انتخابات أميركا أسواق المال تحبس أنفاسها انتظارا لحسم قد يطول

٢٢ مشاهدة
أميركا تصوت والعالم ينتظر هكذا يبدو المشهد في الانتخابات الرئاسية الأكثر حساسية وربما توترا في تاريخ الولايات المتحدة اليوم الثلاثاء إذ تترقب الأوساط الاقتصادية والمالية داخليا وخارجيا نتائجها وسط قلق بالغ من احتمالية عدم حسم النتيجة ما يرفع مؤشر التقلبات في أسواق الأسهم والعملات والسلع وسط اتساع الهوة بين سياسات المرشحين الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية كامالا هاريس ويسود العالم قلق بالغ من حالة المرحلة الانتقالية إذ يترقب أصدقاء أميركا وأعداؤها من سيكون زعيم القوة العظمى وإلى أن تحسم هذه المسألة لا يمكن لأي شيء أن يتحرك أو يحل بشكل جدي بالنسبة لملفات اقتصادية حيوية وكذلك تحركات الأسواق مثلما هو الحال سياسيا وبدت تحركات المستثمرين في وول ستريت تعبر عن حالة من التحوط لما هو قادم عبر الاحتفاظ بجزء من السيولة لحين اتضاح الرؤية بالنسبة لمن سيسكن البيت الأبيض والذي سترسم سياساته مسار أكبر اقتصادي في العالم للسنوات الأربع المقبلة وتأثيرات ذلك على الاقتصادات الدولية وراقب المتداولون عن كثب نتائج أحدث استطلاعات الرأي وحركة أسواق الرهانات الانتخابية قبل أيام لتحديد المتقدم بين ترامب وهاريس وتأثير ذلك على مراكزهم الاستثمارية لكن الخطأ في هذه الرهانات يحمل مخاطر عالية ما يجعل الكثيرين متحوطين وهادئين في اتخاذ القرار وفي مقابلة لوكالة بلومبيرغ الأميركية مع إريك ديتون رئيس ومدير إدارة مؤسسة ذا ويلث أليانس الاستثمارية نحن لا نحدد مراكزنا الاستثمارية بناء على التكهنات بنتيجة الانتخابات لأنها أشبه بلعبة الحظ فلا معنى للمراهنة ويتوقع معظم المتداولين تقلبات هذا الأسبوع مع احتمالية كبيرة لنتيجة غير محسومة من الجولة الأولى قد تؤخر فرز الأصوات لأسابيع أو حتى أشهر ويفسر هذا سبب ارتفاع مؤشر الخوف أو التقلبات للثلاثين يوما المقبلة المعروف اختصارا بـفيكس فوق 20 نقطة في جلساته الأربع الأخيرة وهو مستوى يشير عادة إلى زيادة التوتر في سوق الأسهم ولهذا السبب ينحسر حماس المستثمرين لاختيار الفائزين والخاسرين بناء على من يعتقدون أنه سيكون الرئيس المقبل للولايات المتحدة وقال ديف لوتز محلل الاقتصاد الكلي في شركة الوساطة المالية جونز تريدينغ كانت استطلاعات الرأي خاطئة جدا في الماضي فلا توجد أي ميزة لمعرفة من سيفوز والتحدي الآخر في تحديد المراكز الاستثمارية بالأسهم هو عدد المحفزات الإضافية المحيطة بالتصويت والتي من المحتمل أن تحرك السوق وسيتبع يوم الانتخابات بسرعة قرار أسعار الفائدة من قبل البنك الفيدرالي الأميركي يوم الخميس المقبل ومؤتمر صحافي لرئيسه جيروم باول حيث سيقدم تفاصيل عن مسار أسعار الفائدة كما لا يزال عدد كبير من الشركات الأميركية في خضم الإعلان عن نتائجها المالية وهذا يفسر سبب عدم تحديد لوتز المراكز قبيل الانتخابات بل ويوصي بدلا من ذلك بالاحتفاظ ببعض السيولة التي يمكن استخدامها عند ظهور فرص قصيرة الأجل مثل ردود الفعل السريعة للأسهم الفردية أو القطاعات مع الإعلان عن الفائز في الانتخابات ووفق تقرير بلومبيرغ فإن روبرت شاين كبير مسؤولي الاستثمار في شركة غدارة الثروات بلانك شاين ويلث مانجمنت زاد من حيازاته المكافئة للنقد إلى 10 قبل الانتخابات مقارنة بـ5 المعتادة وتهدف هذه الاستراتيجية إلى أن يكون مستعدا للاستفادة من الأصول عندما تؤدي النتائج حتما إلى تقلبات في بعض أجزاء السوق وفي السياق قالت أنويتي باهوجونا كبيرة مسؤولي الاستثمار في الأصول العالمية بشركة إدارة المخاطر نورثرن ترست أسيت مانجمنت إن المستثمرين بحاجة إلى النظر إلى ما وراء مخاطر الانتخابات المستمرة لا يمكن للمتداولين حتى اتخاذ مراكز استثمارية في هذه المرحلة لأنها مضاربة وتنطوي على مخاطر بالغة ولا يعرف المتداولون ما هي المقترحات السياسية التي سيتم تمريرها من أي من المرشحين عبر الكونغرس الأسواق متوترة والمتداولون يتخذون مراكز دفاعية وليس من المستغرب أن تبدو الأسواق متوترة وقال روكي فيشمان مؤسس شركة الاستشارات المالية آسيم 500 إن بيانات أسواق الخيارات تظهر أن المتداولين يتخذون مركزا دفاعيا حيث يضعون تقييمات أعلى من المعتاد للحماية ضد البيع السريع ويعزى ذلك جزئيا إلى سيل التقارير والبيانات المتوقعة في الأيام القليلة المقبلة بما في ذلك قرار الاحتياطي الفيدرالي وتقارير الأرباح وأرقام التضخم وأضاف فيشمان بينما تأخذ الأسواق في الحسبان بوضوح يوم الأربعاء بوصفه يوما شديد التقلب فإن الفترة المحيطة بها بعيدة عن الهدوء ويتردد المطلعون في الشركات أيضا في التداول بسوق الأسهم فقد اشترى 261 رئيسا تنفيذيا فقط أسهما في شركاتهم في أكتوبر تشرين الأول الماضي وهو الأدنى منذ 2017 على الأقل مما دفع نسبة الشراء إلى البيع إلى ثاني أدنى مستوى منذ ربيع 2021 وفقا لبيانات جمعتها شركة واشنطن سيرفيس المتخصصة في توفير بيانات التداول ويجب على المستثمرين الذين يبحثون عن استثمار أكثر أمانا في الأسهم أن يتجاوزوا ضجيج الانتخابات وفقا لبعض المحترفين في وول ستريت وفي ظل انتخابات لا يظهر فيها مرشح مفضل بشكل واضح يبقى الخيار الأكثر أمانا للمستثمرين هو التحلي بالصبر وقال مارك لوشيني كبير استراتيجيي الاستثمار في مؤسسة جاني مونتغومري سكوت للاستشارات المالية لو كان القرار أكثر وضوحا لكانت السوق أخذته في الحسبان ولم يتبق الكثير للاستفادة منه وأضاف لكن في موقف يشوبه عدم الوضوح من الأفضل النظر إلى ما وراء الأفق والوضع في الاعتبار الحالة الاقتصادية الكلية في الفترة الزمنية من ستة أشهر إلى 18 شهرا من الآن بدلا من التركيز فقط على نتيجة الانتخابات في ذلك اليوم الأصدقاء والأعداء يترقبون نتائج الانتخابات وتتخطى حالة الترقب الاقتصادية حدود الولايات المتحدة لتسيطر على أذهان الأصدقاء والأعداء على حد سواء إذ يتحسب الجميع لسياسات ترامب في حال وصوله إلى البيت الأبيض مجددا لا سيما ما يتعلق بالرسوم الجمركية وقوة الدولار وغيرها من الملفات الأكثر تأثيرا في الاقتصادات وشهدت أسواق السندات الآسيوية حالة من الترقب قبيل الانتخابات الأميركية ولم تشهد سوق السندات الدولارية في آسيا صفقات جديدة صباح أمس الاثنين إذ ينتظر المستثمرون نتائج الانتخابات ويترقب المتداولون أيضا هذا الأسبوع قرارات البنوك المركزية بشأن أسعار الفائدة في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا وعدة دول أخرى يتساءل حلفاء أميركا مثل اليابان وألمانيا عما إذا كانوا سيجدون صديقا في البيت الأبيض العام المقبل أم قوميا يفرض الرسوم الجمركية على صادراتهم ويهدد بتركهم يواجهون أعداءهم وتترقب الصين بشدة ما ستسفر عنه الانتخابات لاسيما مع تعهد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 60 على السلع الصينية يتجلى هذا التوتر أيضا في النظام متعدد الأطراف المتمثل في الأمم المتحدة والمؤسسات المالية والقانونية الدولية ولم تشهد الولايات المتحدة ولا العالم وضعا متوترا كهذا فقد كانت انتخابات عام 2000 التي فاز فيها جورج دبليو بوش على آل غور بفارق ضئيل وبعد الكثير من المناورات القانونية مشهدا مشوقا لكنه جرى في وقت كانت فيه الهيمنة الأميركية شبه مطلقة أما انتقال السلطة في 2020 فقد كان متوترا وأكثر خطورة وسيكون أي تنازع على انتقال السلطة في 2024 أشد خطورة وفق مقال للكاتب والمحلل السياسي أندرياس كلوث نشرته بلومبيرغ

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح