انتصرت المقاومة لكن نتنياهو لم يستسلم بعد
يبدو أن جولة الصراع الراهنة في المنطقة، والتي لها سمات تختلف كلياً عما سبقها من جولات، على الأقل بحكم كونها تدور بين الكيان الصهيوني وفصائل مقاومة، وليس أنظمة حكم، تقترب الآن من خط النهاية. وقد باتت على وشك أن تحسم لغير مصلحة الكيان.
إحدى أهم هذه السمات، وربما أهمها على الإطلاق، أن فصيلاً فلسطينياً بادر إلى إشعال فتيلها واستطاع بقدرته على الصمود وبالتفاف الشعب الفلسطيني حوله أن يوفر لها من عناصر النجاح ما لم يتح لأي جولة أخرى من جولات الصراع السابقة؛ فحركة حماس هي التي بادرت إلى شن عملية “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر الماضي، ومن دون تنسيق مسبق مع أي طرف آخر من خارج الساحة الفلسطينية، ولأن النتائج التي أسفرت عنها فاجأت الجميع وفاقت أكثر التوقعات طموحاً، فقد كان من الطبيعي أن تطفو القضية الفلسطينية على السطح، وأن تصبح عنوان المرحلة، وأن تنخرط في أتون الصراع المحتدم قوى إقليمية ودولية عديدة.
لقد سارعت الولايات المتحدة والدول الغربية إلى تقديم دعم عسكري وسياسي واقتصادي غير محدود للكيان الصهيوني، فيما راح محور المقاومة في المنطقة يحاول تقديم ما يستطيع من دعم وإسناد للفصائل الفلسطينية المقاومة في قطاع غزة بقيادة حماس. وما يثير الانتباه هنا هو أن هذا المحور، ورغم محدودية إمكانياته وموارده، تمكن من الصمود في ميدان القتال لأكثر من 7 أشهر، وأيضاً تمكن من إجبار الكيان الصهيوني أيضاً على الدخول في مفاوضات معه، فقد أعلنت حماس مساء الاثنين الماضي قبول صيغة اقترحها الوسطاء للتوصل إلى “تهدئة مستدامة تفضي إلى وقف دائم لإطلاق النار”، وهي صيغة تستجيب لشروطها إلى حد كبير.
صحيح أن نتنياهو لم يوافق عليها رسمياً، ما يعني أنه لم يستسلم أو يقر بالهزيمة بعد، بل وليس من المستبعد أن يواصل محاولاته الدائمة للهروب إلى الأمام عبر عمليات تصعيد هوجاء، غير أن الخناق بدأ يضيق حوله تماماً، ما سيضطره إلى الموافقة بدوره على هذه الصيغة، إن آجلاً أو عاجلاً، وهو ما قد يشكل بداية النهاية بالنسبة إليه.
ليس
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على