انتخابات جنوب أفريقيا غدا توقعات بتراجع مضبوط للحزب الحاكم
٢٨ مشاهدة
يتوجه الناخبون في جنوب أفريقيا غدا الأربعاء للتصويت في انتخابات تشريعية قد تشهد عدم تمكن الحزب الحاكم المؤتمر الوطني الأفريقي من الحصول على الأغلبية في البرلمان وذلك للمرة الأولى منذ انتهاء نظام الفصل العنصري في هذا البلد الواقع في أقصى جنوب القارة الأفريقية وإجرائه أول انتخابات بعد سقوط الأبارتهايد في عام 1994 وتقف أسباب كثيرة وراء تراجع حزب الزعيم الجنوب أفريقي الراحل نيلسون مانديلا كما تشير استطلاعات الرأي حول انتخابات جنوب أفريقيا التي ظلت تتوالى حتى أول من أمس الأحد مع انتهاء الحملات الانتخابية علما أن الاقتراع المبكر بدأ أمس الاثنين للموظفين الانتخابيين وذوي الاحتياجات الخاصة قد يكون المؤتمر الوطني مضطرا للتحالف مع أحزاب صغيرة وبينما يضغط لوبي الأعمال وأكبر أحزاب المعارضة التحالف الديمقراطي لتحقيق اختراق تاريخي في انتخابات جنوب أفريقيا المقررة غدا وإمكانية تشكيل حكومة يقف الحزب الحاكم على مفترق طرق وسط تململ شعبي من أدائه الاقتصادي حيث سيكون عليه للمرة الأولى ربما البحث عن شريك حكومي من بين أحزاب صغيرة أبرزها الماركسيون الذين تهول المعارضة من احتمال فوزهم بحصة في السلطة ووسط هذا التجاذب لا يحسم خبراء ما ستكون عليه الأرقام بعد يوم الاقتراع مؤكدين أن الحزب الحاكم لن يتخطى في كل الأحوال نسبة 50 في المائة ما سيشكل صفعة تاريخية له علما أن أي تراجع كبير لحزب المؤتمر الأفريقي غدا قد يشكل خطرا على رئاسة زعيمه سيريل رامافوزا البلاد ويضع الحزب أيضا أسير اشتراطات الأحزاب الصغيرة من اليسار الراديكالي انتخابات جنوب أفريقيا تختبر الغضب الشعبي ويتوجه الناخبون في جنوب أفريقيا غدا الأربعاء إلى صناديق الاقتراع للتصويت في انتخابات تشريعية وبلدية من المتوقع بحسب استطلاعات الرأي أن تعكس سخطهم بسبب جملة أمور متراكمة عززت عدم رضاهم من الحزب الحاكم ويهدد تقنين الكهرباء ونسبة البطالة المرتفعة جدا وصلت إلى 32 في المائة العام الماضي والفساد المستشري فضلا عن بقاء الفجوات الاقتصادية الواسعة بين المواطنين بانتهاء عهد سيطرة المؤتمر الوطني الأفريقي من دون منازع بعد 40 عاما من وصوله إلى السلطة مع مانديلا ومن أسباب الغضب الشعبي أيضا ارتفاع معدل الجريمة مع عدد من الجرائم السياسية كذلك التي ارتفعت قبيل انتخابات جنوب أفريقيا وفي هذا السياق يحضر ما ذكرته صحيفة واشنطن بوست في تقرير لها أمس من أنه سجلت 40 عملية اغتيال سياسية في جنوب أفريقيا منذ بداية العام الماضي طاولت مسؤولين محليين وسياسيين وناشطين وسيصوت حوالي 28 مليون ناخب في انتخابات جنوب أفريقيا غدا وهي السابعة منذ عام 1994 وتشير معظم الاستطلاعات إلى أن حزب المؤتمر الوطني يرأسه حاليا رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا لن يحصل على نسبة 50 في المائة وما فوق التي اعتاد عليها منذ 3 عقود بل إن بعضها لم يعطه أكثر من 40 في المائة مقارنة مع 57 5 في المائة في 2019 وإذا ما تحقق مثل هذا السيناريو فإن المؤتمر الوطني الأفريقي سيكون مضطرا للتحالف مع أحزاب صغيرة ما يجعل قيادة رامافوزا في وضع حساس رغم ذلك وبحسب ما نشرته وكالة رويترز أمس فإن أحد الاستطلاعات الذي أجرته شركة أفروباروميتير ونشرت نتائجه الأسبوع الماضي أظهر أن ثلث الناخبين المفترضين لم يحسموا أمرهم بعد ووجهة تصويتهم وتعليقا على ذلك تتوقع الباحثة السياسية في جامعة ويتووتيرزراند في جوهانسبرغ نيكول بيردزوورث في حديث لـرويترز أن يصاب الحزب الحاكم بانتكاسة إثر الانتخابات ولكن من دون سقوط قوي لا سيما بعدما مرر رامافوزا خلال شهر مايو أيار الحالي إجراءات شعبية مثل قانون التأمين الصحي الوطني كما اقترح منح هبة على الدخل الأساسي إلا أنها تستبعد حصول حزب المؤتمر الوطني الأفريقي على أعلى من 50 في المائة مؤكدة أنه سيكون على قادة الحزب التفاوض لتشكيل ائتلاف حكومي لكن مع من هذا يعتمد على نسبة التأييد التي سيحصلون عليها ويواجه حزب المؤتمر الشعبي الأفريقي غضبا شعبيا مع توالي فضائح الفساد التي دفعت الحزب إلى بدء إجراءات قانونية ضد شخصيات قيادية عدة من داخله أبرزهم الرئيس الجنوب أفريقي السابق جاكوب زوما الذي أدين بالكسب غير المشروع فيما قدمت رئيسة البرلمان عن الحزب نوسيفيوي مابيسا نكوكولا استقالتها في شهر إبريل نيسان الماضي بعد ملاحقتها جنائيا بتهمة تلقي رشى حين كانت في منصب وزيرة الدفاع 2012 2021 وكان زوما أسس حزبا صغيرا أومكونتو وي سيزوي بإمكانه سرقة أصوات من حزب المؤتمر في منطقة زولو الشرقية كما بإمكانه إثارة الشارع إذا لم ترض النتائج قاعدته في استعادة لمشهد غضب أنصار زوما ونزولهم إلى الشارع عندما حكم عليه بالسجن في عام 2021 بتهمة ازدراء المحكمة تحذر المعارضة من يوم القيامة إذا ما تحالف الحزب الحاكم مع الماركسيين رهان المعارضة وفي كل الأحوال يتحضر حزب مانديلا لخسارة معينة قد تعني إذا كانت كبيرة أنه سيكون عليه ربما التحالف مع حزب مقاتلي الحرية الاقتصادية الماركسي إي إف إف وهي فرضية جعلت أرباب الأعمال والنخبة البيضاء ترفع الصوت عاليا تحذيرا من امتيازات قد تفقدها إذا ما وصل الماركسيون إلى السلطة وهو ما يستغله أكبر أحزاب المعارضة التحالف الديمقراطي وزعيمه جون ستينهويسن الذي يروج لحصيلة عمل جيدة في معقله بمنطقة كيب الغربية وهي المقاطعة الوحيدة في البلاد التي لا يسيطر عليها الحزب الحاكم ويحذر من يوم القيامة إذا ما تحالف الحزب الحاكم مع الماركسيين ولكن بحسب رويترز فإن ستينهويسن لم ينف بشكل قاطع إمكانية قبوله صفقة مع حزب المؤتمر الوطني بعد الانتخابات لتشكيل حكومة وذلك شرط إبقاء الماركسيين وحزب زوما بعيدا عن السلطة وفي مقابلة مع رويترز أجريت معه في مارس آذار الماضي قال الأمر كله يعتمد على ما ستفرزه الانتخابات ولطالما سعى التحالف الديمقراطي المعروف بأنه صديق رجال الأعمال للتقرب من الناخبين السود وتغيير صورته حزبا للنخبة البيضاء التي تشكل الأقلية في جنوب أفريقيا لكن لم تساعده انشقاقات الكثير من النواب السود من حزبه وستينهويسن نفسه وهو أبيض أصبح زعيم الحزب في 2019 بعدما استقال سلفه الأسود أموسي مايماني من الحزب متهما أعضاءه بأنهم يعرقلون محاولته التقارب مع الناخبين السود العربي الجديد رويترز فرانس برس أسوشييتد برس