ: في الوقت الحالي، يشكل الأمر عبئاً نفسياً حقيقياً، بالطبع يؤثر ذلك على قرارات مثل شراء مطبخ جديد، سيارة جديدة، أو سلع استهلاكية كبيرة.
/> سياحة وسفر التحديثات الحيةارسال الخبر الى: