اليورو يتراجع بتعاملات آسيا بعد النتائج الأولية للانتخابات الفرنسية
٨٨ مشاهدة
تراجع اليورو في التعاملات المبكرة في آسيا بعد أن أشارت التوقعات الأولية للانتخابات التشريعية في فرنسا إلى فوز مفاجئ للتحالف اليساري وهي النتيجة التي تجاهلتها الأسواق الأوروبية إلى حد كبير قبل عطلة نهاية الأسبوع وانخفضت العملة الموحدة بنسبة 0 3 إلى حوالي 1 0807 دولار مع بدء التداول في سيدني وتظهر التوقعات الأولية أن الجبهة الشعبية الجديدة التي تضم الاشتراكيين وحزب فرنسا الصامتة اليساري المتطرف على وشك الحصول على ما بين 170 و215 مقعدا في الجمعية الوطنية ويحتل حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف بزعامة مارين لوبان الذي كان من المتوقع على نطاق واسع أن يفوز بأكبر عدد من المقاعد المركز الثالث بعد تحالف الرئيس إيمانويل ماكرون الوسطي وفي حين أمضى مديرو الأموال الأسبوع الماضي أو أغلب أيامه في حالة من القلق بشأن الحكومة التي تهيمن عليها لوبان كان انتصار اليسار النتيجة التي ربما لم تتحسب لها الأسواق نظرا لتعهد التحالف القريب من الفوز بزيادة كبيرة في الإنفاق العام ومن شأن زيادة الإنفاق الحكومي في فرنسا كما في أغلب البلدان الأوروبية في الوقت الحالي أن تؤدي إلى تفاقم المخاوف بشأن الميزانية العمومية المتضخمة بالفعل في البلاد ويضع باريس على مسار تصادمي مع الاتحاد الأوروبي الذي يتخذ بالفعل إجراءات للحد من العجز وقالت وكالة بلومبيرغ إنه من غير المرجح أن يفوز التحالف اليساري بأغلبية مطلقة الأمر الذي قد يحد من حريته في تنفيذ السياسات الاشتراكية التي تتوجس منها بروكسل وفي مقدمتها زيادة الإنفاق العام لكن النتيجة ستضخ جرعة جديدة من عدم اليقين إلى الأصول الفرنسية في الأيام المقبلة وفقا لمحللين تحدثوا إلى بلومبيرغ الأحد وقال فنسنت جوفينز استراتيجي السوق العالمية في جيه بي مورغان لإدارة الأصول إن التوترات محتملة مع دخول الإصلاحات التي يقودها ماكرون الآن في دائرة الشك مما قد يضر بقيمة السندات الفرنسية مقابل نظيراتها وأضاف قد تطالب الأسواق بفروق أسعار أعلى عوائد أعلى على السندات الفرنسية مقارنة بالسندات الألمانية طالما لم توضح الحكومة الجديدة موقفها المالي وأضاف أن المفوضية الأوروبية ووكالات التصنيف تطلب تخفيضات في الإنفاق الحكومي تتراوح بين 20 إلى 30 مليار يورو لكن في الواقع سيكون التعامل مع حزب يريد زيادة الإنفاق بمقدار 120 مليارا وارتفع الفارق بين عوائد السندات الفرنسية والألمانية وهو مقياس لمخاطر الديون الفرنسية إلى أعلى مستوياته منذ عام 2012 عند 85 نقطة أساس الأسبوع الماضي مع تزايد المخاوف من فوز اليمين المتطرف في الانتخابات وهدأت الأوضاع يوم الخميس مع مرور بيع سندات حكومية فرنسية دون مشاكل تذكر قبل الجولة الأخيرة من الانتخابات البرلمانية التي جرى التصويت فيها اليوم الأحد وارتفع العائد على السندات الألمانية لأجل 10 سنوات وهو المؤشر القياسي لمنطقة اليورو بمقدار نقطتين أساس إلى 2 578 وفقا لبيانات رويترز واجتذبت فرنسا طلبا بقيمة 2 59 ضعف المبلغ الذي تم جمعه عبر أربعة مبيعات للسندات في قيمة أعلى قليلا من آخر مزاد طويل الأجل قبل أن يدعو الرئيس إيمانويل ماكرون إلى إجراء انتخابات مبكرة في أوائل يونيو حزيران وتماشيا مع مزادات أخرى هذا العام وجمعت فرنسا 10 5 مليارات يورو 11 34 مليار دولار إجمالا وهو المبلغ الأعلى الذي كانت تستهدفه وذلك بعد أن خفضت المبلغ الذي تحاول بيعه بالمزاد خلال فترة الانتخابات وما إن ظهرت نتائج الانتخابات الفرنسية وما أفضت إليه من اكتساح واضح لليمين المتطرف حتى سادت مباعث القلق على عدة مستويات سواء في الداخل الفرنسي أو على مستوى أسواق مال أوروبا ككل مع بروز عوامل قلق جدية يرصدها المحللون على مستوى علاقة باريس ببقية العواصم وجاذبية الاقتصاد الأوروبي بأسره في عيون المستثمرين فضلا عن انعكاس نتائج الانتخابات في الأسواق المالية خاصة في أسواق النفط والعملة والأسهم والسندات ويشعر المستثمرون بالقلق من أن الحكومة الفرنسية الجديدة التي يقودها حزب التجمع الوطني أو الجبهة الشعبية الجديدة اليسارية ستتبع سياسة مالية توسعية من شأنها أن تؤدي إلى عجز متضخم في الموازنة العامة وفي هذا الصدد نقلت بلومبيرغ الأسبوع الماضي عن استراتيجي السوق العالمية في بنك جيه بي مورغان لإدارة الأصول فنسنت جوفينز قوله بالنسبة لي لا يزال الأمر في حالة انتظار وترقب ويجب أن أقول إنني مندهش بعض الشيء من ردة فعل السوق محذرا من أن السياسات المالية لكلا المعسكرين مدمرة للاقتصاد الفرنسي وآفاق الديون الفرنسية