انتخابات شرقي سورية تهديدات تركية بقمع مخطط قسد

١٥٤ مشاهدة
تبرز مؤشرات عدة على أن الانتخابات المحلية التي أعلنت الإدارة الذاتية الكردية أنها ستجريها في مناطق سيطرتها شرقي سورية في يونيو حزيران الحالي قد تكون شرارة تفجر الأوضاع مجددا في تلك المنطقة بعد تصاعد التهديدات التركية بالتحرك عسكريا في حال إجراء انتخابات شرقي سورية التي يتوجس منها أيضا كل من النظام السوري والمعارضة فيما أعلنت أحزاب كردية رئيسية أنها لن تشارك فيها انتخابات شرقي سورية تواجه الرفض التركي وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أول من أمس الخميس إن بلاده لن تتردد في شن هجوم جديد في سورية في حال إجراء تلك الانتخابات وأضاف أردوغان خلال حضوره مناورات إفس 2024 العسكرية في ولاية إزمير غربي تركيا نتابع عن كثب التحركات العدائية من منظمة متطرفة ضد وحدة أراضي بلادنا والأراضي السورية بذريعة الانتخابات وتركيا لن تسمح لمنظمة انفصالية بإقامة دولة إرهابية على حدودها الجنوبية وتابع فعلنا ما كان مطلوبا في السابق في مواجهة أمر واقع ولن نتردد في التحرك مجددا إن واجهنا الوضع نفسه واعتبر الرئيس التركي أن المنظمة الإرهابية الانفصالية في إشارة إلى قوات سوريا الديمقراطية قسد والقوى التي تدعمها سوف ترى أنه لا يمكن تحقيق أي شيء بفرض الأمر الواقع موضحا أن أنقرة تتوقع من جميع الأطراف الفاعلة في المنطقة تفهم واحترام هواجسها المشروعة بشأن هذه القضية وفق تعبيره تعتبر تركيا الانتخابات خطوة من جانب قسد نحو إنشاء كيان كردي مستقل على حدودها الجنوبية وتصنف تركيا قسد امتدادا سوريا لحزب العمال الكردستاني المحظور لديها وهو ما تنفيه تلك القوات رغم إقرارها بوجود كوادر من الحزب في قيادتها وقالت الإدارة الذاتية في شمال شرق سورية الذراع الإدارية لقوات قسد إنها بصدد إدارة مناطق نفوذها على أسس ديمقراطية ولهذا السبب تتوجه لتنظيم انتخابات البلديات في 11 يونيو المقبل وأوضحت أنها ستعيد تشكيل مؤسساتها الخدمية وهياكلها الإدارية وفق نتائج انتخابات شرقي سورية المحلية في سبع مقاطعات موزعة على أربع محافظات في شمال شرق البلاد وتشمل الحسكة والرقة وريف دير الزور وريف حلب الشرقي ومن المقرر تنظيم انتخابات تمهيدية في النواحي والبلدات والمدن الرئيسية لاختيار أعضاء مجالس البلديات ورؤساء الوحدات الصغيرة تمهيدا لانتخاب رؤساء البلديات تليها انتخابات مجالس المدن المدينة الكبيرة أكثر من 200 ألف نسمة ثم انتخابات مجلس الشعوب الديمقراطي على مستوى المقاطعات وهذا المجلس أعلى سلطة تشريعية لدى الإدارة الذاتية وهو بمثابة البرلمان لتلك المناطق ودعت الإدارة الذاتية منظمات دولية وحكومية لمراقبة انتخابات شرقي سورية البلدية فيما شكك مراقبون بنزاهتها بسبب عدم امتلاك الإدارة الذاتية نظاما قضائيا مستقلا غير أن تركيا التي شنت عمليات عسكرية في الشمال السوري في الماضي تعتبر ذلك خطوة من جانب قسد نحو إنشاء كيان كردي مستقل على حدودها الجنوبية ما يشكل تهديدا لسلامة أراضيها والأراضي السورية ورأى الصحافي والمحلل السياسي التركي هشام جوناي في حديث مع العربي الجديد أن تهديدات أردوغان بشأن انتخابات شرقي سورية جادة ولا ينبغي التعامل معها باعتبارها مجرد وسيلة للضغط السياسي وقال جوناي إن تركيا ترى في إمكانية قيام دويلة كردية في شرق سورية خطا أحمر وهي جادة في عزمها القيام بعمليات عسكرية في شرق سورية في حال مضت قسد بهذه الخطوة على غرار ما فعلت سابقا في الشمال السوري وفي شمال العراق أيضا ولا يقتصر القلق التركي حيال الأوضاع على الحدود السورية على حكومة أردوغان فقط بل هذه القضية تشغل بال المعارضة أيضا ومجمل الأحزاب السياسية في تركيا وإن كانت لديها مقاربة مختلفة بشأن التعامل مع هذه المسألة وقبل أيام دعا زعيم الحركة القومية دولت بهتشلي إلى تنسيق عسكري مشترك بين تركيا والنظام السوري ضد قسد مقترحا شن حملة عسكرية مشتركة مع النظام السوري لاجتثاث جذور التنظيم الإرهابي وفق تعبيره وشدد بهتشلي في كلمته التي ألقاها أمام كتلة حزبه البرلمانية على الحاجة لمنع قسد من استخدام الوسائل الديمقراطية لتغطية سيطرتها على شمال شرق سورية في إشارة إلى إجراء الانتخابات المقبلة معتبرا أن تلك الانتخابات بمثابة خطوة في اتجاه تقسيم تركيا نفسها وفي ضوء هذه التهديدات التركية فإن السؤال المطروح هو هل ستمضي الإدارة الذاتية وجناحها العسكري قسد قدما في إجراء انتخابات شرقي سورية كما أعلنت وهل هي مستعدة لتحمل عواقب هذه الخطوة بحث عن شرعية مفقودة وتعقيبا على ذلك رأى الباحث السوري الكردي آلان محمود في حديث لـالعربي الجديد أن الإدارة الذاتية الكردية في سعيها المحموم للبحث عن تثبيت شرعيتها والتي هي مدار شك وريبة على الدوام تسعى لتنظيم هذه الانتخابات التي قد تجلب إلى مناطق سيطرتها ويلات هي بغنى عنها خصوصا في ظل عدم وجود توافق كردي محلي على هذه الخطوة وسط مقاطعة أبرز الأحزاب الكردية لها والمتمثلة في المجلس الوطني الكردي فيما حرمت الإدارة الذاتية أحزابا أخرى من المشاركة في انتخابات شرقي سورية بحجة أنها غير مرخصة وأضاف محمود أن الانتخابات بهذا المعنى بغض النظر عن التهديدات التركية التي لا ينبغي الاستهتار بها تسعى إلى تكريس هيمنة قسد على المنطقة وشرعنة هذه الهيمنة عبر الانتخابات وهي انتخابات لن يصدق أحد أنها حرة ونزيهة مهما رافقها من إعلانات وتأكيدات ورأى الباحث السوري الكردي أن قسد باتت الآن في ورطة تقريبا فلا هي تستطيع التراجع عن هذه الخطوة من جهة ولا هي قادرة على تحمل تبعاتها من جهة أخرى متوقعا بروز تدخلات خارجية خلال الفترة المقبلة خصوصا من جانب الولايات المتحدة بهدف التوصل إلى حلول وسط تحفظ ماء وجه قسد من جهة وتجنب المنطقة أي عمليات عسكرية تركية من جهة أخرى ويرى مراقبون أن الخطوات الأحادية التي تبادر إليها الإدارة الذاتية تسهم في تكرس تقسيم سورية بين مناطق نفوذ مختلفة بعد 13 عاما من اندلاع الصراع في سورية وهو ما سوف يعوق أي حلول سياسية محتملة لا يوجد توافق كردي محلي على هذه الخطوة وسط مقاطعة أبرز الأحزاب الكردية لها وقال المحلل السياسي محمد جرار لـالعربي الجديد إن قسد تواصل دورها التخريبي على الساحة السورية بهدف تكريس الانقسامات وتجذيرها قانونيا على الرغم من عدم اعتراف أحد بالخطوات التي تقوم بها واعتبر أنه سلوك منفصل عن الواقع وبدل أن تعمل قسد على محاولة تحسين مستوى معيشة السكان في ظل استئثارها بأغلب ثروات البلاد النفطية والزراعية تسعى قسد فقط إلى ترسيخ حكمها بغض النظر عن العواقب السياسية والعسكرية التي قد تتعرض لها المناطق التي تسيطر عليها واعتبر أن هذه الخطوة تأتي استكمالا لخطوات منفردة أخرى مثل العقد الاجتماعي الذي أقرته قسد نهاية العام الماضي وهو بمثابة دستور محلي وقانون التقسيمات الإدارية في مناطق نفوذها الذي يعيد تقسيم مناطق شمال وشرق سورية وفق تسميات جديدة غير معروفة سابقا طريق للجمهورية الثالثة وحول التهديدات التركية بعمل عسكري في حال مضت الإدارة الذاتية في خططها لإجراء الانتخابات قال سيهانوك ديبو الرئيس المشترك لمكتب العلاقات العامة في حزب الاتحاد الديمقراطي لـالعربي الجديد إن التهديدات التركية لم تنقطع منذ البداية الأولى للأزمة السورية رغم أن تركيا تحتل اليوم نحو 10 في المائة من جغرافية سورية من دون أي سند قانوني أو أي حجة مدرجة في القانون الدولي ورأى ديبو أنه لا مبرر للتهديدات التركية التي تفتقر إلى أي أساس قانوني وشرعي فتركيا اليوم دولة تحتل سورية وتتعامل مع مناطق احتلالها لفرض واقع إداري جديد يمهد لانسلاخها وضمها إلى تركيا واستشهد ديبو باستخدام العملة التركية في المناطق التي فيها نفوذ لها فيما تنتشر رموز تركيا وصور قادتها هناك إضافة إلى استخدام اللغة التركية في هذه المناطق واعتبر أن تركيا تستثمر في الأزمة السورية من كل النواحي وهي في الأساس أمام أزمة داخلية كبيرة تحاول الهروب منها خلال ما تسميه وتزعمه مخاوف وتهديدات أمنها القومي لكن الحقيقة وفق ديبو أن تركيا هي من تهدد أمن جيرانها برمتهم وقال من المهم أن يدرك الجميع أن عقد الانتخابات البلدية لتحسين الواقع الخدمي لمكونات سورية في شمالها وشرقها علاوة على أنها مسألة صرف داخلية فإنها خطوة لانتشال سورية من واقعها التقسيمي وفي الوقت نفسه تندرج ضمن الخطوات الممهدة للحل السوري برمته مشيرا إلى أن هذه الانتخابات ستكون الثالثة حيث كانت الأولى قد أجريت في عام 2014 والثانية في الأول من ديسمبر كانون الأول 2017 وأكد أن قرار إجراء انتخابات شرقي سورية البلدية اتخذته مكونات وأحزاب سورية بإرادتها الحرة ومن مختلف مكوناتها خاتما بالقول نحن في مناطق الإدارة الذاتية الطرف الأكثر فاعلية في محاربة الإرهاب ونقدم الآن نموذجا لحل الأزمة السورية وطريقا نحو الجمهورية السورية الثالثة

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح