انتخابات بيروت والبقاع وبعلبك الهرمل هيمنة متجددة للأحزاب التقليدية

27 مشاهدة
انتهت الجولة الثالثة من الانتخابات البلدية والاختيارية في لبنان بانتصار جديد للأحزاب السياسية التقليدية في محافظات بيروت والبقاع وبعلبك الهرمل شرقا مقابل تراجع ملحوظ في النتائج التي حققتها المجموعات المدنية والتغييرية ولا سيما في العاصمة ما يجعلها أمام تحدي البقاء والمنافسة في الاستحقاق النيابي المرتقب في مايو أيار 2026 وشهد يوم أمس الأحد ثلاث معارك أساسية في بيروت وزحلة وبعلبك وبلغت نسبة الاقتراع في العاصمة 21 انتهت بفوز أحزاب السلطة التي اجتمعت رغم تناقضاتها واختلافاتها في لائحة واحدة بوجه لوائح ضمت شخصيات سياسية وعائلات بيروتية ومجموعات مدنية ومستقلة رافعة شعار حماية المناصفة المسيحية الإسلامية لاعبة على الوتر الطائفي بالتحذير من إقصاء أي مكون على غرار ما حصل مسيحيا في طرابلس شمالي لبنان مستفيدة كذلك من شد العصب والإمكانات المادية الكبيرة التي صرفت ميدانيا على الحملات الانتخابية ومستغلة أيضا تشتت القوى المدنية والتغييرية وشكلت النتائج في بيروت صفعة كبيرة لقوى التغيير خصوصا في ظل توقعات كانت مرتفعة بإمكانية إحداث خرق في المقاعد معولة على التشطيب وعدم التزام الناخبين بالتصويت للائحة أحزاب السلطة كاملة بيد أن الأرقام أظهرت أن الناخب سار بشكل واسع بقرار حزبه ولا سيما المنتمين إلى حزب الله وحركة أمل اللذين شكلت أصواتهما رافعة للائحة ما دفع أنصارهما لنسب هذا الانتصار إلى الثنائي الذي حمى برأيهم المناصفة التي كرسها الرئيس الراحل رفيق الحريري ومن ثم نجله سعد وذلك في ظل انكفاء تيار المستقبل يترأسه الحريري عن المشاركة في الانتخابات علما أن النتائج التي حققها أيضا النائب فؤاد مخزومي الطامح للزعامة السنية كانت مرتفعة بدورها قراءة في نتائج بيروت مجلس بلدي غير موحد في الإطار يقول الناشط الحقوقي والسياسي علي عباس لـالعربي الجديد إن تحالفا كبيرا عقد في بيروت ضم كل أحزاب المنظومة من دون استثناء وتمكن من إحداث فرق لعوامل عدة منها الخبرة الانتخابية للماكينات ولا سيما المرتبطة بحزب الله والأحباش والنائب فؤاد مخزومي حيث كان وجودها الميداني قويا إلى جانب الإنفاق المالي الذي ضخ على الماكينات والحملات الانتخابية بشكل غطى بطريقة هائلة كل مراكز الاقتراع وأقام الدعاية اللازمة للائحة ويردف عباس في المقابل كان هناك تشتت في اللوائح الأخرى وإحباط سجل على المستوى الشعبي في ظل عدم رضى الكثير من المواطنين على أداء المعارضة أو التغيير ما أوصل إلى هذه النتيجة التي تعكس كيف أن الناس يئسوا من إعادة تموضع الأحزاب والسلطة وعدم القدرة على التغيير كما يبدو ويشير عباس إلى أن هناك أخطاء حصلت أدت لهذه النتيجة الكبيرة لمصلحة أحزاب السلطة على حساب قوى التغيير منها عدم وجود تحضير جدي للانتخابات بعكس لائحة المنظومة وعدم وجود تنظيم وقدرة على تغطية كل مساحة أقلام الاقتراع وعدم وجود ماكينة انتخابية فعالة وعدم التواصل مع الناس بشكل واف من كل مناطقهم ومشاربهم كما سجلت بعض المواجهات بين المجموعات ما انعكس سلبا على النتائج علما أن المعركة لم تكن سهلة فالمواجهة كانت مع كل أحزاب السلطة التي عملت على التجييش وإقامة بلوكات وسارت باللعبة الطائفية وكانت لديها قوة كبيرة ميدانيا على مستوى الماكينات وحتى الإعلام الذي صب في خدمتها ويلفت إلى أن الثنائي حزب الله وحركة أمل زاد من نسبة الاقتراع وارتفعت عن تلك التي سجلت في عام 2016 كما كان للأحباش دور من خلال خطابات كلها لعبت على وتر شد العصب ويرى أن الرهان كان على الناس لصنع التغيير وعدم التصويت للنهج نفسه الذي أوصل بيروت إلى الإفلاس والانهيار لكن للأسف عادت الوجوه ذاتها التي كانت على مر المجالس المتعاقبة بيد أن معركتنا مستمرة لمواجهة الفساد والمراقبة وفضح المخالفات عل الناس يعيدون تقييم خطوتهم ويأخذون العبر مما حصل ويعتبر الناشط السياسي والحقوقي أننا ذاهبون في بيروت إلى مجلس بلدي غير موحد وصراعات داخلية على المحاصصات والقرارات والتوافق على مقولة عفا الله عما مضى ما يعني قطع الطريق أمام المحاسبة والمساءلة عن السياسات الماضية كما أن القرار سيكون على مستوى الزعماء وللأسف اللعبة الطائفية تقدمت على خيار الإنماء والتنمية وسنعود كذلك إلى مشهد التخبط بين صلاحيات المجلس البلدي والمحافظ والطروحات الطائفية وكله سيكون على حساب بيروت البقاع فوز القوات في زحلة وحزب الله يمسك شارعه أما في البقاع شرقي لبنان فكانت أم المعارك في مدينة زحلة التي حقق فيها حزب القوات اللبنانية برئاسة سمير جعجع وحيدا فوزا كبيرا على اللائحة المنافسة التي جمعت طيفا من القوى السياسية وفعاليات المدينة وحازت على دعم من حزب الله وحركة أمل والكتلة الشعبية برئاسة ميريام سكاف وذلك بعد رفعه شعار على زحلة ما بتفوتو في رسالة إلى حزب الله علما أنه تحالف معه في بيروت بذريعة حماية المناصفة وفي محافظة بعلبك الهرمل كانت النتائج متوقعة على صعيد فوز لوائح حزب الله وحركة أمل إلى جانب أخرى مدعومة من التيار الوطني الحر برئاسة النائب جبران باسيل في عدد من البلدات بيد أن التعويل كان في مدينة بعلبك على حدوث خرق لمصلحة لائحة المعارضة خصوصا أن المنافسة كانت قوية بين الطرفين وقد أبلغت لائحة المعارضة بعلبك مدينتي عن ضغوطات عدة تعرض لها الناخبون بيد أن الثنائي تمكن من إحراز الفوز وفي السياق يقول الكاتب السياسي جوني منير لـالعربي الجديد إن الحماوة السياسية كانت أكثر على مستوى زحلة وبعلبك ففي زحلة تمكن حزب القوات من تثبيت موقعه الأساسي لكن هذا لا يعني أنه حصل تغيير كبير بالتوازنات القائمة بدليل أن نسبة الاقتراع المسيحي كانت أقل من العادي ففي الاستحقاق الماضي وصل العدد إلى 22 ألفا تقريبا بينما بلغ اليوم 18 ألفا أي أن هناك تراجعا في التصويت المسيحي بزحلة إلى جانب تراجع أيضا بالتصويت الشيعي بينما بقي التصويت السني عاليا ويردف هناك انتصار طبعا للقوات لكن هذا يعد أكثر تثبيتا لموقعها فالتقدم لديها بسيط مقارنة مع أرقامها في الانتخابات الماضية التي كانت نحو 11 ألفا وأصبحت 12 ألفا لكن ما سمح أيضا بإحداث نقلة وفتح آفاق للأمام الخسارة السياسية التي تعرض لها النائب ميشال ضاهر فالنتائج بالأقلام المسيحية بلغت ثلثين للقوات بثلث للائحة المنافسة لكن مع ذلك لم يسجل تغيير كبير بالتوازنات القائمة بدليل الأرقام لكنها دلت في ظل غياب مرجعية الزعامة السكافية الزعامة الكاثوليكية التقليدية المتوارثة لعائلة آل سكاف على أن الموقع الأقوى هو للقوات اللبنانية مع الإشارة إلى أن الخطاب أيضا تمكن من تحريك الشارع وفي بعلبك يقول منير إنه كان هناك تعويل من مجموعات معارضة وفي الثورة والفريق السني على عدم إحراز حزب الله وحركة أمل أرقاما عالية ربما لا تتخطى 8 آلاف بيد أنهما تمكنا من جلب 12 ألف صوت وهذا تكرر حتى في بيروت حتى ارتفعت نسب التصويت عن السابق وأيضا سجل 3 آلاف صوت في زحلة وبالتالي فإن حزب الله تمكن من إظهار قدرته على التجييش أو الإمساك بساحته وأوصل رسالة بأنه ما زال قويا وقادرا على الإمساك بشارعه لا بل أقوى من السابق رغم كل التغيرات على صعيد اغتيال أمينه العام السابق حسن نصر الله وقيادات كبرى والخسارة التي مني بها في الحرب وحتى أزمته المالية وبرأيي إن الثنائي استفاد من الهجمات الغرائزية التي تعرض لها ما جعل بيئته تخاف وتخشى حرب إلغاء فكانت النتيجة لمصلحته

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح