انتخابات الرئاسة الإيرانية مناظرة ساخنة بين بزشكيان وجليلي

٢١ مشاهدة
أجرى التلفزيون الإيراني الليلة الماضية المناظرة الأولى بين مرشحي الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة الإيرانية الإصلاحي مسعود بزشكيان متصدر الجولة الأولى بـ43 من الأصوات ومنافسه المحافظ سعيد جليلي الذي حل ثانيا بـ38 ومن المقرر عقد جولة الانتخابات الثانية يوم الجمعة المقبل المناظرة الثنائية بين بزشكيان وجليلي هي الأولى بين متنافسين اثنين في انتخابات الرئاسة الإيرانية منذ 15 عاما بعد المناظرات الثنائية المثيرة للجدل عام 2009 بين المرشحين آنذك مير حسين موسوي ومحمود أحمدي نجاد وكانت الثقافة والسياسة محور المناظرة حسب ما خطط له التلفزيون الإيراني لكن معظم ما طرح فيها كان سياسيا وأحيانا اقتصاديا طرح كل من المرشحين وجهة نظره حول السياسة الداخلية والخارجية مع تكرار أدبيات ومفردات بشأن الموضوعين سبق أن ذكراها في مناظراتهما وبرامجهما في الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية كيف بدأت المناظرة بدأت المناظرة بشكل هادئ وبدت أشبه بمقابلة مع التلفزيون الإيراني وليست مناقشة ثنائية لكن مع مرور الوقت تحولت إلى مناظرة رافقتها سخونة وجدال وتبادل اتهامات ومقاطعة خاصة في نهايتها بشأن تقييم المناظرة ومن ربحها أو خسرها ثمة وجهات نظر مختلفة عكستها التعليقات على شبكات التواصل الإيرانية خلال الساعات الأخيرة فهناك من قال إن المناظرة من الصعب أن تزيد أصوات المرشح المحافظ لأن لديه الأصوات المحافظة المضمونة وأن الأهم هو ما إذا ساعدت المناظرة المرشح الإصلاحي في تحفيز المقاطعين والمترددين بالمشاركة في الانتخابات والتصويت لمصلحته وهنا يتحدث مغردون عن أن ظهور جليلي أحيانا في موقف منفعل لا يتسبب بخسارة أصوات معتبرة له لكونها أصواتا محافظة تتجه له تحت أي ظرف وكذلك قال آخرون إن بزشكيان ظهر أقوى وإنه حقق نجاحا ما في المناظرة لكن ليس مضمونا إن كان ذلك سيقنع المقاطعين والمترددين في الجولة الأولى فيما دعا آخرون إلى انتظار ظهور نتائج استطلاعات رأي بعد المناظرات قضايا قديمة بلغة جديدة لم تطرح في المناظرة قضايا جديدة فمواضيعها طرحت في مناظرات الجولة الأولى من حظر شبكات التواصل الاجتماعي وتقييد الإنترنت والاتفاق النووي وانضمام إيران إلى مجموعة العمل المالي الدولية المعروف اختصارا بـفاتف التي سبق أن أدرجت إيران في قائمتها السوداء مما وضع أمامها عقبات كبيرة للتواصل مع بنوك ومؤسسات العالم المالية بالإضافة إلى العقوبات الأميركية لكن ما ميز هذه المناظرة عن سابقاتها في الجولة الأولى أنها كانت تتسم أحيانا بحيوية وديناميكية ما ولغة أكثر جدية وندية كرر الطرفان مواقفهما بهذا الخصوص لكن المرشح الإصلاحي بزشكيان حاول أن يحشر غريمه المحافظ في زاوية وحالة انفعال بتوجيه سؤال مكرر له حول ما إذا كان يريد إحياء الاتفاق النووي وانخراط إيران في فاتف وذلك لأهمية الموضوع للشارع الإيراني ليتهرب جليلي من إجابة واضحة محاولا رمي الكرة في المعلب الأميركي ومنتقدا بزشكيان لما قال إنه بدلا من أن يتهم أميركا يتهم إيران فرد بزشكيان بأنه إذا كان الاتفاق النووي سيئا فلماذا خرج منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب وعادته إسرائيل كما ركز جليلي على مقولته أن العالم ليس أميركا ولا أوروبا داعيا إلى العمل مع الدول الأخرى ومضيفا في انتقاده حكومة الرئيس السابق حسن روحاني إننا في الاتفاق النووي قدمنا كل شيء ولم نحصل على أي شيء دعوة لإعدام مشروط أشار بزشكيان إلى حديث جليلي عن اعتزامه تحقيق نمو اقتصادي بنسبة 8 إذا ما فاز مؤكدا أنه لن يتحقق في ظل العقوبات واعدا بأنه سينحسب من السباق الرئاسي إن تعهد جليلي أنه سيحقق هذا النمو لكن إن لم يحققه سيعدم هذه الجملة التي كررها بزشكيان في تغريدة له بعد المناظرة أثارت حفيظة أنصار جليلي محاولين استغلالها ضد المرشح الإصلاحي عبر إطلاق هشتاغ لا للإعدام وطرح المذيع مهدي خسروي الذي حاول التزام الحياد سؤالا على المرشحين حول برنامجيهما لزيادة مشاركة المواطنين في الانتخابات في ظل أهميتها وتراجع نسبة المشاركة إلى 40 في الجولة الأولى الأسبوع الماضي التي كانت تمثل هبوطا قياسيا في نسب المشاركة منذ عام 1979 وقبل أن يرد جليلي السؤال حول المشاركة أظهر كراسة كبيرة للمشاهدين قال إنها مواد نشرت ضده في وسائل الإعلام وشبكات التواصل خلال الـ24 ساعة الماضية منتقدا نعته ومقربيه بأنهم طالبانيون وتحذير المواطنين من أن طالبان عائدة في إشارة إلى حركة طالبان الأفغانية التي لا تحظى بسمعة جيدة في إيران وركز الإصلاحيون في حملتهم الانتخابية على تشبيه جليلي بـطالبان وأن فكره يتسق معها في سعي منهم لإخافة الشارع منه وفي هذا المجال أيضا أشار المرشح بزشكيان إلى نعته بـالمنافق من قبل شباب محافظين أثناء زيارته موقعا دينيا جنوبي العاصمة طهران متهما خصومه المحافظين باختلاق تصريحات كاذبة باسمه وإلصاقها به ومشيرا إلى أنهم كذبوا عليه بنسب إساءة إلى نجله مهدي بزشكيان ضد الزعيم السني المولوي عبد الحميد إمام جمعة مدينة زاهدان مركز محافظة سيستان وبلوشستان كما تحدث جليلي عن أنه أوصى حملته الانتخابية بضرورة تجنب الإساءة إلى بزشكيان واتهم بزشكيان أيضا أنصار جليلي ببث إشاعة عن نيته رفع أسعار الوقود في حال ظفره بالرئاسة مؤكدا أنه لن يفعل ذلك قبل موافقة الشعب أسباب هبوط المشاركة في انتخابات الرئاسة الإيرانية وأما في ما يتعلق بأسباب المشاركة المتدنية في الجولة الأولى في الانتخابات قال جليلي إن لديه برنامجا لزيادة المشاركة العامة في مختلف المجالات ومنها الانتخابات والاقتصاد والثقافة والسياسة داعيا إلى بحث أسباب تراجع مشاركة الناخبين في الانتخابات ومضيفا أن هذه المناظرة وانتقال المرشحين إلى جولة ثانية يؤكدان أن نتيجة الانتخابات لم تكن محسومة من قبل وأشار جليلي إلى أن نسبة المشاركة الحالية ليست في المستوى المطلوب داعيا إلى إشراك المواطنين في إدارة البلاد بشكل أكثر جدية وتأثيرا ولفت إلى مشاركة الإيرانيين في الحرب الإيرانية العراقية ومحطات أخرى في تاريخ البلاد معتبرا أن إجراء الانتخابات في إيران من إنجازات النظام التي تدعو للاعتزاز والفخر وقال إنه لا يمكن دعوة الناس إلى المشاركة في الانتخابات في وقت لا يتم التمهيد لظهور المواهب وتجسيدها أما بزشكيان فتناول تراجع المشاركة من منطلق آخر واعتبر عدم مشاركة 60 من الشارع في الانتخابات مشكلة وأمرا مقلقا عازيا ذلك إلى سوء معاملة النساء في إشارة غير مباشرة إلى احتجاجات عام 2022 على خلفية وفاة مهسا أميني وقال إن السلطات في البلاد تحت سيطرة معسكر خاص وثمة تمييز بين المواطنين والمسؤولين في الإمكانات والامتيازات وأكد بزشكيان أن مشكلة البلاد ليست غياب قوانين فهناك قوانين كافية في البلاد لكنها لا تنفذ منتقدا تعليق دراسة طلاب محتجين وطرد أساتذة جامعات وإحالتهم إلى التقاعد بسبب مواقفهم ودعا إلى فسح المجال أمام الإيرانيين لطرح مطالبهم ومساءلة المسؤولين والاحتجاج منتقدا السماح للموالين بإطلاق المسيرات في الشوارع ومنع المنتقدين والمعارضين من تنظيم احتجاجات وقال إنهم يتعرضون للاعتقال من جانبه دعا جليلي إلى الاستماع إلى الأساتذة والطلاب المحتجين والجلوس معهم استمالة السنة ركز بزشكيان على طرح بعض مشاكل أهل السنة في إيران منتقدا عدم منحهم مناصب عليا في البلد كرؤساء المحافظات والوزارات لكن جليلي اتهم خصمه بشكل غير مباشر بسعيه لعقد مساومة مع زعماء السنة داعيا إلى مراعاة حقوقهم ومنحهم إياها يشار إلى أن عدد السنة في إيران غير واضح لغياب وجود إحصائيات رسمية بشأنهم لكن ثمة تقديرات مختلفة تشير إلى أن النسبة تراوح من 12 و15 إلى 20 من عدد سكان إيران البالغ عددهم 85 مليون نسمة ويتوزع السنة في العديد من المحافظات الإيرانية شرقا وغربا وشمالا وجنوبا وأصوات السنة لها تأثيرها الحاسم في الانتخابات خاصة إذا كانت نسبة أصوات كل مرشح متقاربة وغالبا أصواتهم تتجه نحو الإصلاحيين إلا أن الزعيم السني المولوي عبد الحميد قد اتبع نهجا مختلفا عام 2021 ودعم الرئيس الإيراني المحافظ الراحل إبراهيم رئيسي غير أنه منذ احتجاجات 2022 وأحداث زاهدان في 30 سبتمبر أيلول من العام نفسه والتي أدت إلى مقتل العديد من المصلين بعد الاحتجاج أمام مقر للشرطة السلطات تتحدث عن مقتل 35 شخصا والسنة عن نحو 100 انتقل عبد الحميد إلى مربع المعارضة وفي هذه الانتخابات لم يدع للمشاركة كما لم يدعم بزشكيان حتى هذه اللحظة إلا أن جماعة الدعوة والإصلاح السنية التي تعد أكبر الجماعات السنية تنظيما وتعمل في مختلف المناطق السنية قد أعلنت دعمها للمرشح الإصلاحي بعد لقاء زعيم الجماعة عبد الرحمن بيراني برفقة قيادات مع بزشكيان سجال ومقاطعة شهدت نهاية المناظرة سجالا ومقاطعة بعضهما بعضا وتبادل اتهامات إذ اتهم بزشكيان غريمه المحافظ بأن ليس لديه برنامج عملي مركزا في حديثه على إدارة البلاد على أساس آراء الخبراء والمهنيين وتساءل جليلي عما إذا كان لدى بزشكيان نفسه برنامج مدون لإدارة البلاد وقال جليلي إنه قام خلال السنوات الماضية بزيارة المحافظات واللقاء مع الناشطين ولديه خبرة وتجربة بشأن ما يريده الشارع وأضاف المرشح المحافظ أن الرئيس لا ينبغي أن يكون منظرا وأن يدلي بتصريحات عامة نتيجة عدة جلسات هنا وهناك مستدركا بأن الرئيس يجب أن يتخذ القرار الصحيح في توقيته المناسب بشكل سريع ولا يخسر الوقت حتى لا يتضرر 80 مليون إيراني وتابع قائلا إن رئيس الجمهورية إذا كان ملما ومطلعا على الوضع فلن تستطيع الضغوط الخارجية والعقبات الداخلية أن تحول دون تنفيذ برامجه وفي وقته المخصص أدلى بزشكيان بخلاصة نهاية المناظرة بينما قاطعه جليلي عدة مرات ليرد على اتهامات موجهة إليه مما أثار حفيظة أنصار المرشح الإصلاحي وخلال الدقائق الأخيرة قال بزشكيان مخاطبا الشارع إنه يريد التفاوض مع أميركا بينما خصمه لا يريد ذلك مضيفا أن سياسته هي لا شرقية ولا غربية وتقوم على التعامل البناء مع العالم وتابع قائلا إنه يريد رفع العقوبات بينما جليلي لا يريد متهما الأخير بأنه ليس أهلا للرئاسة

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح