اليمن ضمير الأمــة ووفاؤها لغزة
لم يكن موقف اليمن تجاه غزة مُجَـرّد ردّة فعلٍ عاطفية أَو مزاجية؛ بل كان قرارًا واعيًا متجذرًا في ذاكرةٍ تاريخيةٍ يَعرف فيها الناس قيمة العون حين تُستدعى الضمائر.
واليمن – من شعبٍ ومؤسّساتٍ ومقاومةٍ – اختار أن يكون في طليعة مدافعي الحق رغم الجراح والضغوط، فكتب موقفًا يسجّل في صفحات التاريخ بمداد الوفاء.
موقفٌ شعبيٌّ يتقدّم على كُـلّ اعتبار
منذ اللحظات الأولى لتصاعد العدوان على غزة، خرجت الجماهير اليمنية بمسيراتٍ ووقفاتٍ وحشودٍ شعبيّة وإعلامية وسياسية تعبّر عن عمق التعاطف والالتزام القيمي.
لم تكن هذه اللحظات مُجَـرّد مشاهدٍ عابرة تُسجّل للتدوين الإعلامي، بل كانت تجلٍّ لوعي جماعي يرى القضية الفلسطينية جزءًا لا يتجزّأ من كرامة الأُمَّــة ومصيرها.
الكلمات هنا لن توفي تعبّر القلوب؛ ففي ساحات المدن والقرى حمل الناس لافتاتٍ تدعو للنصرة، وافتقد الكثيرون لفرصة التحدث فتركوا أفعالهم تتحدث، فكانت الوقفات والمساعدات والتضامن الشعبي ترجمةً حقيقية لضميرٍ لم يتغيّر.
هذا الحضور الشعبي كان عامل ضغط معنوي داخليًّا وخارجيًّا، وأبلغ رسالة مفادها أن اليمن لا يقف على الحياد عندما تُستباح كرامة شعبٍ أَو تُنتهك حقوقُ أُمَّـة بأكملها.
وفي زمن تتراجع فيه الكلمات أمام مصالح تغلبت على قِيَمٍ بديهية، تصدّر اليمن المشهد عمليًّا ووجدانيًّا.
الفعلُ السياسيّ والدبلوماسيّ: موقف لا يختبئ وراء الشعارات
على صعيد المؤسّسات والسياسة، قدّم اليمن مواقف معبّرة وواضحة، مبتعدًا عن صيغ الالتفاف والمواربة.
اتسمت مواقف قياداته بالتمسّك بمبدأ نصرة المظلوم ورفض التطبيع مع الاحتلال المجرم.
هذا الصمود السياسي لم يأتِ من فراغ؛ بل كان ترجمةً لقطائعٍ تاريخيةٍ وسياسية راسخة، ولإرثٍ تحَرّكيٍ يحمل في طياته مسؤولية تمثيل خيارٍ شعبيٍ واسع.
والرؤية هنا يجب أن تُفهم على نحوٍ لا يختزل السلوك الوطني في حالة طائشة من الفعل، بل يُراد بها أن تكون ممارسة للسيادة الأخلاقية في زمن تراجعت فيه كثير من السياسات إلى لغة المصالح الضيقة.
وقد تجلّى هذا البُعد في الخطاب الرسمي والموقف العملي على حَــدٍّ سواء.
الفعل الميداني: من البحر الأحمر إلى المحيط الهندي.. ومن عمق الأراضي المحتلّة
من ميزات
ارسال الخبر الى: