انتخابات وفوضى جيوسياسية

٣٣ مشاهدة
ما الذي أفرزته الانتخابات الإيرانية مع صعود المحسوب على معسكر الإصلاحيين في طهران مسعود بزشكيان إلى السلطة أفرزت عمليا هدوءا داخليا كسبت بموجبه الدولة العميقة في إيران وقتا كافيا أقله حتى حلول موعد الرئاسيات الأميركية في نوفمبر تشرين الثاني المقبل ومحاولة تأمين المصالحة بين فئات شعبية والنظام سواء باسم الإنترنت أو باسم الحجاب وهي خطوة تحسب للنظام الإيراني أما بشأن ما إذا كانت هذه الخطوة ستسمح بالتقاط الأنفاس قبل هبوب العاصفة الآتية من الولايات المتحدة فهذا شأن آخر في المقابل قدم البريطانيون انتقالا مرنا بين حزبين تناوبا على حكم البلاد منذ عام 1924 مع إقرار المحافظين بأكبر هزيمة له في القرن الحالي وتحقيق العمال أكبر فوز له منذ عام 1997 قدم البريطانيون نموذجا في كيفية عمل نظم الانتخابات وتقبل نتائجها والمضي قدما أما فرنسا فكما أراد رئيسها إيمانويل ماكرون حصل برلمان موزع بشكل أساسي بين ثلاثة معسكرات لا غالبية فيه لطرف ومن غير الوارد تحالف طرفين ضد ثالث إزاء هذا كله لا يبدو أن الوضع الانتخابي الأميركي سيمر بسلاسة يتحرك الأميركيون بسرعة أكثر وبفوضوية هناك حالة رعب تعم صفوف الحزب الديمقراطي بسبب الرئيس جو بايدن والخشية من عدم قدرته على مواجهة سلفه الجمهوري دونالد ترامب ولا حتى على الحكم بسهولة في حال فوزه بالولاية الثانية اعتاد الأميركيون تقديم القصة الجديدة لا الكلاسيكية في كل انتخابات رئاسية منذ انتخاب بيل كلينتون في 3 نوفمبر تشرين الثاني 1992 وقد كان الوجه الشبابي بعد أجيال من رؤساء تجاوزوا سن الـ50 جورج بوش الابن كان نوعا من مصالحة آل بوش مع واشنطن باراك أوباما أول أميركي من أصول أفريقية مع تمتعه بكاريزما خطابية لافتة دونالد ترامب شكل قمة صعود اليمين المتطرف الأميركي بعد عقود من النبذ أما بايدن نفسه فكان مدركا أن رئاسته مرحلة انتقالية لشيء لم يحدده هو ومع تحول الفوضى الأميركية فوضى عالمية وأمام ارتفاع نبرات التفاؤل بشأن التوصل إلى اتفاق في قطاع غزة عاد كل شيء إلى حيث بدأ كل شيء في 24 فبراير شباط 2022 أوكرانيا منذ الخريف الماضي اللحظة التي باشر فيها الجيش الروسي التحضير بصمت لمعارك الربيع ظن كثيرون أن الدعم الغربي لأوكرانيا انتهى وأن ما يتبقى هو إقناع رئيسها فولوديمير زيلينسكي بالتفاوض مع الروس انطلاقا من قبوله ضم موسكو المناطق الأوكرانية الأربع لوغانسك ودونيتسك وزابوريجيا وخيرسون والاعتراف أيضا بالسيادة الروسية على شبه جزيرة القرم ووضعت عمليات تغيير الهيكلية العسكرية تحديدا إبعاد قائد الجيش السابق فاليري زالوجني عن المؤسسة العسكرية في سياق التمهيد لسقوط أوكرانيا في قبضة روسيا غير أن ذلك كله بدا مختلفا في آخر أشهر بدءا من الدعم الأميركي لكييف ومن ثم دعم دول حلف شمال الأطلسي ناتو في قمتهم التي عقدت في واشنطن الأسبوع الماضي الاستمرار في ضخ المساعدات لأوكرانيا ما الذي يعنيه ذلك يعني أن فرضية السيطرة الروسية على أوكرانيا مرفوضة من ناتو وأن سيناريو جورجيا انتهى في أغسطس آب 2008 مع أخطائه كلها في ترك تبليسي بمفردها بات العالم مقتنعا بأن روسيا لن تتوقف عند حدود أوكرانيا لو قيض لها السيطرة عليها المسألة لا تتعلق بتمدد حلف شمال الأطلسي الموجود أساسا في لاتفيا وإستونيا وليتوانيا التي شهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شخصيا على انضمامها لـالأطلسي في عام 2004 المسألة عادت إلى حيث كانت في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية 1939 ـ 1945 العالم لا يحتمل تعددا قياديا خصوصا في حقبة معالجة تضخم عالمي زادته إغلاقات وباء كورونا سوءا هذا جوهر كل استحقاق انتخابي في العالم حاليا وسلوكات الدول الانتخابية مؤشر على كيفية استعدادها للحقبة المقبلة من الصدامات الجيوسياسية ولا عزاء للتائهين في فوضاهم

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح