انتخابات مجلس الشعب السوري حضور قادة المليشيات وممولي النظام

٥٠ مشاهدة
حملت نتائج انتخابات مجلس الشعب السوري التي أجريت الاثنين الماضي مؤشرات عدة حول زيفها التمثيلي لأن المجلس تحول إلى مجرد واجهة لمكافأة الموالين للنظام السوري وليس لاختيار نواب حقيقيين يمثلون مصالح الناس ولدى التدقيق في نتائج انتخابات الدور التشريعي الرابع لوحظ أن جميع مرشحي حزب البعث الـ169 في قوائم الوحدة الوطنية فازوا من دون خسارة فحصل الحزب على نسبة 67 6 من مقاعد المجلس البالغة 250 مقعدا وكان الحزب قد نال 166 مقعدا في مجلس الشعب السوري في كل من دورتي 2020 و2016 وحصل ذلك على الرغم من إلغاء المادة الثامنة في الدستور التي نصت على أن حزب البعث هو القائد للمجتمع والدولة بموجب دستور 2012 لكن الحزب ظل ساعيا للهيمنة على الحياة السياسية الداخلية على الرغم من دور مجلس الشعب السوري الشكلي ولم يفز مرشحو حزب البعث فحسب بل أيضا جميع المرشحين عن الأحزاب المتحالفة معه ضمن الجبهة الوطنية التقدمية وعددهم 16 نائبا فحجزوا ما نسبته 6 4 من مقاعد مجلس الشعب السوري فأصبحت حصة البعث والجبهة 74 من العدد الكلي للمجلس وظل للأعضاء المستقلين نحو ربع النواب فقط فيما يتطلب تعطيل أي مشروع نسبة الثلث على الأقل حصل حزب البعث وحلفاؤه على 74 من مقاعد مجلس الشعب فائزون في مجلس الشعب السوري من أبرز الفائزين في انتخابات مجلس الشعب السوري الأخيرة قادة المليشيات ورجال الأعمال الذين اصطفوا إلى جانب النظام بعد ثورة عام 2011 وذلك في استمرارية لحضورهم في المجلس بعد دورتي عامي 2016 و2020 بعد السماح بمشاركة العسكريين من الجيش والأمن في انتخابات مجلس الشعب السوري وفق التعديل الذي أجري في فبراير شباط 2016 مع استمرار وقف حق الترشح طيلة وجودهم في الخدمة ومن أبرز الفائزين من قادة المليشيات الذين حمل بعضهم صفة رجال أعمال عمار بديع الأسد عن محافظة اللاذقية من حزب البعث وهو ابن عم بشار الأسد وله دور رئيسي في تمويل وقيادة مليشيا الدفاع الوطني في المحافظة وأيضا جهاد بركات قائد مليشيا مغاوير البعث الذي تصدر المرشحين باللاذقية وفي محافظة اللاذقية أيضا هناك أيهم نجدت جريكوس الذي ترشح عن حزب البعث وهو قائد الدفاع الوطني في منطقة الحفة بالمحافظة وفي محافظة ريف دمشق برز اسم مجاهد إسماعيل وهو نائب القائد العام لكتائب البعث وفي ريف حلب عمر حسين الحسن وهو قيادي في لواء الباقر المدعوم من إيران ومجيب الرحمن الدندن الذي ترشح مستقلا وهو قيادي في فوج رعد المهدي المرتبط بإيران وفي محافظة حماة هناك ماهر محفوظ قاورما الذي ترشح عن حزب البعث وهو قائد مليشيا الدفاع الوطني في بلدة محردة وأيضا مصطفى سكري المصطفى الذي ترشح عن حزب البعث وهو ضابط شرطة متقاعد وقيادي في مليشيا كتائب البعث وعصام نبهان سباهي الذي ترشح عن حزب البعث وهو نائب قائد لواء البعث في مليشيا الدفاع الوطني وعروبة نايف محفوظ الذي ترشح مستقلا وهو من فوج الحوارث في قوات النمر وكان قبل ذلك في المخابرات الجوية وفي محافظة دير الزور برز اسم فراس الجهام المعروف باسم فراس العراقية وهو قائد مليشيا الدفاع الوطني في المحافظة وكذلك مدلول عمر العزيز القيادي في الدفاع الوطني وهو قريب من إيران وكان يعمل في الأصل في المخابرات الجوية وفي محافظة الحسكة برز اسم علي عودة الجعضان الفائز عن حزب البعث المنتمي لمليشيا الدفاع الوطني في المحافظة ومثله أيضا حسن حمزة سلومي أما حسن محمد المسلط فقد ترشح مستقلا وهو مسؤول مليشيا محلية وعمله الأصلي في المخابرات العامة وفي إدلب فاز أحمد المبارك وهو قائد مجموعة محلية رديفة لقوات النظام كما لوحظ وجود عدد كبير من الضباط السابقين المتقاعدين من الجيش والأمن والشرطة مثل عبد الرزاق صالح بركات من ريف حلب الذي فاز على قوائم البعث وهو ضابط شرطة سابق ويوسف حسن السلامة من حمص وهو ضابط جيش وعمل كقائد لكتائب البعث في دمشق وعبد الناصر أحمد الحريري عن درعا من حزب البعث وهو ضابط سابق في الجيش ووائل أحمد ملحم من حمص وعمل سابقا في الأمن السياسي وسجلت الانتخابات وصول العديد من رجال الأعمال ممن كانوا أصلا في المجالس السابقة مثل رجل الأعمال محمد حمشو مستقل المدرج على قوائم عقوبات قيصر والمقرب من شقيق رئيس النظام ماهر الأسد ومن رجال الأعمال الفائزين عن محافظة دمشق أيضا بلال محمد النعال وهو مؤسس شركة قاسيون مول وشريك في مجموعة مطاعم في دمشق والمحافظات وسبق لوزارة المالية أن حجزت أمواله في عام 2019 بتهم الفساد قبل رفع الحجز في وقت لاحق ومن ريف محافظة حلب فاز رجل الأعمال آلان محمد علي بكر وعهد ضاهر السكري من محافظة حمص الذي أسس عام 2013 مؤسسة لرعاية ذوي الشهداء وفاز في محافظة حماة أيمن ملندي وهو نقيب نقابة مقاولي الإنشاءات وعضو مجلس إدارة اتحاد غرف التجارة السورية وعضو مجلس الشعب السوري منذ عام 2012 عن حزب البعث ومن محافظة اللاذقية فاز زين العابدين رياض عباس وكان عضوا في المجلس السابق ومن محافظة درعا جنوبي البلاد فاز رجل الأعمال فاروق قاسم الحمادي وهو من مواليد مدينة جاسم بريف درعا الشمالي وكان عضوا مستقلا في مجلس الشعب السوري السابق وعمل سابقا في التهريب والتزوير بالتعاون مع مسؤولين في النظام السوري ثم طور عمله إلى تهريب وتجارة المخدرات مكونا ثروة كبيرة وفق ناشطين من المحافظة الذين أشاروا إلى أنه بادر مع عضو مجلس الشعب السوري السابق رياض الشتوي الى دفع ثمن تمثال حافظ الأسد الجديد في محافظة درعا من بين الفائزين عن محافظة دمشق وريفها أربعة أشخاص متحدرين من الساحل السوري تمثيل غير عادل للمحافظات ولم تمثل بعض الأسماء الفائزة المحافظات التي فازت فيها إذ إنه من بين الفائزين عن محافظة دمشق وريفها أربعة أشخاص متحدرين من الساحل السوري وهم عهد صالح الكنج ورائدة وقاف وخليل مرشد ونوس ومجاهد إسماعيل وفي تعليقه على هذه النقطة قال الصحافي محمد منصور لـالعربي الجديد إنه في كل الانتخابات البرلمانية في العالم ينتمي المرشحون عادة إلى المناطق التي يرشحون أنفسهم عنها سواء كان هذا الانتماء بالنسب ومسقط الرأس أم بالنشاط السياسي ولفت منصور إلى أنه سبق للصحافي نجيب الريس أن رشح نفسه وهو ابن مدينة حماة عن مدينة دمشق في أربعينيات القرن الماضي لأن نشاطه السياسي والصحافي ولد ونما ونضج في دمشق لكن بالطبع حصل ذلك كاستثناء ولوحظ أيضا أنه من بين الفائزين الـ14 في محافظة الحسكة شمال شرقي سورية التي يشكل الأكراد نسبة عالية من سكانها لا يوجد سوى كردي واحد إضافة إلى سرياني واحد والباقون من العشائر العربية في المحافظة وتعليقا على ذلك قال الباحث الأكاديمي الكردي فريد سعدون لـالعربي الجديد إن استبعاد التمثيل الكردي في مجلس الشعب السوري يعود إلى عدة أسباب أبرزها الفساد والمحسوبيات من جانب الجهات المكلفة بالاختيار في النظام السوري مثل اللجنة المشكلة من المحافظ وأمين فرع حزب البعث واللجنة الأمنية إضافة إلى أن الأحزاب الكردية قاطعت الانتخابات كما رفضت الإدارة الذاتية المشاركة في الانتخابات وأعرب سعدون عن اعتقاده بأن النظام في دمشق أراد إعطاء انطباع بأن محافظة الحسكة يغلب عليها الطابع العربي والبعثي وليس الكردي فلم ينجح سوى شخص واحد محسوب على الأكراد هو بشار سليمان وسيدة سريانية هي نور يعقوب دره والباقون من العشائر العربية وكان الأجدر بالنظام توسيع هذا التمثيل ليعكس بشكل عادل كل مكونات المنطقة أما في محافظة القنيطرة الجنوبية فاعتبر الناشط الحقوقي عبد الحميد الحشيش في حديث لـالعربي الجديد أنه في إطار هذا التمثيل الفاسد تجدر الملاحظة بأن الفائزين عن محافظة القنيطرة مثلا وعددهم خمسة نواب جميعهم من مدينة القنيطرة التي لا يزيد عدد سكانها الحاليين عن مائة ألف نسمة بينما أغلب سكانها من النازحين ويقيمون في ريف دمشق ومحافظة درعا وعددهم نحو مليون شخص ولا يوجد عنهم أي نائب

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح